Site icon IMLebanon

فرنجيّة: عون طرف وليس رئيساً للجمهورية في الإنتخابات

تزدحم الطريق الى بنشعي في قضاء زغرتا بصور المرشحين وبالشعارات الحماسية التي تؤشر الى صخب الانتخابات المرتقبة وحرارتها المرتفعة، أما منزل رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية، الكائن في وسط الطبيعة الوادعة، فيسوده نوعٌ من السلام الداخلي الذي يعكس تصالحاً مع الذات من جهة واطمئناناً الى النتائج من جهة أخرى.

أجرى الحوار: جورج سولاج، عماد مرمل، مرلين وهبة، كلير شكر، وملاك عقيل

لا عون ولا جبران باسيل يستطيع إلغاءَنا

صحيحٌ أنّ فرنجية الأب تنازل عن الترشيح النيابي لابنه طوني، إلّا أنه منغمسٌ في تفاصيل الحملة الانتخابية و”بطانتها” السياسية، ليس فقط من موقع الحرص الأبوي الفطري على المساهمة في تأمين كل شروط النجاح للابن وللائحته، وإنما أيضاً من زاوية الإدراك لحساسية المعركة الانتخابية وتأثيرها على حضور “المردة” في السلطة خلال السنوات الأربع المقبلة، وربما أيضاً على توازناتِ المعركةِ الرئاسية المستقبلية.

في الصالون الرحب، يستقبلك المسؤول الإعلامي في “المردة” سليمان فرنجية بعد مواكبة هاتفية تبدأ من لحظة دخولك “المجال الإقليمي” لبنشعي، فيما الوزير السابق روني عريجي يلاقيك بآخر أخبار دائرة الشمال الثالثة، وهو المُلم بتضاريسها الديموغرافية وأمزجة ناخبيها انطلاقاً من دوره الأساسي في الماكينة الانتخابية.

بعد لحظات، يطلّ الوزير السابق فرنجية من الطابق العلوي ببنطلون الجينز، ثم ينزل الدرج مسرعاً لاستقبالنا بحرارة، قبل أن يأخذَ مقعدَه على زاوية الأريكة، بينما كانت صحونُ “الكنافة” تتوزع على الطاولة، لتضفي على اللقاء مزيداً من “الحلاوة”.

كعادته، بدا زعيم “المردة” عفوياً وتلقائياً في مقارباته السياسية، لا يحتاج الى الجهد أو التكلّف في تظهير مواقفه. صريح ومباشر، ما في قلبه يطفو على سطح لسانه بقوة الدفع الذاتي، من دون “تكرير” ولا لفّ ودوران، علماً أنّ شفافيّته التي لا تتناسب ومعاييرَ اللعبة السياسية في لبنان تتسبّب له احياناً ببعض الحرج.

وحتى قطع الشوكولا التي يقدّمها فرنجية لضيوفه في هذه الايام تعبّر عمّا يفكر به، بعدما كُتب على أغلفتها الورقية: نحنا العروبة، نحنا المسامحة، نحنا مبارح، نحنا بُكرا..

وعلى إيقاع هذه القناعات، تبدو نبرة سليمان فرنجية مرتفعة عشيّة استحقاق 6 أيار. لا يتردّد في التأكيد أنه سيكون بعد الانتخابات في المحور الطبيعي الذي يشبهه في مواجهة كتلة العهد، مشيداً بالرئيس نبيه بري والنائب ميشال المر. ينتقد بحدّة الانتهازيّينَ الذين ينقلون ولاءَهم من عهدٍ الى آخر لخدمة مصالحهم حصراً. يتّهم رئيسَ الجمهورية ميشال عون بالتدخّل مباشرةً في الانتخابات لدعم لوائح “التيار الوطني الحر”، بل إنه يرى أنّ تدخّلَ أجهزة السلطة هذه المرة هو الأوقح في تاريخ لبنان. ويشدّد على أنّ مكافحة الفساد تتمّ من خلال تجفيف ينابيعه في النظام وليس فقط عبر ملاحقة الفاسدين. ويهزأ من أولئك الذين لم يلتقطوا كما يجب “نكتة” أصهرة صدام وموسوليني وإنما تعاطوا معها بجدّية و”سَآلة”.

ولا يفوّت فرنجية أن يشيد بصحيفة “الجمهورية” وبموقعها المتقدّم، مستجيباً لرغبة بعض الزملاء في التقاط صور السلفي، مع أنه ليس من “هواة النوع”.

