IMLebanon

الراعي: الحرية الدينية طريق نحو السلام

 

 

أكد البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي “أنه لكي تكتمل الجهود المرجوة في العيش المشترك ومكافحة الإرهاب، ينبغي أن تصبح عملا مشتركا على مستوى المرجعيات المدنية والدينية. إننا نرى دور المرجعيات الدينية وعملها المشترك على صعيدين: الأول، خطاب ديني يتمسك بالقيم والأسس الدينية الواضحة التي تتعلق بالاعتراف بالآخر، وبعلاقة الجماعات بعضها ببعض، وبحقها في الحرية وخصوصا الحرية الدينية، خطاب يعلي شأن الإنسان على كل اعتبارات أخرى؛ والثاني إعطاء هذا الخطاب شكل شرعة إسلامية – مسيحية تعلن مبادئ صريحة وواضحة في مسائل الحرية والمواطنة والتنوع والتكامل”.

الراعي، وفي كلمة ألقاها في  مؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين الذي عقد في القاهرة بعنوان “الحرية والمواطنة… التنوع والتكامل”، قال: هكذا يسهم الدين في مواجهة التعصب والتطرف والإرهاب، ويكون في الوقت عينه رافعة مجتمعية، لأن خطابا دينيا على مستوى المؤسسة الخاصة بكل دين، وشرعة مشتركة، إنما يرفعان الغطاء عن أي فرد أو جهة تتلحف بالدين، أو تتستر به، أو تستغله مادة مشتعلة بهدف الإرهاب أو التطرف أو التعصب، وفي الوقت عينه يسهلان قيام مواطنة حقة في إطار دولة ترعى الحقوق وتحقق المشاركة. هذا الأمر يحفز الدولة على حفظ السلم والأمن في مجتمعاتها، فلا هي تشعر بأنها متروكة لقدرها أمام مجموعات تتخفى وراء الدين وتحرجها، ولا تستطيع هي بدورها أن تستثمر الفوضى الحاصلة في الدين. هكذا تحفظ استقلالية كل من الدين والدولة، وفي الوقت عينه تنكشف مساحات العمل المشترك بينهما، فيظهر أن الدين لا يشكل عائقا، بل يكون عاملا مساعدا ومؤسسا لانطلاقة المجتمع”.

واوضح ان “ثمة أمل في ذلك لأننا نسمع، في قلب هذه الأزمة، أصواتا ترتفع، ونرى جهودا تبذل للتأكيد على العروبة وعلى الحرية والمواطنة والتنوع والتكامل. وهذا ما تشهد له المبادارت والنصوص التي تصدر عن مرجعيات كبيرة في عالمنا العربي محاولة الوقوف في وجه العاصفة. وفي طليعة هذه المبادرات هذا المؤتمر، وما سيعرضه مندوبو مختلف البلدان المشاركة”.

February 28, 2017 01:26 PM