كتبت جويل رياشي في صحيفة “الأنباء” الكويتية:
ليس للتفوق وصفة سحرية، بل هو حصيلة اجتهاد ومثابرة واستثمار في الذكاء، ولا يزال لبنان خزان متفوقين وموهوبين.
لا ينضب، شانتال قصارجي حجزت لنفسها مكانا بين هؤلاء الناجحين الذين يفتخر بهم لبنان رغم انه لا يتسع دائما لأدمغتهم.
تميزت الشابة الزحلاوية (28 سنة) في دراستها الجامعية بعدما كانت طليعة دورتها في هندسة الميكانيك والطاقة في معهد العلوم الاقتصادية والتطبيقية (CNAM)، علما أن هذا الاختصاص لا يزال يعتبر ذكوريا في المجتمعات العربية. ثم توجهت نحو الاختصاص في مجال الطاقة البديلة فحازت شهادة ماجستير بحثية في إطار البرنامج المشترك بين الجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف، حيث نفذت مشروع تخرج في جامعة نانت الفرنسية تمحور حول إمكانية استخراج سائل وقودي من النباتات. وشكل هذا المشروع جسرا خولها الحصول على منحة دراسية (cotutelle) لتحضير رسالة دكتوراه بالتعاون بين الجامعة اللبنانية والمركز الوطني للبحوث العلمية من جهة وبين جامعة نانت في فرنسا من جهة أخرى.
في هذا الإطار، عملت شانتال على رسالة الدكتوراه في مجال تحويل النفايات وبخاصة البلاستيك الى سائل وقودي يستعمل في المحركات. عن أبحاثها وتجربتها، تحدثت قصارجي لصحيفة «الأنباء» الكويتية حيث أشارت الى أن «مشكلة النفايات في لبنان هي التي حفزتني على اختيار هذا الموضوع. وكان هذا الاختيار احد الاسباب الرئيسية لنيلي المنحة، إلى جانب الكفاءة والعلامات الجيدة. المشروع نفذ في فرنسا حيث أنا الآن. وأتمنى لو يستفيد منه لبنان أيضا. لكن المشكلة في لبنان تكمن في انه ليس لدينا فرز من المصدر. لو كنا نعتمد على الفرز كان بالامكان الاستفادة من كل المفروزات».
في الشهر الاول من سنة 2018، اي بعد أشهر قليلة، ستناقش قصارجي اطروحتها بعد سنوات من الابحاث وتطبيق مشروعها، علما ان المجال البحثي الذي خاضته يشكل حاجة بيئية اقتصادية واجتماعية لمعالجة كل المشاكل الناتجة عن النفايات المنزلية والصناعية. وهي تأسف لكون «لبنان لا يعطي الأهمية اللازمة للابحاث ومتابعتها للاستفادة منها. في فرنسا، الابحاث تنفذها الدولة او القطاع الصناعي، يلاحقون الأبحاث، يستثمرون فيها ويستفيدون منها».
وأضافت: «تجدر الاشارة الى أن دول الخليج اكثر اهتماما من لبنان في مجال الابحاث».
استطاعت شانتال ان تنجز مشروعها رغم صعوبته وإمكانية عدم التوصل الى نتيجة. نجحت في تحويل النفايات البلاستيكية الى سائل وقودي. وقد تبعت هذا الاكتشاف اكتشافات اخرى، كان مفتاحها الصبر والمثابرة والعزم.
