Site icon IMLebanon

الحشد الشعبي العراقي… إلى لبنان؟!

كشف مصدر رفيع في البرلمان العراقي لصحيفة “الوطن”، عن وجود مخاوف حقيقية في لبنان من انتقال الحشد الشعبي إلى أراضيه، مبيناً أن رئيس الحكومة سعد الحريري، بعث مؤخراً بـ”رسالة سرية” إلى نظيره العراقي حيدر العبادي، مطالباً إياه بمنع زيارة زعماء فصائل الحشد إلى لبنان، وكذلك وقف تدفق مقاتلي الحشد إلى مناطق لبنانية”.

وقال مصدر في لجنة العلاقات الخارجية للبرلمان العراقي أن “الحريري بعث مؤخراً برسالتين سريتين، واحدة إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، والثانية للمرجع الديني الأعلى في مدينة النجف علي السيستاني، يدعوهما للتدخل العاجل لوقف خطة معدة لانتقال مئات العناصر من قوات الحشد الشعبي العراقية إلى الأراضي اللبنانية”.

وألمح القيادي إلى أن “العبادي شكا لمسؤولين غربيين زاروا بغداد مؤخراً، عدم سيطرته على أكثر من نصف فصائل الحشد الشعبي” وأنه ناقش “ملف هذه الفصائل مع المسؤولين الإيرانيين المعنيين” عندما زار طهران أواخر العام الماضي، دون أن يتلقى أي رد إيجابي، مشيراً إلى “وجود تقرير مهم صدر عن جهات بوزارة الدفاع العراقية” حذر فيه “ضباط كبار بالوزارة من احتمال وقوع اشتباك ميداني بين بعض قوات الحشد، خصوصا في مناطق مثل الموصل وكركوك، شمالي البلاد.”

وأوضح النائب العراقي أن “الرسالة الأولى الموجهة للعبادي تضمنت وجهة نظر الحريري، بأن الحشد هو جزء من القوات المسلحة العراقية وفق قانون الحشد الصادر عن البرلمان العراقي لعام 2016، مطالباً إياه باعتباره القائد العام للقوات المسلحة العراقية، بالتدخل لوقف زيارة زعماء فصائل الحشد إلى لبنان، والتي تمثلت في زيارتين، الأولى لزعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، والثانية لزعيم”حركة النجباء”، أكرم الكعبي، إلى جانب وقف تدفق المقاتلين العراقيين المنضوين ضمن الحشد إلى مناطق لبنانية.”

وأضاف المصدر: “تضمنت الرسالة الثانية للحريري الموجهة للسيستاني، دعوة مرجعيته لإصدار فتوى بتحريم انتقال فصائل الحشد إلى خارج العراق، واقتصار وظيفتها بحسب فتوى “الجهاد الكفائي” التي صدرت عام 2014، على محاربة تنظيم داعش داخل الأراضي العراقية حصراً.”

وفي سياق متصل، صرح قيادي بارز في تيار الزعيم السياسي العراقي مقتدى الصدر بأن “انتقال مقاتلين من الحشد إلى لبنان لا علاقة له بإسرائيل، بل يتعلق الموضوع بتحليل سياسي إيراني مفاده بأن الولايات المتحدة تحضر لمواجهة ضد قوات “حزب الله”، كجزء من استراتيجيتها ضد إيران في المنطقة.”

ولفت إلى أن “المعلومات المتداولة في نطاق ضيق داخل قادة الحشد والائتلافات السياسية الشيعية العراقية، تفيد بأن انتقال الحشد إلى الأراضي اللبنانية له غايتان، الأولى تتعلق بتأمين الحدود اللبنانية السورية في المستقبل، والثانية لمؤازرة مقاتلي “حزب الله في حال نشب أي صراع محتمل بين الجيش اللبناني والحزب، بسبب وجود مخاوف إيرانية من أن واشنطن تسعى لتقوية الجيش وتسلحه لمواجهة الحزب مستقبلاً.”