Site icon IMLebanon

أسباب السقوط المدوّي للبايرن في باريس

 

 

تقرير خالد مجاعص

حقّق نادي باريس سان جيرمان الفرنسيّ أبرز انتصار له في تاريخ مواجهاته مع الفرق الألمانيّة، بإسقاطه عملاق الكرة الألمانيّة فريق بايرن ميونخ بثلاثيّة نظيفة ضمن المواجهة المنتظرة في الجولة الثانية للمجموعة الثانية من بطولة دوري أبطال أوروبّا لكرة القدم الـ”تشامبينز ليغ”. ولم يتواجد النادي البافاريّ في المباراة مطلقاً، حيث ظهر بمستوى سيّء، فيما تفوّق لاعبو النادي الفرنسيّ على أنفسهم، وقدّموا أداء ممتعاً ومقنعاً وحقّقوا فوزاً كبيراً.

ففي قراءة باردة لفوز باريس سان جيرمان التاريخيّ على بايرن ميونيخ، يتبيّن بوضوح أنّ عنصر المال أصبح هو صاحب كلمة الفصل في استكشاف القوّة في كرة القدم، وليس في أسماء أنديتها، كما كان الحال سابقاً. فالفريق البافاريّ معروف بتاريخه وعراقته وخبرته الطويلة وتجانس لاعبيه، إذ أنّه كان يضمّ دائماً نواة المنتخب الألمانيّ في صفوفه. فسبب سقوط البايرن كان وراءه الثلاثيّ الباريسيّ نيمار، كيليان مبابي وداني ألفيس. والمعروف أنّ إدارة نادي باريس سان جيرمان الفرنسيّ المملوك من دولة قطر قد أنفقت نهاية الصيف أكثر من نصف مليار دولار أميركيّ ثمناً لهذا الثلاثيّ (منها نحو 300 مليون دولار أميركيّ في صفقة نيمار و200 مليون دولار للفرنسيّ كيليان مبابي)، فقد وضع رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفة هدفاً واحداً لا غير وهو إحراز لقب الـ”تشامبينز ليغ”، وتحويل الفريق الباريسيّ إلى قوّة ضاربة تضاهي ببساطة ريال مدريد وبرشلونة، قطبي كرة القدم العالميّين.

فنجم منتخب البرازيل وبرشلونة سابقاً نيمار دا سيلفا حقّق ليل أمس مع فريقه الجديد باريس سان جيرمان  رقماً غير مسبوق  في مسيرته الشخصيّة في دوري أبطال أوروبّا في ملعب البارك دي برينس. فقد سجّل نيمار الهدف الثالث لفريقه، بعدما كان قد صنع الأوّل بتمرية رائعة لزميله البرازيليّ داني ألفيس، لينجح بذلك في تسجيل هدف وصناعة آخر للمرّة الأولى في مبارتين متتاليتين في دوري الأبطال، بعدما كان نيمار قد نفّذ الأمر نفسه في المباراة الأولى لفريقه باريس سان جيرمان في انطلاق البطولة الأوروبّيّة أمام مضيفه سيلتيك الاسكتلنديّ ليقود الفريق الباريسيّ، إلى فوز كاسح بخماسيّة نظيفة.

وبهذا، يكون فريق العاصمة الفرنسيّة قد سجّل في الشباك الأوروبّيّة في انطلاق البطولة 8 أهداف في مبارتين بمعدّل أربع أهداف في اللقاء، من دون أن تتلقّى شباكه أيّ هدف. وعلى الصعيد التكتيكيّ، ارتكب كارلو أنشيلوتي المدير الفنّيّ لبايرن ميونيخ هفوات كبيرة في إدارة مباراة باريس سان جيرمان، كادت تكلّف العملاق البافاريّ خسارة تاريخيّة في دوري أبطال أوروبّا، إذ اعتمد المدرّب أنشيلوتي تشيكلة هجوميّة بخطّة 4-3-3 لفرض إيقاع دفاعيّ على الفريق الباريسيّ، لكنّها بقيت على الورق، إذ أنّها تعدّلت واقعيّاً على أرض الملعب إلى 4-4-2 بإلزام خاميس رودريجيز بالتراجع  إلى الخلف، وتغيير شخصيّته وشخصية الفريق بعد هدف باريس سان جيرمان المباغت في بداية المباراة، تاركاً الثنائيّ توماس مولر وليفاندوفسكي كرأسي حربة داخل منطقة الجزاء، من دون إمداد. في المقابل، أدار أوناي إيمري مدرّب الفريق الباريسيّ المواجهة بهدوء وبتنظيم مثاليّ عبر تواصل المراكز بين خطّي الدفاع والوسط، ومن خلفهما سرعة التحرّك الهجوميّ الرائع، مستفيداً من العلامة الفارقة في المباراة التي صنعها النجم البرازيليّ نيمار جونيور، مع إدينسون كافاني والساحر كيليان مبابي.

ويبقى التوقّف عند ردود الفعل الغاضبة التي أطلقها كلّ من النجم التاريخيّ للفريق والكرة الألمانيّة كارل هاينس رومنيغه أو الحارس الأسطورة أوليفر كان والتي قال فيها ما يلي: “لعبنا ضدّ باريس سان جيرمان من دون أيّ خطّة على الإطلاق، وخصوصاً حينما نخسر الكرة، فلم أكن أعرف حقّاً ما الذي أخبرهم به كارلو أنشيلوتي في اللقاء”. واختتم أوليفر كان بالقول: “الهزيمة كانت سيّئة للغاية مع وجود تخبّط وعشوائيّة غير مفهومة، على الرغم من أنّ هجمات باريس سان جرمان كانت متشابهة ولكنّنا لم نتمكّن من إيقاف اللاعبين، ولم نكن نستطيع استعادة الكرة منهم.”…

ويبقى أنّ تاريخ الكرة الألمانيّة يشهد على أنّ المارد الألمانيّ قد يتعرّض أحياناً إلى هزّات، ولكنّه كطائر الفينيق الذي يخبو، ثمّ يرتفع،  وإنّ لقاء الإياب لناظره قريب.