Site icon IMLebanon

بو عاصي: لا نوايا حسنة للنظام السوري لعودة اللاجئين

أكد وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بيار بو عاصي، أن “التفاوض مع النظام السوري أمر دقيق، و”القوات اللبنانية” ترفض هذا التفاوض لأنه لا يؤدي إلى عودة النازحين إلى بلادهم، كما أن النظام السوري عندما يطلب التفاوض مع الدولة اللبنانية فهو يحضر أثمانا باهظة ليدفعها لبنان”.

وأضاف، في مداخلة ضمن برنامج “حوار بيروت” عبر “لبنان الحر”، “لو كان للنظام السوري نوايا حسنة، لكان استقبلهم من دون أي سؤال أو شرط وشجعهم على العودة من دون التوجه للتفاوض مع الدولة اللبنانية، فلا دور لها في ذلك. والدليل أنه عندما ترسل لوائح بأسماء سوريين يرغبون بالعودة إلى بلادهم تأتي الموافقة على أعداد قليلة فقط، أي لا نية لإعادتهم، بل النية الفعلية هي بأن يدفع لبنان أثمانا سياسية مقابلة عودة جزء بسيط منهم”.

وعن المبادرة الروسية، اعتبر أنه “لا يمكن الحديث بكل صراحة عن مبادرة روسية فعلية حتى الآن، بل عن موقف روسي، فالمبادرة تحتاج إلى عوامل عدة وإلى عملية كاملة متكاملة بالحد الأدنى ومضمونها لا يزال غير واضح لدى لبنان كما لدى الدول الأخرى التي تواصلنا معها”.

وتمنى أن “تتحول هذه الفكرة إلى مبادرة فعلية لأن الهدف عودة النازحين إلى بلادهم فمستقبلهم الطبيعي هناك”، شاكرا “كل من يسعى إلى ذلك”، ومبديا دعم “القوات” له وتشجيعه.

وأكد أن “ما يعتمد اليوم من قبله في وزارة الشؤون الاجتماعية هو للحد من الخسائر، ولا حل إلا بالعودة، وكل المساعدات والهبات التي استطعنا تأمينها من الدول المانحة ليست سوى علاج، فالخسائر بالمليارات”.

ولفت إلى أن “وزارة الشؤون الاجتماعية مسؤولة عن ملف النازحين من الناحية الإنسانية فقط”، متابعا “عند وصولنا كانت المنظمات الدولية والجمعيات تتوجه إلى النازح مباشرة لمساعدته، ما رفضناه لأنه ينتهك سيادة الدولة اللبنانية، إذ عليها أن تشرف على كل ما يحصل على أرضها. جعلنا كل الأمور تمر بوزارة الشؤون الاجتماعية ونحن نراقب كل ما يحصل على المستوى الانساني. كما استطعنا تطوير الاعتمادات والهبات وزيادتها ودعم المجتمع المضيف أي القرى والبلدات اللبنانية بمشاريع وصلت إلى أكثر من 50 مليون دولار في السنة بهدف دعم بناها التحتية وتحسين ظروف معيشة أبنائها”.

وأردف “في مؤتمر بروكسل طالبنا بدعم الإنسان المضيف، أي اللبناني المضيف، لا سيما الشرائح الأضعف في المجتمع، وحصلنا على 48 مليون يورو من الاتحاد الاوروبي ونتوقع المزيد أيضا لدعم الأسر الأكثر فقرا”.

وشدد على أنه “تمت مقاربة ملف النزوح السوري بشفافية ومسؤولية مطلقة، إلا أن البلد لم يعد يتحمل لا من الناحية الاقتصادية ولا من ناحية البنى التحتية والتركيبة الديمغرافية”.

وتابع “أكدنا أنه من واجبنا مساعدة الإنسان المعرض، ولكن سياسيا نحن مع عودتهم اليوم قبل الغد من دون انتظار حل سياسي. ونحن كنا أول من تحدث عن هذا الأمر وعبر عن هذا الموقف، لأن لبنان لا يستطيع تحمل هذا الكم من الأعداد، والأمر لا علاقة له بالجنسية بل بعددهم ومدة بقائهم”.

وأوضح ردا على سؤال عن “حملة استهدفته بسبب هذا الملف”، فقال أنها لم تستهدفه شخصيا “بل استهدفت القوات اللبنانية لأسباب سياسية معروفة ولأنه كان من وزرائها الثلاثة الذين وقفوا في وجه الفساد، فتفاعل الناس بايجابية معهم ومع مقاربتهم للملفات”.

وختم بو عاصي مؤكدا أن “الحملة هدفت لضرب صورة القوات وأداء وزرائها، ولكن لحسن الحظ تمسك الناس بالتقييم الإيجابي”.