Site icon IMLebanon

الأمم المتحدة تعلن الحرب على إلقاء البلاستيك في المحيطات

 

أطلقت الأمم المتحدة للبيئة الأحد 26 شباط حملة “بحار نظيفة” للقضاء على المصادر الرئيسية للنفايات البحرية: الحبيبات الدقيقة المستخدمة في مستحضرات التجميل، والاستخدام المفرط والمسرف للبلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة بحلول العام 2022، بمشاركة عشرة بلدان وشركة DELL العاملة في مجال الكمبيوتر، وعارضة الأزياء ناديا هوتاغالونغ، والممثل أدريان غرينير والمغني جاك جونسون.

وتحض حملة “بحار نظيفة” التي تم إطلاقها خلال قمة الاقتصاديين العالمية المعنية بالمحيط في مدينة بالي، الحكومات على الالتزام بسياسات الحد من استخدام البلاستيك، والتي تستهدف الشركات الصناعية لتقليل إنتاج البلاستيك. وتدعو المستهلكين لوضع حد لهذه العادة المتمثلة في استخدام البلاستيك قبل أن ينتهي بها المطاف في البحار.

وقال المدير التنفيذي للأمم المتحدة للبيئة إريك سولهايم: “حان الوقت لنعالج مشكلة البلاستيك التي تفسد محيطاتنا، حيث ينتشر التلوث البلاستيكي على الشواطئ الإندونيسية، والذي ينتهي به المطاف في قاع المحيط في القطب الشمالي، والذي يزداد من خلال السلسلة الغذائية على موائد طعامنا. لقد انتظرنا فترة طويلة حتى تفاقمت المشكلة. ولذلك علينا حل هذه المشكلة ووقف التلوث البلاستيكي في المحيط”.

واعلن ان “الحملة ستحظر أو ستفرض ضريبة على استخدام أكياس البلاستيك التي تستخدم لمرة واحدة، والحد بشكل كبير من المواد البلاستيكية الأخرى التي تستعمل لمرة واحدة”.

وانضم نحو عشرة بلدان إلى الحملة بتعهدات كبيرة لتنظيف بحارها. فقد التزمت إندونيسيا بخفض 70 في المائة من القمامة البحرية بحلول 2025. وفرضت أوروغواي ضرائب على استخدام أكياس البلاستيك التي تستخدم لمرة واحدة في وقت لاحق من هذا العام، وستتخذ كوستاريكا تدابير للحد بشكل كبير من استخدام البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة من خلال تحسين إدارة النفايات والتعليم.

واوضح انه “في كل عام، ينتهي المطاف بأكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك في المحيطات، التي تسبب أضرارا على الأحياء البحرية ومصائد الأسماك والسياحة، وتكبدنا خسائر بما لا يقل عن 8 مليارات دولار بسبب الأضرار التي تلحقها بالنظم الإيكولوجية البحرية. ويعد 80 في المائة من جميع القمامة العائمة في المحيطات لدينا من نفايات البلاستيك. ووفقا لبعض التقديرات، ومع معدل إلقاء النفايات في المحيطات مثل الزجاجات البلاستيكية، وأكياس البلاستيك والأكواب البلاستيكية بعد استخدامها مرة واحدة، فبحلول عام 2050 ستحمل المحيطات نفايات بلاستيكية تفوق عدد الأسماك وسيكون قد ابتلعت نحو 99 في المائة من الطيور البحرية النفايات البلاستيكية”.

وتدعم السيدة هوتاغالونغ هذه الحملة من خلال دعوة شركات صناعة مستحضرات التجميل لوقف إضافة حبيبات البلاستيك الدقيقة في منتجاتها. ومع إلقاء ما يصل الى 51 تريليون من النفايات – وهي 500 مرة أكثر من عدد النجوم في مجرتنا، فهذا يفسد بحارنا، ويهدد بشكل خطير الحياة البحرية.

كما انضم إلى الحملة أشهر العلامات التجارية المعترف بها عالميا أيضا. وقد كشفت اليوم شركة ديل DELL الشهيرة العاملة في مجال الكمبيوتر عن سلسلة توريد تجاري يتم فيه استخدام البلاستيك الذي تم صيده من البحر بالقرب من هايتي. وسوف تستخدم الشركة العملاقة في مجال الكمبيوتر البلاستيك المعاد تدويره والمستخرج من المحيط في تعبئة وتغليف منتجاتها.

وقال نائب الرئيس التنفيذي للعمليات العالمية لشركة DELL السيد بييوش بهارغافا إن “شركة DELL تتعهد باستخدام التكنولوجيا والخبرات للعمل من أجل الحد من إلقاء النفايات البلاستيكية في المحيط. وتعمل سلسلة إمدادنا الجديدة على تقريبنا خطوة أقرب إلى رؤية الأمم المتحدة للبيئة المعنية بالبحار النظيفة من خلال إثبات أن البلاستيك المعاد تدويره المستخرج من المحيط يمكن أن يعاد استخدامه تجاريا.