في ما يلي وقائع الحوار الشامل الذي اجرته “الجمهورية” مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية:

– لماذا سيُتّهم محبّو سليمان فرنجية في حال انضمّوا الى كتلته على أنّهم “عيارة”، وفيما لو انضمّ المتموّلون الى اللوائح المنافسة يطلق عليهم “لوائح العهد”؟ هذا يعني أنّ هؤلاء سيكونون مع أيِّ رئيسٍ للجمهورية وليس بـ”العيارة” فقط. الأفضل أن يكون المعيار الصداقة والمحبة على أن يكون الموقع والسلطة. هي كتلة العهد وليس هذا العهد وإنّما كل العهود التي سبقت والتي ستأتي، جزءٌ من مكوّناتها سينتقل من عهد الى آخر، وقد ترشّحوا على لوائح العهد السابق. أما اصدقاؤنا فكانوا معنا في الماضي ولا يزالون معنا وسيكونون معنا في المستقبل.

-“حزب الله” سيتعاطى بواقعية إذا راحت الأمور بهذا الاتّجاه خصوصاً إذا لم تخالف الخطّ الاستراتيجي الذي هو الأساس، تماماً كما تعاطى بواقعية في مرحلة انتخاب الرئيس ميشال عون.

– ليس بمعنى الاقتراب. ولكن لا أعرف بعد كل ما حصل، إذا كانت “القوات” مستعدّة لارتكاب الخطأ نفسه بالإبقاء على التفاهم مع “التيار الوطني الحر”… قد يصمد “تفاهمُ معراب” بالشكل على المستوى المسيحي، ولكن لا أعرف على مستوى رئاسة الجمهورية إذا كان بإمكانه أن يستمرّ.

– لقد وضعنا خلافنا الشخصي مع “القوات” خلفَ ظهرنا. في ما يتعلّق بالسياسة هناك خلافٌ إستراتيجي مع “القوات”، وبالتعاطي اليومي الأمور تتقدّم أحياناً وأحياناً لا.

– الدنيا مفتوحة أمام الجميع وزغرتا ستختار ممثليها.

– لدينا مؤيّدون وقفوا الى جانبنا تاريخياً، وهناك خصومٌ يشكّلون حجماً معيّناً. هؤلاء ممكن أن يكونوا من “التيار الوطني الحر” وممكن غيره. وإذا ما قرّرت “خشبة” الترشح ضدّنا، سيكون هؤلاء مع “الخشبة”. لذلك نعتقد أنّ مَن معنا، معنا، ومَن ضدّنا، ضدّنا.

– بالعكس نتمنّى أن يستمرّ خصوصاً وأنّ الاستاذ معوض كان يتّهم “التيار” باغتيال والده ونحن نرحّب بتخطّيه هذا الأمر.

– لا مشكلة لدينا أيضاً. وسيكون لزغرتا أكثر من وزير.

– نكون معارضة بنّاءة. لا مشكلة أبداً. ولكن إذا كانت حكومة وفاق وطني سيكون التمثيلُ الحكومي وفقاً للحجم النيابي. أما إذا كانت حكومة كيدية وحكومة إقصاء، لأنّ باستطاعتهم أن يفعلوا ما يريدون، فالسلطةُ بيدهم، ستكون المسألةُ مختلفة. ولكننا اليوم على أبواب انتخابات نيابية ستليها انتخاباتُ رئاسة مجلس النواب، بعدها تسمية رئيس الحكومة ثمّ استشارات ملزمة وأخيراً تشكيل الحكومة التي تخضع تركيبتُها لخيارِ مجلس النواب.

– نحن لدينا حجمنا، وقد تكون هناك “كتيلة”، ولكنّ هناك أيضاً كتلة مضخّمة. نحن نفتخر بكل نائب يقف الى جانبنا، سواءٌ كان واحداً أو عشرة. سنفاوض وفقاً لحجمنا، أما إذا أُقصينا فسنمارس المعارضة البنّاءة.

– حجمنا التمثيلي هو الذي سيحدّد الحقيبة الوزارية.

– كلا لم يتصل. الأرجح أنّ الرجلَ محرجٌ بزيارتي لأنها ستُعتبر موقفاً من العهد وأنا أتفهّم هذا الأمر.

– هذا لبنان، لا شيءَ يدوم. ومَن يفكّر بالثنائيات أنصحه بمراجعة التاريخ. لا مكانَ للثنائيات ولا للثلاثيات. إذا لم تكن كل القوى مرتاحة فلن يكون البلدُ مرتاحاً. عرف التاريخ تركيباتٍ أقوى من تلك القائمة، أين هي اليوم؟ هل تعتقدون أنّ التعيينات التي حصلت، ستبقى لهم؟ هي تعييناتُ أصحاب المصالح. حتى بعض الوزراء والنواب والمرشحين، كانوا في كل العهود وسينقلبون عليهم مع العهد الجديد. هؤلاء الأشخاص مع مصالحهم. ولو داموا لغيرهم لما وصلوا اليهم.

