Site icon IMLebanon

أحمد قبلان: لقانون انتخاب عصري وحديث يحفظ حقوق الجميع

 

 

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة عبر فيها عن خشيته من أن “نكون قد اقتربنا من الفراغ وسقوط الدولة ومؤسساتها، أمام زحمة الصيغ الانتخابية، وتهاوي المهل الدستورية، وتصاعد الحدة في الخطاب الطائفي والمذهبي وحتى المناطقي، ووسط هذا التجاذب على ما تبقى من بلد، لم يعد فيه ما يؤهله للبقاء، بعدما استنزفته هذه الطبقة السياسية، واستهلكت كل مقوماته”، مشيرا إلى أننا “في أزمة وطنية وطائفية ومذهبية معقدة ومفتوحة في كل الاتجاهات، والبلد بأسره على شفا مهوار كبير، فيما أهل السياسة غارقون في ترسيم الدوائر الانتخابية، واحتساب المقاعد، مدفوعون بحالة من فقدان الوعي وانعدام المسؤولية الوطنية، من خلال إصرارهم على البقاء في دائرة الاقتسام وتحقيق المكاسب، على حساب مصير الوطن، واستقرار ناسه أمنيا وحياتيا واجتماعيا”.

قبلان، ومن مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر: “أن ما يدور من كولسات حول صيغة انتخابية جديدة تحقق صحة التمثيل، ما هي إلا خداع بخداع للبنانيين، فالقديم سيبقى على قدمه، ولو تبدلت بعض الوجوه، والمنهجية هي هي ولو تغيّرت بعض العناوين. ما يعني أن المحسوبيات والمحاصصات والفساد وكل ما هو معاكس لقيام الدولة وانتظام الحياة السياسية مستمر، لا بل في ازدياد، طالما أن المخولين صياغة قانون الانتخاب هم الخصم والحكم، وهم من نهب الدولة وأوصلها إلى هذا الفراغ، ويدعون بأنهم سيعملون على الإصلاح، وسيقودون البلاد إلى شاطئ الأمان والاستقرار.

وقال: “على من يفكر ببناء دولة بمعانيها الوطنية والقيمية والكفاءاتية، عليه أن ينزع من فكره وقاموسه هذه الثقافة المتخلفة، وينطلق نحو وطن الإنسان ودولة القانون، عبر قانون انتخابي عصري وحديث، يتشارك فيه الجميع، ويحفظ حقوق الجميع، وإلا فليكفوا البحث في هرطقات التأهيلي والنسبية وكل أخواتهما من التفصيلات والمقاسات الممسطرة، ولإجراء الانتخابات وفق القانون الحالي، منعا من الوصول إلى الفراغ المدمر، والدخول في متاهات المجهول الذي لا قدرة للبنان واللبنانيين على تحمله ومواجهته”.