وستكون هذه النُهج حاسمة للحد من إلقاء القمامة البحرية. واليوم، نحن ننتج البلاستيك بمقدار يساوي عشرين مرة أكثر من إنتاج البلاستيك في عام 1960. ويستخدم ثلث جميع البلاستيك المصنع في عمليات التغليف. وبحلول عام 2050 سنضطر إلى مضاعفة إنتاج البلاستيك إلى ثلاثة أضعاف لتلبية طلباتنا من البلاستيك. والذي سينتهي جزء كبير منه في نهاية المطاف في المحيطات حيث سيبقى هناك لقرون”.

وانضم الممثل غرينير مؤسس مؤسسة الحوت الوحيد، إلى حملة “بحار نظيفة” وطلب من الناس أن تعيد التفكير في خياراتهم اليومية. وقال: “سواء اخترنا استخدام الأكياس البلاستيكية في محال البقالة أو شرب السوائل من خلال أنابيب الامتصاص البلاستيكية (الشفاطة)، فإن قراراتنا اليومية المتعلقة باستخدام البلاستيك لها تأثير كبير على محيطاتنا، إلا أننا لدينا القدرة على إحداث التغيير.

وأود اليوم أن أغتنم هذا التعهد العلني للقيام بدوري المتمثل في رفض استخدام البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة، بدءا من أنابيب الامتصاص البلاستيكية، وأيضا تأكيد التزامي العمل مع القادة مثل العمل مع شركةDell لتقليل التعبئة والتغليف البلاستيكي. وإذا ما بدأنا بإحداث تغيير واحد صغير وخضع كل منا للمساءلة، فأعتقد أننا سنتمكن معا من إلهام العمل العالمي لجعل محيطاتنا أكثر نظافة”.

ومن المتوقع أن يكون هناك إعلانات رئيسية خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيط الذي سيعقد في حزيران في مدينة نيويورك وجمعية الأمم المتحدة للبيئة التي ستعقد في ديسمبر في نيروبي – بكينيا.

اقتباسات إضافية

وقال الممثل والمذيع التلفزيوني الأندونيسي هامش داود: “أبعث بتحياتي من واحدة من أجمل الأماكن على كوكب الأرض، ولكن إدماننا على استخدام البلاستيك السيئ يخنق ببطء السواحل الغالية والحياة البحرية التي ننعم بها جميعا. انضموا إلي للقضاء على إلقاء البلاستيك في البحار – وعلينا البدء بقول “لا” لاستخدام البلاستيك غير الضروري في حياتنا اليومية الذي ينتهي به المطاف في البحار وعلينا رفض استخدام أكياس التسوق البلاستيكية، ورفض أنابيب الامتصاص البلاستيكية، واستبدال زجاجات المياه البلاستيكية بالمياه المصفية. إنني أدعم اليوم الأمم المتحدة للبيئة في حث الحكومات، والشركات التجارية والمستهلكين لوضع حد لعاداتنا البلاستيكية الخطرة”.

وقال وزير المناخ والبيئة في النروج السيد فيدار هيلغسين: “إن حفظ بحارنا نظيفة والمحافظة على الحياة البحرية من التعرض للبلاستيك هي مسألة ملحة بالنسبة للنروج. حيث تشكل القمامة البلاستيكية البحرية تهديدا متزايدا سريعا في الحياة البحرية، وتؤثر سلامة الأغذية البحرية سلبا على حياة الناس في المناطق الساحلية في جميع أنحاء العالم. ونحن نشجع جميع بلدان العالم للانضمام إلى حملة “بحار نظيفة” ووضع تدابير فعالة لتجنب استخدام البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة والذي ينتهي به المطاف في البيئة. لا يمكن لمحيطاتنا الانتظار أكثر من ذلك”.

وقال وزير الإسكان وتخطيط الأراضي والبيئة في الأوروغواي السيد إنيدا دي ليون إن “هدفنا هو الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية من خلال وضع لوائح، وإعطاء بديل للعاملين في قطاع النفايات، وتطوير خطط التعليم بشأن أثر استخدام الأكياس البلاستيكية على البيئة. وتعد هذه الإجراءات أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. وإن الأوروغواي ملتزمة بالمضي قدما في هذا الاتجاه، وأن حملة “بحار نظيفة” هي بالتأكيد مساهمة قيمة جدا”.

وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السيد بيتر توماس: “المحيط هو شريان الحياة في كوكبنا، ولكننا نسمم هذا المحيط من خلال إلقاء ملايين الأطنان من البلاستيك سنويا. لقد حان الوقت لتحويل دفة الأمور بشأن القمامة البحرية. وفي حين تستعد دول العالم للمشاركة في مؤتمر المحيط الذي سيعقد في نيويورك، في الفترة ما بين 05-09 حزيران، فإنني أحث كل الدول على الانضمام إلى الحملة وتقديم تعهد طموح للحد من استخدام البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة. سواء كان ذلك عن طريق فرض ضريبة على الأكياس البلاستيكية أو فرض حظر على الحبيبات الدقيقة المستخدمة في مستحضرات التجميل، وينبغي على كل بلد القيام بواجبها للحفاظ على سلامة الحياة في المحيط”.

اشارة الى ان الدول التي انضمت الى الحملة هي: بلجيكا، كوستاريكا، فرنسا، غرينادا، إندونيسيا، النروج، بنما، سيراليون وأوروغواي.