مَن هو حقيقي يأتي بالحقيقيين مثله، ولكن مَن هو “اصطناعي” لن يكون بمقدوره أن يأتي بالحقيقيين.

– هناك مَن يعتبرها معركته الرئاسية لأنه مراهقٌ في السياسة. المعركة الرئاسية هي نتيجة ظروف ومناخ خارجي وداخلي.

– القوي هو القوي بأكثرية النواب، والنتائج التي ستصدر عن هذه الانتخابات سيعترف بها الجميع بعدما جرى التشكيكُ بشرعيّة برلمان 2009، أما نواب الغد فيمثلون الشعب وهم مصدر السلطات وسينتخبون الرئيسَ المقبل. بنظر البعض، الرئيس القوي هو الذي يترأس أكبرَ كتلة نيابية مسيحية حتى لو كانت موزاييك ملوّناً من أقصى اليمين الى أقصى الشمال، ولكن في هذه الحالة هل من ضرورة لإجراء انتخابات رئاسية؟ ولينتهِ الاستحقاق بعد إجراء الانتخابات النيابية فيكون الرئيس حكماً صاحبَ أكبر كتلة نيابية مسيحية.

الرئيس القوي هو الذي لديه أكبر عدد من النواب في البرلمان، وإذا قرّرنا الذهابَ أبعد من ذلك، فليكن الرئيس، صاحب أكبر عدد من النواب المسيحيين الأكثر تمثيلاً. ولكن ما معنى أن يكون رئيس كتلة كبيرة وهناك 40 نائباً مسيحياً ضده؟ فهو لن يكون رئيساً قوياً. وهذا هو الجوهر.

– “حزب الله” يتحدث عن نفسه، وأنا أتحدث عن نفسي. نحن حلفاء في الخط الاستراتيجي ولكننا لسنا حزباً واحداً. لكلّ فريق وجهةُ نظره في التفاصيل الداخلية. فليُسأل جبران باسيل عن رأي “حزب الله”، وما إذا كانت لديه ضمانة من الحزب أو جواب.

– الأمور واضحة، من استقبال كل مرشحي “التيار” وتركيب لائحة كسروان حيث تواصل الرئيس مع افرام والنائب السابق منصور البون، الى التدخّل الحاصل في المتن في التفاصيل المملّة. الرئيس هو طرفٌ في هذه الانتخابات وهو رئيس “التيار الوطني الحر” وليس رئيساً للجمهورية.

– المهم أنه دليلُ ضعف وليس دليلَ قوة. كتلة العهد يعني البحث عن قاسم مشترَك بين مكوّناتها. وهي ستكون كلتة العهد الحالي وكتلة العهد المقبل.

– أنا أعتقد أنّ هذا القانون كشف النيّات وكيفية التفكير. فرز المبدئيّين عن الانتهازيّين، ومَن هم مبادئهم أقوى من مصالحهم، والعكس. اليوم ثمّة حاجة الى

مراجعة لتدارك المستقبل بعدما تغلّبت المصالح على المبادئ، فأين سيكون هؤلاء في المستقبل في ما خصّ الأمورَ الأساسية؟ مع مبادئهم أم مصالحهم؟

– ليس هناك من قانون لا يحتاج الى إصلاحات أو تعديل خصوصاً حين تظهر الثغرات.

– مجلس النواب سيأتي بوجوهٍ جديدة على الساحة السنّية، وعلى أساسها سندرس خياراتنا مع الرئيس الحريري. إذا كانت هناك نيّة لإقصائنا، سيكون لنا تصرّف. ثمّة علاقة شخصية مع الرئيس الحريري ونقدّره، ولكن لترك المسألة الى ظروفها.

– “التيار الوطني الحر” يعتبر نفسَه غيرَ معنيٍّ بموضوع الفساد! لذلك كان يُفترض أن نقبلَ باستقدام البواخر من دون أن نسأل أو أن نشكّك، وأن نقبل بتلزيمات السدود ونثق بهم من دون نسأل، وإلّا صرنا ضدّ لبنان.

