Site icon IMLebanon

ريفي الى جبهة معارضة… والمستقبل في وضع حرج

 

كتبت دموع الاسمر في صحيفة “الديار”:

من يتابع حراك اللواء اشرف ريفي مؤخرا يلاحظ مكوكية الزيارات واللقاءات التي يجريها بعد تبلور فكرة مشروعه السياسي المعارض والذي بدا منسجما مع حزب الكتائب في اكثر من قاسم مشترك وبالرغم من تحفظ البعض ودعم البعض الآخر لاي مبادرة.

ترى اوساط سياسية طرابلسية ان الاوضاع الراهنة باتت تحتاج الى قوى جدية تتابع المسائل السياسية الوطنية السيادية من جهة، وتلاحق المطالب الشعبية الملحة  من تعليم وعمل ومسكن وطبابة في ظل تراخي القوى السياسية الممسكة بزمام السلطة وان الاوان قد حان لتغيير الواقع المر ومواجهة التسلط السياسي ضروري في هذه المرحلة الدقيقة التي تفتقر الى قيادات وطنية تعمل على ترسيخ المواطنية والتخفيف من الهجرة وفكرة اطلاق مبادرة وطنية تجمع قيادات معارضة باتت امرا ملحا حسب مصادر مقربة من اللواء ريفي.

وعن المرحلة التي تسبق اطلاق هذه الجبهة الوطنية المعارضة تكشف اوساط ريفي ان الارضية باتت جاهزة لاطلاق هذه الجبهة والتي من ابرز اهدافها مكافحة الفساد المستشري في الدولة على امل ان تحقق الخطوات المرجوة بعد تلمس مدى الاحباط الكبير في الشارع اللبناني خصوصا في طرابلس بعد دراسات عدة اجريت واستطلاعات للرأي تؤكد ان المواطن بحاجة الى تغيير جذري لهذا الواقع والانطلاقة الاولى تبدأ بالحفاظ على السيادة ومحاربة الفساد لتعزيز الثقة بين السياسي والمواطن لذلك تحتاج هذه الجبهة الى قوى منسجمة وتشبه بعضها البعض في الاهداف والخيارات.

لا تخفي هذه الاوساط امتعاضها من الواقع البعيد عن المطالب الحياتية اليومية واعتبار ان غياب جبهة وطنية عن الحياة السياسية يفاقم في غياب المحاسبة لكل الملفات خصوصا الاصلاحية واعتبار خطوة تشكيل هذه الجبهة خطة اصلاحية لعودة منطق الدولة خصوصا ان الوضع لم يعد يحتمل حسب مصار  ريفي والسعي الى التغيير بات امرا ملحا والبداية انطلقت من تشكيل نواة جبهة المعارضة والاعلان عن هذه الجبهة سيكون في الوقت المناسب، لكن ليس قبل ان تتبلور هذه الفكرة وتصبح جاهزة للاعلان عنها. وقالت اوساط ريفي ان هذه الجبهة ستكون شبيهة الى حد ما  بـ«بقرنة شهوان» التي انطلقت قبل عام 2005 ومن ثم توسعت وانتجت «لقاء البريستول» وصولا الى تشكيل قوى 14 اذار بعد اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري واشارت اوساط ريفي ان هذه الجبهة التي سيتم تشكيلها لا يمكن الاستخفاف بها لان امثال هذه الجبهة نجحت في محطات عدة بعد توسعها وتمددها وباتت قوة سياسية لا يستهان بها.

 وتشير الاوساط المتابعة ان الاعلان عن هذه الجبهة لم يحدد مكانه بعد ربما يكون اللقاء الاول في طرابلس وربما في العاصمة بيروت لكن المكان ليس من الاهتمامات بقدر ما يسعى له ريفي مع حلفائه الجدد في هذه الجبهة وهو تجهيز الارضية المؤاتية لاطلاقها مع مراعاة ظروف كل القوى التي ارتأت عدم الانضمام الى هذه الجبهة لاسباب وظروف يحترمها ريفي كما اشارت مصادره ولفتت الى ان ريفي اجرى اتصالات بالوطنيين الاحرار وبعض الشخصيات السياسية البعض منهم لا تسمح له ظروفه بعد بالانضمام الى الجبهة الوطنية المعارضة.

وعلقت هذه المصادر على اعلان الرئيس السابق ميشال سليمان (رئيس لقاء الجمهورية) ان الاخير ليس عضوا في هذه الجبهة المعارضة ولم يعلن ريفي عن انضمامه بل اكد رفصه الانضمام لاعتبارات عدة لديه.

اما على المستوى الشعبي فقد اخذت هذه المبادرة التي سيطلقها ريفي في اقرب وقت اهتماما شعبيا واسعا خاصة ان الوضع الشعبي بات باغلبيته يميل الى التغيير للخروج من هذا الواقع المؤلم على كافة المستويات وترى اوساط شعبية ان من شأن اي مبادرة وطنية ان تحظى باهتمامات شعبية لتحقيق حياة افضل.

وحسب المصادر ان اركان هذه الجبهة مكونة من ريفي ومن حزب الكتائب وعلى امل ان ينضم حزب الوطنيين الاحرار لاحقا والدعوة مفتوحة لكل اصحاب «النهج السيادي»..

اوساط طرابلسية تساءلت عما اذا كان يمكن تسويق حزب الكتائب في طرابلس في اطار جبهة المعارضة، لكن مصادر مطلعة لفتت الى تجربتين سابقتين جرى فيها فرض مرشحة القوات اللبنانية ستريدا جعجع العام 2005 والتي نالت حينها اعلى نسبة من اصوات الناخبين في الدائرة الانتخابية التي ضمت بشري وعكار وزغرتا حينها وتبوأت المركز الاول بين الفائزين، والتجربة الثانية حين فاز مرشح حزب الكتائب سامر سعاده عن المقعد الماروني في طرابلس العام 2009 وكان مرشحا على لائحة التيار الازرق، واذا كان الطرابلسيون يضعون «فيتو» على القوات اللبنانية فحزب الكتائب بالرغم من دوره خلال الحرب الاهلية وبالرغم من علامات استفهام طرابلسية عليه فان تحالف ريفي مع الكتائب في اطار جبهة المعارضة لن يلقى معارضة طرابلسية بقدر معارضة القوات اللبنانية لا سيما وان لدى الكتائب اللبنانية مشروع اعادة فتح مكتبهم القديم الكائن في شارع مار مارون.

ولاحظت اوساط سياسية ان نشوء هذه الجبهة سيشكل علامة فارقة على الساحة اللبنانية تعيد الذاكرة الى «الحلف الثلاثي» او الى جبهات سياسية معارضة، وان هذه الجبهة تضفي طابعا ديموقراطياً على الحياة السياسية، غير ان التيار الازرق يجد في هذه الخطوة التي اطلقها اللواء ريفي تهديداً وجودياً على الساحة الطرابلسية وتزيد من تعقيدات المعركة الانتخابية المقبلة.