Site icon IMLebanon

نونيس: لتقاسم مسؤولية النزوح مع لبنان

أكّد وزير الخارجية ​البرازيل​ي الويزيو نونيس إلى أن بلاده ستشارك في المؤتمرات الدولية الثلاث لدعم لبنان في روما و​باريس​ و​بروكسل​”.

 

وأشار في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية ​جبران باسيل​، إلى “انه تم البحث في موضوع النازحين، ولبنان ليس هو المسؤول عن هذا ​النزوح​، وعلى الدول ان تتقاسم هذه المسؤولية معه، كما تم التطرق الى موضوع التحضيرات للتوقيع مستقبلاً على اتفاقية الدفاع القائمة أساسا والتي تحتاج الى أطر قانونية لتثبيتها أكثر”.

 

وأكد وزير الخارجية ​جبران باسيل​ بدوره، ان “​لبنان​ عانى ما يكفيه جراء مسألة ​النزوح السوري​، ولا حل سوى بعودة النازحين و​القضاء​ الكامل على ​الإرهاب​ في ​سوريا​ وفي لبنان وفي كل دول المنطقة”.

تابع باسيل:” كما بحثنا في العلاقات الاقتصادية بين البلدين خاصة وان البرازيل تشكل سوقا كبيرا في اميركا الجنوبية، ولبنان كان قد وقع مع دول “المركوسور” التي تشكل البرازيل الجزء الاساسي منها، على اتفاقية تفاهم للتبادل التجاري الحر بين لبنان وهذه الدول. ما يسمح بإصلاح الخلل التجاري الكبير القائم بين لبنان والبرازيل، وتسمح للبضائع اللبنانية الدخول الى السوق البرازيلي من دون رسوم جمركية مرتفعة. وقد وعدني الوزير نونيس بالعمل مع دول “المركوسور” للدفع باتجاه توقيع لبنان الاتفاقية التنفيذية، ما يُشكل انجازا اقتصاديا مهما للبنان ولهذه الدول لما لها من مصلحة في ادخال البضائع الى لبنان ومنه الى دول المنطقة.”

 

أضاف: “كما تطرقنا الى مشاركة البرازيل في المؤتمرات الدولية الثلاث التي ستُعقد من اجل لبنان، وهي ​مؤتمر روما​ 2 من اجل دعم ​الجيش اللبناني​، ومؤتمر سيدر في ​باريس​ لدعم ​الاقتصاد اللبناني​، ومؤتمر بروكسل الذي سيبحث في شؤون النازحين. وقد شرحت للوزير نونيس التبعات الخطيرة للنزوح السوري ليس فقط على لبنان بل على دول قريبة مثل ​أوروبا​ ومنها الى باقي الدول، وكذلك ​الارهاب​ وصعود التطرف والافكار اليمينية المتطرفة في دول ديمقراطية، واثر فرض الاندماج و​التوطين​ على الدول المضيفة للنازحين ما يؤدي الى تغييرات سياسية دراماتيكية كبيرة على الصعيد الدولي ، والبرازيل التي تُعتبر بلد استقبال لا يمكنها ان تتخطى حدودا معينة من الاستقبال، خصوصا عندما شرحت للوزير مدى تأثير وجود مئتي نازح في الكيلومتر المربع الواحد في بلد كالبرازيل الذي تبلغ مساحته 8 ونصف مليون كيلومتر مربع ،وهذا التأثير لن يكون فقط على البرازيل بل يزلزل كل دول اميركا الجنوبية. بالطبع طلبنا من الوزير البرازيلي مساندة لبنان في تغيير المفاهيم التي تحاول اتباعها مجموعة من الدول للفرض على دول صغيرة مثل لبنان اندماج النازحين داخل مجتمعاتهم وبلدانهم.”

 

تابع باسيل:” كما تداولنا في تعزيز الاستثمارات المتبادلة بين البلدين خصوصا وان الجالية اللبنانية الكبيرة في البرازيل تسمح بتشجيع البرازيليين بالقدوم الى لبنان والاستثمار فيه والانطلاق منه الى سوريا للمشاركة في عملية اعادة الاعمار التي نأمل ان تحصل وتنطلق قريبا.”

 

أضاف:”في ملف ​الحرب السورية​، اتفقنا ان الحل السياسي هو الأفضل، وتطور الامور يجب ان تأخذنا باتجاه انتخابات حرة يقرر فيها ​الشعب السوري​ وحده طبيعة نظامه و يختار حكامه. لبنان عانى ما يكفيه جراء هذا الموضوع، ولا حل سوى بعودة النازحين والقضاء الكامل على الارهاب في سوريا وفي لبنان وفي كل دول المنطقة”.

 

وختم قائلا:” شرحت للوزير الزميل، الممارسات ال​اسرائيل​ية القائمة على القوة والخروج عن الشرعية الدولية و كسر القرارات الدولية، هذه الممارسات تؤدي الى المزيد من التوتر والى الغاء فكرة قيام ​الدولة الفلسطينية​ والغاء فكرة السلام بين الدول، طالما ان اسرائيل تعتمد القوة فقط . وآخر ممارساتها كانت التعاطي مع قضية ​القدس​ وما تمثله هذه المدينة للديانات السماوية الثلاث، ما يترك اثرا كبيرا على فكرة التعايش وقبول الآخر في المنطقة. هذا هو النموذج الذي ترفضه اسرائيل من خلال اقامة دولة آحادية تقوم على فكرة الإرهاب الدولي، وتشجعه في العالم، في الوقت الذي يسعى فيه لبنان الى السلام والحوار والى اعتناق المبادىء والقوانين الدولية والانضواء تحت الشرعية الدولية. هذا هو النموذج اللبناني القائم على السلام والحوار فيما النموذج الاسرائيلي قائم على العنف والقوة والخروج عن الشرعية الدولية، وقد طالبنا بمساندة لبنان لتعميم نموذجه”.