كتب حسن عطية في صحيفة “الأخبار”:
تعرفون فالديراما بشعره الكث ووجهه اللاتيني. الرجل الذي كان قائداً لكولومبيا في ثلاث بطولات كأس عالمٍ توالياً. اسم لم يكن أغنيةً لجماهير الفرق الأوروبية، إنما كان أسطورياً في بلاد الرص والكاكاو. ستة عشر عاماً من الغياب عن كأس العالم منذ مونديال فرنسا 1998. وفي عام 2014 عادوا. كانت كولومبيا متفوقةً على اليونان بهدفين دون مقابل في أولى مبارياتِها في مونديال البرازيل، قبل يعزز ذلك الشاب البالغ من العمر 22 عاماً تقدم منتخبه بهدف ثالث في الوقت البدل الضائع.
لم يتوقف هذا الشاب عن التسجيل. سجّل في ساحل العاج هدفاً آخر، ثم في اليابان سجّل هدفاً لاتينياً خالصاً. وبعدها سجل هدفي الفوز في أكبر ملاعب العالم «ماراكانا»، أمام منتخب لويس سواريز ــ اللاعب الذي كان في «عز عطائه» يومذاك ــ الأوروغواي. في دور الربع النهائي ودعت كولومبيا كأس العالم بعد الخسارة أمام البرازيل (1-2) وصاحب الهدف كان ذاك الشاب نفسه. ستة أهداف كانت كفيلةً لتضمن الحذاء الذهبي كهداف للمونديال لهامس رودريغز، و(تكتب بالإنكليزية جايمس، وثمة من يلفظها خامِس)، إضافةً إلى جائزة «بوشكاش» لأجمل هدف. استمرت الرحلة من بكائه في «فورتاليزا» البرازيلية يوم خرجت كولومبيا، إلى ضحكته في عاصمة «الغلاكتيكوس»، بعد أن انتقل إلى ريال مدريد الإسباني برقم ضخم بلغ 80 مليون يورو. هنا بدأت الجماهير الكولومبية تطلق عليه لقب «فالديراما الجديد».
استقبل اللاعب في مدريد استقبالاً «ملكياً». 45 ألف متفرجاً حضروا للترحيب بحامل الرقم عشرة الجديد. السفير الكولومبي ألقى كلمة في ذلك الاستقبال، حمل فيها رسالة من الرئيس الكولومبي مفادها أن الأمة الكولومبية كلها تدعمه. وفي فريق «أحلامه» فاز في أول موسم له بلقب كأس السوبر الأوروبي 2014 وكأس العالم للأندية 2014. في الموسم الثاني فاز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه. الموسم الثالث شهد تتويجه بأربع بطولات بداية بكأس السوبر الأوروبي 2016 مروراً بكأس العالم للأندية 2016 والدوري الإسباني للمرة الأولى.