– مكافحة الفساد ضرورية لكن من خلال تغيير طريقة إدارة الدولة لا من خلال البحث عن الفاسدين لأنها ستدخلنا في دوامة لن نخرج منها. المطلوب تغيير إدارة الدولة كي لا تكون مصمَّمة على أساس فتح الأبواب أمام الفاسدين، لذا يُفترض تغيير هذا التصميم لإقفال الأبواب من خلال تحديث القوانين. أما اليوم، فالأبوابُ لا تزال مفتوحة.

– مكافحة الفساد طربوش يضعونه في المكان الذي يناسبهم. كل مَن هو ضدهم يكون فاسداً. في البداية مَن لم يكن معهم يعني أنه كان ضد المسيحيين ووصول عون الى الرئاسة، وقبل الـ 2005 مَن كان ضدهم هو “عميل سوري”… أما اليوم فهم ليسوا فقط جزءاً من الفساد، هم الفساد بعينه. صفقة البواخر وحدها لو أُقرّت كانت لتوازي مجموعَ ما يتّهمون به الآخرين من فساد وصفقات! بواخر قيمتها 700 مليون يريدون استئجارَها بمليار و500 مليون. هذه أقلّه صفقة بمليون دولار.

– معارضتنا لهذه الصفقة أوقفتها. نحن فاسدون لأننا منعنا هذه الصفقة! “لو مشينا فيا نحن والرئيس بري والنائب وليد جنبلاط ما كنا فاسدين”!

– هم يقولون إنهم قاموا بإنجازات، كالموازنة مثلاً وقانون الانتخابات والانتخابات. كما يقولون إنهم أعادوا الصلاحيات الى المسيحيين.

– هم يقولون إنهم قاموا بإنجازات، كالموازنة مثلاً وقانون الانتخابات والانتخابات. هذه بديهيات. لكن حين يقول “التيار الوطني الحر” أعدنا الصلاحيات للمسيحيين! أصلاً مَن انتزع صلاحيات المسيحيين؟ مَن ضربهم ودمّرهم وأرجعهم 500 سنة الى الوراء؟ مَن عرقل إنتخابات رئاسة الجمهورية وعطّل الموازنات وعرقل التعيينات والحكومات من أجل اشخاص؟ لا بد من النظر الى المسار التاريخي للأمور.

هل نحن العملاء والخونة لأننا حمينا المسيحيين وحمينا مناطقنا من الدمار والخراب أم العملاء همّ مَن خرّبوا مناطقهم. لقد كانوا يذهبون الى سوريا ويقولون “عملونا رؤساء جمهورية وسنكون معكم وإذا لم تفعلوا ذلك نحن ضدكم”.

المشكلة أنّ مَن شكّل صمامَ أمان للمسيحيين من دون التنازل عن كرامته صار رمزاً للوصاية، ومَن دمّر المسيحيين وأساء اليهم أصبح بطلَ إستقلال! لا بدّ مِن قول هذه الحقائق التاريخية حتى لو أتّهمونا أننا نفتح دفاتر الماضي. هذه الحقائق لا نستحي بها بل همّ مَن يستحون بها.

– كان هناك شخص إسمه ميشال عون لديه شرعية شعبية ومسيحية. اليوم “التيار” قوي لأنه في السلطة، لم يعد قوياً بأشخاصه. في المستقبل سنرى التاريخ مَن سيُنصف.

– نحن طبعاً من المؤيّدين ودفعنا ثمنَ هذا التأييد عبر اتّهامنا بإلغاء أنفسنا. مع “التيار” أو بلا “التيار” نحن أقوياء ولدينا حضورنا والانتخابات ستبرهن ذلك. لكن طالما ميشال عون في خطنا نحن معه. ومع ذلك لا عون ولا جبران باسيل يستطيع إلغاءَنا. وكما نعترف بشرعيتهم الشعبية عليهم أن يعترفوا بشرعيتنا الشعبية.

– أولاً علينا أن ننظر الى تركيبة اللوائح الانتخابية، وكم سينجح من المحسوبين على “التيار”. إذا كانوا يعايرونا بتحالفنا مع بطرس حرب الذي تفاهمنا معه منذ نحو سنتين، كم من بطرس حرب في لوائحهم؟ وأنا أسأل إذا في المستقبل أخذ عون موقفاً بدعم “حزب الله” الى الحدّ الأقصى مَن سيبقى معه في “كتلة العهد”؟ وإذا أخذ خياراً معاكساً لموقف المقاومة مَن سيبقى معه؟ هذه الكتلة ستكون في الوسط أو أنها “ستفرط” عند أيِّ إستحقاق.

– الآن صاروا وسطيّين؟ على كل حال همّ تنقّلوا بين أكثر من جبهة ولم يبقَ لهم الآن سوى الوسطية!

