Site icon IMLebanon

لا صفقة تبادل بين الدولة و”داعش”

 

كتبت صونيا رزق في صحيفة “الديار”:

لدى استذكار مخيّم عين الحلوة يتراءى على الفور مشهد انتشار المسلحين الدائم في الشوارع الرئيسة بالمخيم عند أي حدث أمني، وفي أزقته  الضيقة خصوصا في الليل، فالمسلحون ينتشرون في كل مكان واطلاق النار لسبب أو لغير سبب، إنطلاقاً من هنا يمكن وصفه بالمركز الامني المهدّد دائماً بالانفجار، اذ تسوده حالة التوتر والاستنفار في مختلف الاوقات.

وسط كل هذا تطلق عناوين متعددة على المخيم المذكور، ابرزها انه معقل الخارجين عن القانون والهاربين والقتلة والسارقين والمسلحين التكفيرييّن، بحيث يضّم منذ سنوات مجموعات كبيرة من «النصرة» و«داعش» والى ما هنالك من ارهابييّن. من هذا المنطلق تحدث فيه يومياً مجموعة سيناريوهات امنية تتنقل بين عمليات اغتيال وإستدراج ووضع عبوات ناسفة وإطلاق نار وخلافات سياسية داخلية بين الفلسطينيين المتناحرين، وبين «القوى الامنية الوطنية» ومسؤولين عن مجموعات ارهابية،  بحيث تتحول الخلافات دائماً الى اشتباكات. وآخرها ما جرى قبل ايام من معارك إستخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة والصاروخية بين القوى المشتركة ومجموعتيّ «بدر» و«العرقوب»، فقامت هذه القوى بهجوم على حيّ الطيرة للقضاء على تلك الجماعات الإسلامية المتشددة والمتحصّنة فيه.

الى ذلك تشير مصادر متابعة الى قيام مجموعات تقارب الاربعين مسلحاً متشدداَ بمهاجمة مواقع للقوة الأمنية المشتركة والاستيلاء على منازل لمدنيين ولكوادر في حركة فتح، ما إستدعى الرد الفوري، مشيرة الى ان تحركات هؤلاء المتشددين اتت بأوامر خارجية للحد من الضغط على مسلحيّ « داعش» في الجرود الشرقية، لان هدفهم السعي لشملهم ضمن أي صفقة واردة لفتح ممرات آمنة لعناصر «داعش» الى داخل سوريا.

ولفتت الى ان إشتداد المعارك في المخيم عين الحلوة اتى بالتزامن مع إطلاق الجيش لمعركة «فجر الجرود» ضدّ تنظيم «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، الأمر الذي يطرح جملة اسئلة عن توقيت معارك عين الحلوة ؟، ورأت بأن التوقيت يهدف الى فتح جبهة لإقلاق وإلهاء الجيش والمؤسسة العسكرية عن معارك جرود رأس بعلبك والقاع.

في غضون ذلك لفتت مصادر سياسية مطلعة الى ان هذه الاهداف صعبة المنال كثيرا،ً لانه حين طالبت «جبهة النصرة» بإخراج إرهابييّن ينتمون لها من مخيم عين الحلوة كشرط لإتمام صفقة التبادل، لم يتلقوا جواباً ايجابياً من السلطات اللبنانية لان هذا الأمر يشكل خطراً أمنياً كبيراً على لبنان. إذ وفي حال خروجهم سيتابعون إدارة الشبكات والعمليات الإرهابية من سوريا، واشارت الى  ان عدم الموافقة اتت ايضاً ضمن الصفقة التي جرت بين حزب الله و«النصرة» الى ادلب.

وتابعت المصادر المذكورة بأن الامر عينه لن يحصل ضمن صفقة تبادل بين الدولة اللبنانية و«داعش»، لان ما يهم لبنان هو عودة عسكرييّه التسعة سالمين الى احضان مؤسستهم العسكرية، وألمحت الى ان مباحثات في هذا الاطار تجري في الخفاء ويديرها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وعسى ان تتحقق في القريب العاجل. لان لا يمكن لقيادة الجيش ان تترك ابناءها.