Site icon IMLebanon

معوض من سيدني: التغاضي عن جوهر إستقالة الحريري لن يحل المشكلة

أكد رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض أنه “مهما كانت الاعتبارات لشكل استقالة الرئيس سعد الحريري وتوقيتها تبقى هناك حقيقة واحدة أنه في القاموس اللبناني رئيس حكومة لبنان يجب ان يستقيل في لبنان ومن لبنان. ولكن كل هذه التساؤلات حول الشكل على اهميتها، لا يجب ان تنسينا الأساس وهو أننا اليوم نعيش أزمة وطنية كبرى سببها الأساسي ان هناك دولا عربية تعتبر ان لبنان يغطي فريقا موجودا في الحكومة وفي المجلس النيابي وفي مشهده السياسي، وهذا الفريق بتصرفاته يشكل خطرا على الأمن القومي لهذه الدول العربية، فهو يتدخل أمنيا وعسكريا في شؤون هذه الدول، في سوريا في العراق، والسعودية واليمن والبحرين وغيرها من الدول”.

كلام معوض جاء خلال احتفال نظمته حركة الاستقلال في سيدني في قاعة دير مار شربل الكبرى في حضور حشد كبير من ابناء الجالية.

وقد حضر اللقاء رئيس مقاطعة استراليا في القوات طوني عبيد ورئيس مركز سيدني جهاد داغر، منسق استراليا في التيار الوطني الحر طوني طوق ومنسق سيدني الدكتور طوني رزق ، منسق تيار المستقبل في استراليا عبدالله المير ومنسق سيدني عمر شحاده، رئيسة قسم سيدني الكتائبي لودي فرح أيوب، منسق حركة الاستقلال اسعد بركات في استراليا ومنسق سيدني سعيد الدويهي.

وحضر أيضا الرئيس الإقليمي في الجامعة الثقافية ميشال الدويهي ورئيس الرابطة المارونية باخوس جرجس ، رئيس المجلس الماروني العام طوني خطار، رئيس مركز الدراسات المارونية الدكتور جان طربيه، رئيس غرفة التجارة اللبنانية الاسترالية جو خطار وممثلو وسائل الاعلام والمئات من ابناء الجالية ومناصري حركة الاستقلال.

قدم الاحتفال مسؤول مكتب “الوكالة الوطنية للاعلام” الزميل سايد مخايل، ثم كان عزف للنشيدين الاسترالي واللبناني ونشيد حركة الاستقلال.

وتحدث معوض فقال: “صحيح أن هذا التدخل ليس وليد الأمس، لكن ما استجد ان هذا التدخل بدأ يتصاعد مع الايام والأسابيع، وأن الرئيس الحريري أصبح على يقين أن وجوده على رأس الحكومة ليس كافيا او قادرا على حماية لبنان من تداعيات هذا التدخل والتعدي على الامن القومي للدول الصديقة. وهذه الدول تقول على مدى اشهر وسنين تفهمنا خصوصية لبنان لكن لا يمكن ان يستمر ذلك على حساب امننا وسيادتنا ووحدتنا. وهذا هو السبب الجوهري للاستقالة والتغاضي عن هذا السبب لن يؤدي الى حل المشكلة”.

وأضاف: “يجب قول الحقيقة كما هي كي نعالج الأزمة قبل ان يسقط الهيكل على رؤوس الجميع. يجب ان نعلم انه اذا بقينا هكذا في اصطفافاتنا في المحاور، في تنظيراتنا الاعلامية، ولم نبتكر حلولا لبنانية مبنية على مبدأ لبنان اولا بالفعل وليس بالقول، واذا لم نسر بحسب المصلحة الوطنية، ما سيحصل هو أن لبنان سيتحول الى ساحة من ساحات الصراع القائم بين إيران والدول العربية على مستوى المنطقة. هذا المجهول المعروف جربناه في تاريخنا في العام 1975، وجزء منكم موجود هنا بسبب ذلك، وهذا المجهول المعروف نراه اليوم في سوريا والعراق واليمن، وهذا معناه انزلاق لبنان ليتحول الى ساحة من ساحات الصراع في المنطقة. المسألة ليست مسألة وجهة نظر، بل القضية قضية كيان ووجود، وامن، وامن اقتصادي واجتماعي للبنان وليس اقل من ذلك”.

وتابع معوض: “من هذا المنطلق المطلوب من الجميع وبكل مسؤولية وقف الجدل حول جنس الملائكة لأن لبنان سيسقط كما سقطت القسطنطينية، وعلينا أن نواجه هذه الأزمة بمزيد من الوحدة وتغليب المصلحة اللبنانية التي تختصر بالحفاظ بالحد الأدنى على استقرار لبنان. فمن حق كل طرف ان يكون له رأي لكن لا احد يحق له تدمير البلد. الحفاظ على استقرار لبنان يعني عدم الانجرار الى سياسة المحاور، ويعني تحييد لبنان”.

وقال: “نحن مع تأمين الظروف الآمنة أمنيا وسياسيا لعودة الرئيس الحريري الى لبنان، لكن يبقى ان التحييد يتطلب أولا وقبل كل شيء عودة حزب الله الآمنة الى لبنان والى داخل الحدود اللبنانية، لأنه لو عاد رئيس الحكومة الى لبنان، وهذا مطلب جامع، إلا انه لن يحل المشكلة إذا عاد واستمرينا بالتعدي على أمن الدول العربية وسلامتها، وخصوصا ان هذه الدول أعلنت صراحة أنها ستعتبر لبنان دولة عدوة، وبالتالي ما سيحصل هو تدمير البلد واقتصاده، لذا المطلوب عودة “حزب الله” الى لبنان وعودة الجميع الى الدولة والى تحصين اسس التسوية الرئاسية. ونعول في هذا الاطار على دور رئيس الجمهورية، انطلاقا من علاقته مع كل الأطراف كي نعود جميعنا الى الدستور والى الدولة، لأنه إما أن نعود إلى الدولة أو نذهب الى تدمير بلدنا”.

