Site icon IMLebanon

هل يترشّح أحمد الحريري في طرابلس؟

كتبت دموع الاسمر في صحيفة “الديار”:

لفتت الانظار الجولة الماراتونية التي قام بها امين عام تيار المستقبل احمد الحريري في طرابلس واقضية شمالية اخرى، حتى انه لم يوفر حارات شعبية ضيقة وتلبية دعوة الى فطور صباحي او غداء او عشاء او مناسبة اجتماعية.

الامر الذي طرح علامات استفهام حول هذه الزيارات المتكررة التي يقوم بها احمد الحريري الى طرابلس والشمال لدرجة ان احد المواطنين الطرابلسيين تساءل عما اذا نقل احمد الحريري سجله ومكان اقامته الى طرابلس.

خلف الكواليس بدأت تتسرب احاديث عن اسباب هذا الاهتمام الفائق والاستثنائي لطرابلس والشمال، فيجيب احدهم ان لهذا الاهتمام سبباً وجيهاً هو ان احمد الحريري ينفذ خطة لاستعادة الشارع المستقبلي بعد تراجعه لمصلحة تيارين كبيرين هما تيار الرئيس ميقاتي وتيار اللواء ريفي، بخاصة ان اللواء ريفي نجح في استقطاب قواعد شعبية كانت محسوبة في الاساس على التيار الازرق ونجح في استمالتها بخطابه الشعبوي الطرابلسي الذي دغدغ به مشاعر الطرابلسيين، عدا تواصله المباشر معهم. وكما يفعل ايضا الرئيس ميقاتي الذي يتجول اسبوعيا في الشوارع والحارات الشعبية وفتح ابواب مؤسسته ودارته لجميع الطرابلسيين وهذا ما دفع باحمد الحريري الى هذا الاسلوب مقلدا اياهما وهو لم يكن يتبعه من قبل. ولعل الواقع الشعبي السيىء الذي يعاني منه تيار المستقبل ادى الى هذه التنازلات وهذه الحماسة التي يبديها احمد الحريري في جولاته الطرابلسية والشمالية.

ايضا هناك من يقول ان لدى احمد الحريري نيّة لان يترشح شخصيا عن احد مقاعد السنة الخمسة في طرابلس وهو قرار لم يعلن عنه اتخذ في قيادة التيار الازرق لاعتبارات عديدة ان لدى التيار الازرق قلقا من خسارته مقاعده في المواجهة مع الرئيس ميقاتي واللواء ريفي والوزير فيصل كرامي وانه لا يمكن شد العصب الطرابلسي باتجاه التيار الازرق الا بخوض احمد الحريري شخصيا المعركة الانتخابية في طرابلس.

وهو بدأ بخطة خرق تيارات سياسية في المدينة مستميلا كوادر كانت ناشطة في تلك التيارات، لكن هناك من يقول ان استمالة هذه الكوادر لا يضمن استمرارها الى حين موعد الاستحقاق الانتخابي النيابي، لان التيارات السياسية المنافسة للتيار الازرق باتت اكثر تجذرا واكثر مصداقية من ناحية ما تقدمه من خدمات اجتماعية وانسانية ومن خلال التواصل المباشر واليومي مع الشرائح الشعبية كافة.

لذلك تقول المصادر ان التيار الازرق يمر في مرحلة حرجة لا يستطيع تخطيها الا بالنزول من الابراج العاجية التي كان يقيم فيها الى الشوارع والحارات لكن ليس قبل ستة اشهر وهي مدة قصيرة نسبيا لا تكفي لتحقيق المطلوب من شد العصب واستنهاض الشارع واستعادته.

ويقول احدهم ان التيار الازرق يعمل لتأجيل موعد الاستحقاق النيابي وان كانت هذه المحاولة لا تحمل مقومات النجاح، بعد ان اكد وزير الداخلية ان الانتخابات ستجري في موعدها.

لكن يخشى من الان وحتى ايار المقبل ان يجد الرئيس الحريري المبرر للتأجيل كي يتيح له استنهاض الشارع في البيئة الاهم بالنسبة اليه وهي طرابلس والشمال.