Site icon IMLebanon

“حزب الله”… الحكومة حاجة عشية الحلول الكبرى!

أشارت مصادر سياسية متابعة للوكالة “المركزية” إلى أنّ حزب الله دخل مباشرة في الساعات الماضية، على خط معالجة التوتر الذي ارتفع بين بعبدا وعين التينة على اثر قرار المجلس الدستوري إبطال قانون الضرائب المخصص لتمويل السلسلة برمّته، فتولّى أمينه العام السيد حسن نصرالله شخصيا وساطة بين طرفي النزاع لترطيب المناخات وإيجاد أرضية تفاهم سمحت أمس بتوصّل مجلس الوزراء الى صيغة موحّدة لمقاربة الملف والخروج من مأزق “الطعن” (أُعلن عنها اليوم من السراي). الا ان الحرص الكبير الذي أبدته “الضاحية” على رأب الصدع بين حليفيها “اللّدودين”، لم يكن هدفه الوحيد الإفراج عن “السلسلة”، بل له في الواقع، أبعاد أوسع تتصل بالوضع السياسي المحلي برمّته في ظل المستجدات الاقليمية والدولية.

فوفق المصادر لا يريد “حزب الله” تضعضعا في صفّ فريقه السياسي في هذا الوقت الحساس من تاريخ المنطقة، حيث تُرسم تسويات للازمات المتفجرة منذ سنوات (يخشى ان تأتي على حسابه). وهو لا يمانع خلافات يومية تكتية صغيرة بينهم، إلا انه يرفض أن تتخطى التباينات هذا السقف. وللغاية، تدخّل في الساعات الماضية بين الرئاستين الاولى والثانية، ضابطا لإيقاع وحدود الكباش بينهما.

هذا على صعيد بيته الداخلي، أما على المستوى اللبناني العام، تتابع المصادر عبر “المركزية”، فالحزب حريص أيضا على إبقاء التسوية السياسية التي أسست للعهد “العوني”، قائمة. وإذا كان هو في ممارساته لا سيما الخارجية (وآخرها إطلاق عجلات وزرائه على خط بيروت – دمشق)، يساهم في “تصدّعها”، كونه يكسر سياسة لبنان الرسمي بالنأي بالنفس، الا انه يدرك أن سقوط التسوية حاليا مستحيل لاعتبارات محلية ودولية – اقليمية أيضا.

من هنا، فإن الكباش السياسي في الحكومة، على هذا الموضوع وسواه، لا يزعجه لكنه يحرص على ألا يخرج عن هذا الاطار، تضيف المصادر.

لماذا؟ لأن “الحزب” سيحتاج، في قابل الايام، الى غطاء لبناني يحتمي به وحضنٍ يلجأ اليه، ولا تناسبه الفوضى في الداخل. فهو يلمس، بحسب المصادر، جملةَ مؤشرات لا تريحه، تستهدفه سياسيا واقتصاديا، قد يكون أبرزها العقوبات الاميركية لحصاره ماليا والتي وُضعت على السكة رسميا في الكونغرس أمس. وإذا كان المحور الايراني في المنطقة يرى أن الرياح تسير وفق ما تشتهيه سفنه، لا سيما في سوريا، فإن المصادر تعتبر ان “التسوية” الكبرى لن تحمل انتصارا لهذا الفريق في المنطقة خصوصا في ظل اصرار الولايات المتحدة، شريكة الروس في رسم الحلول، على تطويق النفوذ الايراني في الاقليم.

من هنا، ينبع تمسّك “الحزب” بصون “التسوية”، تتابع المصادر التي تتوقع أن تسير “الضاحية” وحلفاؤها قدما على خط “التطبيع” مع النظام، لكن من دون أن تتجاوز الخطوط الحمر، خصوصا بعد ان لمست اصرارا مستقبليا – قواتيا على التصدي لهذا التوجه مهما كان الثمن، تزامن مع إظهار “المملكة” في الأيام الماضية، عزما على محاربة جرّ لبنان الى المحور الآخر، عبر تعيينها سفيرا في لبنان من جهة ومحاولتها لمّ شمل فريق 14 آذار من جهة أخرى.

وما يفاقم قلق “الحزب”، دائما بحسب المصادر، هو ضبابية الموقف الروسي. ذلك انه وعلى وقع التحضيرات للزيارة المرتقبة مطلع الشهر المقبل، للعاهل السعودي الملك سلمان الى موسكو، حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، تخشى طهران وحلفاؤها ان تأتي التسوية المرتقبة على حساب ايران.