
شارك وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري في الحفل الموسيقي الذي اقيم في قصر اليونيسكو في باريس – القاعة الكبرى، بدعوة من بعثة لبنان الدائمة لدى منظمة اليونيسكو، حيث عزفت الحان للمرة الاولى لموسيقيين لبنانيين تحت عنوان “استذكار موسيقى لبنان”.
استهل الحفل بكلمة للوزير خوري، قال فيها: “هنا استذكر ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني يوما أن بلدنا لبنان له مهمة تاريخية على مر العصور، ألا وهي التأكيد أنه يمكن لمختلف للديانات أن تتعايش جنبا إلى جنب في سلام وأخوة وتعاون. على الرغم من أن هذه المهمة واجهت تحديات كبيرة في بعض الأحيان، إلا أنه لطالما كنا فخورين أن بلدنا مثال فريد من نوعه في الشرق الأوسط لا بل ربما في العالم أجمع للتعايش بين الأديان والتنوع الثقافي. ”
واضاف: “نحن نعرب عن امتناننا لمنظمة اليونيسكو على استضافتنا الليلة. فلبنان لطالما كان مساهما رئيسيا في هذه المنظمة العريقة. وانطلاقا من رسالة بلدنا الفريدة من نوعها، فقد التزمنا المهمة التي اتخذتها اليونيسكو على عاتقها منذ تأسيسها عام 1946 والتي تهدف الى تعزيز الحوار بين الثقافات.
انه لمن دواعي فخر لبنان أن يكون موئلا لخمسة مواقع تاريخية صنفتها اليونيسكو كمواقع للتراث العالمي، بما فيها وادي قاديشا الذي وجدت فيه أولى الجماعات المسيحية المشرقية ملاذا لها من الاضطهاد. هذا وساهمت نجاة هذه الجماعات في الحفاظ على التنوع الديني على مدى عصور من الزمن وحتى يومنا هذا. كما إننا نفتخر بتراثنا الثقافي غير المادي بما فيه موسيقانا وهي مصدر إبداع وإلهام قادرة على الوصول إلى المعمورة قاطبة متجاوزة بذلك كل الحواجز والحدود اللغوية. هذا وفي العام 2014، نجحنا في إدراج “الزجل” على قائمة التراث غير المادي لمنظمة اليونيسكو، والزجل هو نوع من أنواع الشعر، ترافقه تقاليد موسيقية مستمدة من جبالنا”.
وتابع: “في ما يواصل العالم مكافحته كل أشكال الإرهاب والإيديولوجيات المتطرفة، فاننا نؤمن كل الإيمان بأن التبادل الثقافي لمن الاهمية بمكان، وأكثر من أي وقت مضى، لانه لا يمكن محاربة التطرف الراديكالي من خلال الاعتماد حصرا على الوسائل العسكرية، لان الأفكار الراديكالية غالبا ما تنشأ وترسخ بعيدا من ساحات القتال، لذلك من الضروري لنا أن نساهم في نشر أفكار تظهر غنى الثقافات والديانات والتقاليد على اختلافها وللبنان دور مهم يؤديه في هذا المجال. “