واعتبر معوض أن “خطورة التطورات تؤكد أكثر من اي وقت مضى أن هناك حاجة لتكوين ارادة لبنانية واضحة، ارادة باتجاه الحياد وتحصين السيادة، ارادة باتجاه تحصين التوازن الوطني والاستقرار الدستوري، وارادة باتجاه الاصلاح. بقدر ما السيادة والتحييد مهمان، كي نستطيع الخروج من أزمتنا، ونحافظ على استقرارنا، بقدر ما لبنان لا يستطيع ان يكمل بهذا الحجم من الفساد والهدر.وأقول بكل فخر هناك من يدعمنا او يختلف معنا بالسياسة، ولكن هناك اجماعا في لبنان على أننا منذ دخلنا العمل السياسي لم نلطخ يوما أيدينا بالدم ولم نمد أيدينا الى المال العام. نعم، هناك ضرورة لتكوين ارادة لبنانية واضحة باتجاه السيادة والتوازن بالشراكة وباتجاه الاصلاح وهنا دوركم كاغتراب اساسي ومحوري لأنكم تشكلون ضمير لبنان، وأكرر في أحيان عدة أرى لبنان في استراليا وفي الاغتراب اللبناني أكثر ما أرى لبنان داخل لبنان”.

وقال: “منذ سنين خضنا معركة اقرار حقكم بالانتخاب في مكان اقامتكم، وفي القانون الانتخابي الجديد تكرس هذا الحق، واصبح بامكانكم الانتخاب من مكان اقامتكم، لذا أصبح واجبكم الوطني ممارسة هذا الحق. وهذا يتطلب ان تتسجلوا في هذه الفترة، اليوم قبل الغد، قبل 20 تشرين الثاني كي تنتخبوا من استراليا نوابكم وممثليكم في لبنان”.

وتوجه معوض الى “الرفاق في حركة الاستقلال وأهلي في زغرتا الزاوية” بالقول: “أنتم لبنانيون أولا وقبل كل شيء، وواجباتكم قبل كل شيء الدفاع عن لبنان ولكن في الوقت نفسه نحن اولاد منطقة واحدة، لها رمزية في تاريخ لبنان، نريدها أن تعود وتتصالح مع تاريخها السيادي وهذه المنطقة بحاجة لكم، ومثلما تشكل “حركة الاستقلال” على مستوى لبنان مشروع سيادة وشراكة واصلاح أيضا، تشكل على مستوى زغرتا الزاوية مشروع شراكة وحرية وكرامة”.

وأضاف: “تعرفون ما عانته زغرتا الزاوية من الاستئثار، وعدم القدرة على التعبير الحر. “حركة الاستقلال” تشكل أيضا على مستوى زغرتا الزاوية مشروع توازن وتعددية، لا نريد الغاء أحد ولكن حكما نريد أن نكسر الاستئثار لأن الاستئثار بالسياسة كالاحتكار في الاقتصاد. فالاحتكار في الاقتصاد يكون على حساب المستهلك والاستئثار في السياسة يكون على حساب المواطن. نحن مشروع تكامل وشراكة بين زغرتا والزاوية ودائما نرفع شعار نريده أن يصبح حقيقة: اننا لا نقبل ان تبقى الزاوية زاوية نريدها ان تصبح حجر زاوية بإقرار التوجه الوطني لمنطقة زغرتا الزاوية. نحن مشروع إنماء، والانماء حق وليس منة، وشفافية وليس فسادا، والانماء وسيلة للتحرر والتطور وليس زبائنية وإخضاعا. هذا هو مشروعنا وهذه هي ارادتنا، وارادتنا ثابتة، ولكن في السياسة الارادة لا تكفي ولو انها تشكل الأساس. أنتم تعطون الحرية والقوة والقدرة لهذه الارادة كي تصبح واقعا. بصوتكم ستحمون لبنان أولا وتحمون السيادة في لبنان والتوازن في الشراكة والاصلاح في لبنان وبصوتكم ستحمون الحرية والشراكة والانماء والتوازن في زغرتا الزاوية”.

وردا على أسئلة الحضور، لفت معوض إلى أن “القوى السياسية لم تقرر بطريقة نهائية خريطة تحالفاتها، وهناك جزء من الموضوع لا يتعلق بعدم وضوح الرؤية في السياسة، إنما هناك جزء يتعلق بخصوصية قانون الانتخاب. ففي السياسة، اليوم الذي سأدخل فيه الى المجلس النيابي سأضم صوتي الى صوت كل تكتل سيادي في لبنان، وإلى صوت كل تكتل يطالب بالتوازن والشراكة الوطنية وإلى صوت كل تكتل يدعو الى الاصلاح ومحاربة الفساد في لبنان”.

كما أوضح ردا على سؤال أن “المشكلة مع العالم العربي لا تعني السنة فقط، بل تعني كل لبنان. فالـ500 الف لبناني المتواجدين في الخليج ليسوا 500 الف سني إنما 500 الف لبناني، ومن هذا المنطلق، لا اتكلم من منطلق طائفي انما من منطلق لبناني، فلبنان لا يتحمل لا تاريخيا ولا اقتصاديا ولا ثقافيا ولا ديبلوماسيا ولا سياسيا ولا بتعدديته الطائفية ان يواجه النظام العربي. اذا ذهبنا الى مشروع مواجهة الدول العربية سنكون في ازمة كيان إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي او الاجتماعي”.