Site icon IMLebanon

أسر جائعة في الصومال… أي طفل نطعم؟

 

تواجه الأمهات الصوماليات خيارا مريرا عند تقسيم ما لديهن من مؤن غذائية متناقصة بين أطفالهن الجوعى بينما يقتل جفاف مدمر الماشية ويترك البلد الواقع في القرن الأفريقي يواجه مجاعة محتملة.

وقالت فاطمة عبدلي، التي وصلت إلى العاصمة مقديشو قبل أسبوعين مع أطفالها السبعة بعد أن فتك الجوع بقطيع الأسرة من الماعز: “إذا وجدت كمية صغيرة جدا من الغذاء فإنك تعطيها لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه.. أصغر الأطفال”.

وأدى الجفاف إلى ذبول العشب ونضوب حفر المياه. وفي باي، وهي منطقة زراعية رئيسية، تقول الأمم المتحدة إن المحصول هبط بأكثر من 40%.

 

 

والآن تحذر الأمم المتحدة من أن الصومال يواجه خطر تكرار مجاعة 2011 التي قتلت حوالي 260 ألف شخص. ووجهت منظمات إغاثة نداء لجمع 825 مليون دولار لتقديم المساعدة لحوالي 6.2 مليون صومالي أو نحو نصف سكان البلاد.

وتأتي هذه المناشدة بعد يوم من توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا معدلا يعلق سفر مواطني ست دول تقطنها أغلبية مسلمة ومنها الصومال إلى الولايات المتحدة. وقال ترامب الذي برّر قراره باعتبارات الأمن الوطني إنه سيخفض ميزانيات المساعدات الخارجية الأميركية والديبلوماسية.

وقد يخفض ذلك الدعم للحكومة الصومالية الجديدة التي تساندها الأمم المتحدة والتي تقاتل للتغلب على تمرد لمتطرفين. وعانى الصومال حربا أهلية استمرت أكثر من ربع قرن من الزمان.

 

ويمنع انعدام الأمن عمال الإغاثة من الوصول إلى أجزاء من البلاد ولهذا فإنه في أجزاء كثيرة من الصومال تتدفق الأسر من المناطق الريفية إلى المدن بحثا عن الغذاء.

ومع تبخّر مصادر المياه تضطر أسر كثيرة لشرب مياه ملوثة ببكتريا الكوليرا القاتلة. وأصاب المرض حوالي 8000 شخص أخيرا وقتل أكثر من 180 حتى الآن.

وجاء محمد علي (50 عاما) إلى مدينة بيدوة في وسط الصومال مع أطفاله السبعة. وقال إنه وزوجته يضعفان لأنهما يعطيان حصتهما من الغذاء لأطفالهما.

علي الذي يقطن في مخيم موقت، قال: “نحن نترك الأطفال يأكلون أولا ثم نأكل بعدهم لكن في معظم الأوقات هم لا يتركون شيئا لأن الطعام غير كاف”.

 

وقالت عبدلي، الأم التي في مقديشو، إنها وقفت ترقب بمزيج من الحزن والفخر ابنها البالغ من العمر تسع سنوات وهو يعطي أشقاءه الأصغر سنا نصيبه من الغذاء.

وأضافت قائلة “إنه يقدم تضحية”، مشيرةً إلى الصبي الواقف إلى جوارها. وقالت “إنني أشعر بالفخر”.

بدورها، أحضرت عائشة أحمد (18 عاما) ابنتيها إلى العاصمة بعد أن نفقت أغنام العائلة. وقالت: “عندما نحصل على طعام نطعم الأطفال أولا. لا نأكل إلا بعد أن يأكلوا وإذا تبقى طعام”.