– علاقتنا معه هي ودّ شخصي. وإذا مصلحته السياسية اليوم مع “التيار الحر” فنحن نتفهّمه. ربما مشكلتنا أننا نقدّم دائماً معيارَ الودّ والصداقات على المصلحة.

– ومَن قال إنها زلّاتُ لسان! باعتقادي لا أحدَ يستطيع أن يكذب على كل الناس كل الوقت. ربما من ميزات هذا القانون أنه كشف مَن هم أصحاب المبادئ وأصحاب المصالح!

– كل الدولة والقوى الأمنية والأجهزة مجنّدة لهم، وكل ما له علاقة بإستغلال السلطة يحصل اليوم. أكثر مرحلة وقحة في إستغلال وإساءة إستخدام السلطة تحصل في هذه المرحلة.

– السوريون كانوا يخجلون قليلاً، أما هم فلا حدود لوقاحتهم.

– لننظر أين يتمركز هؤلاء المتموّلون، فأكثريّتهم على لوائح السلطة، فيما ليس هناك سوى “المكحكحين” على لوائحنا.

– هناك أناسٌ تدعم وتمويلنا ضمن المعقول. أما الذي يستبدل المناضلين بالملياردريّين كما في حالة نبيل تقولا في المتن فهذه تُعتبر لوائحَ سلطة ومال.

– في ما يتعلّق بالرئيس المر هناك مَن يحاول أن يلغيه. لكن أنا أقول إنّ الشعب هو مَن سينصفه في المتن. والرئيس المر إستلم وزاراتٍ وكان يترشح للانتخابات ولا شئَ يمنع في القانون ذلك، لكن هم مَن كانوا يقولون إنهم ضد هذا الجمع وسيسعون الى التغيير فماذا فعلوا؟ ينسحب الأمر على موضوع مكافحة الفساد. فأين النموذجُ المغاير الذي قدّموه مقارنةً بالممارسات السابقة. لا الرئيس المر، ولا السوريون، ولا عهد كميل شمعون بـ 1957، ولا أيّ عهد آخر استغلّ السلطة لمصلحته كما يفعلون. حتى إنهم سخّروا الجيش بموضوع تطويع العسكر.

لذلك أنا أوجّه نداءً الى قائد الجيش لتحييد الجيش عن هذه الصراعات لأنه أكبر من أن يتمّ إدخالُه في هذه الزواريب. هذه الأمور لم تحصل إلّا في عهد ميشال عون و”وصاية” العميد بول مطر على الجيش. ليُمنَع بول مطر من التدخل في الجيش. عيّنه الرئيس عون في القصر وهو يتدخّل في أمور الجيش. أنا أعلم أنّ العماد جوزف عون آدمي لكن “ليشيلوا وصاية بول مطر عنه”!

– نعم هذا صحيح خصوصاً في البترون. وعلينا أن نتذكّر أنه طالب سابقاً بتمديد مهلة تسجيل المغتربين لأنّ هذه النسبة لم تخدمه وليس كُرمى لـ “المبادئ والوطن”.

– هناك العديد من الناخبين الذين توجّهوا للاقتراع ولم يجدوا أسماءَهم أو “ضلّوا” مراكز الاقتراع كما في فرنسا… وللمصادفة لم تحصل هذه الإشكالات إلّا مع الذين هم ضدهم بالسياسة، فيما قدّمت تسهيلات لـ “ناخبيهم” بتسجيلهم مثلاً عبر “أس أم أس”! ومَن ليست لديه الحماسة ليتسجّل لن تكون لديه حماسة للاقتراع!

– طبعاً لأنّ هذه الخدمات هي مِن ثروة عائلته! هي مِن مال الدولة. مَن أخذ قراراً في مجلس الوزراء بالقيام بحملة إنتخابية في الاغتراب لصالحه على حساب الدولة، ومَن يُلزّم بالتراضي، لا يستطيع أن يقول إنه يكافح الفساد.

– الناس شبعت كذب. كل واحد تاريخه مكتوب على جبينه. الكاذبون، إن كانوا معك أو ضدك، على الشعب أن ينبذَهم. والصادقون، معك أم ضدك، يجب على الشعب أن يحترمَهم. ولا يجب استبدال صادق بكاذب. وأودّ أن اؤكّدَ في هذا السياق أنّ الرئيس ميشال المر هو إنسانٌ صادق، بغض النظر إذا وافقت أو اختلفت معه في الرأي. ولا يجب استبداله بالكاذبين الذين “برموا” على كل الأحزاب والمرجعيات. ألأساس هو الصدق.