IMLebanon

“لوريان لو جور” تنتصر للبيئة في الزمن الإعلامي الصعب

كتبت جويل رياشي في صحيفة “الأنباء” الكويتية:

في حين تعيش الصحافة اللبنانية اياما عصيبة وتشهد على اقفال مؤسسات عريقة مع ما ينتج عن ذلك من ارتدادات اجتماعية، لاتزال الصحيفة الفرنكوفونية الوحيدة في لبنان «لوريان لو جور» تعيد اختراع ذاتها يوميا لتكون على قدر ثقة جمهورها «النخبوي».

الابتعاد عن التغطيات الكلاسيكية، الاستثمار في الرقمي، مخاطبة الشباب، تبني قضايا وطنية وإعلامية وبيئية.. كل هذه الامور اصبحت اولويات.

وعلى الرغم من الضجة التي اثارتها زيادة سعر النسخة الورقية من ٢٠٠٠ ليرة لبنانية الى ٣٠٠٠ قبل ايام وامتعاض البعض، الا ان هذه الخطوة بدت الاكثر عقلانية في ظل المشهد الاعلامي اللبناني الملبدة سماؤه بالغيوم.

ولا تزال «لوريان لوجور» تشن معارك بلا كلل للحفاظ على بعض القيم. ومن بين هذه المعارك تبرز معركة الحفاظ على البيئة وفضح أي انتهاك يطول ثروتنا البيئية.

ومن هذا المنطلق، اطلقت حملة تمتد عدة أيام، للتنديد من خلالها بكارثة تتفاقم يوما بعد يوم، ألا وهي الاستخدام المفرط والعشوائي لمادة البلاستيك في حياتنا اليومية.

وتكتسي مثل هذه الحملة أهمية حيوية إذ أن البلاستيك يتميز بأنه تحول، في غضون عقود قليلة، من رمز الحداثة والمستقبل إلى كارثة بيئية، على الصعيدين المحلي والدولي.

وتندرج هذه الحملة، بحسب بيان صادر عن الصحيفة، ضمن لائحة التزاماتها السابقة للحفاظ على البيئة. وكانت منذ أشهر قليلة، أطلعت جمهورها بالصور الموثقة على الأضرار الناتجة من جراء مقالع الصخور في لبنان.

واليوم، تضع في متناولهم فرصة مكافحة هذه الكارثة البيئية.

لا يتطلب الأمر إحداث تغيرات كبيرة في طريقة العيش، ولكن، وبكل بساطة، يمكن رفض الكيس الصغير الذي يعطيك إياه الصيدلي لتضع فيه علبة الفيتامينات.

وعند طلب طبق ما، تحدد أنك لا تحتاج إلى الشوكة والسكين البلاستيكيين، وحظر استخدام القش والكؤوس والصحون البلاستيكية، واستبدال الأكياس التي تمزق أصابعك بحقيبة قماش كبيرة، الأمر ليس صعبا.

ومع ذلك، فإن هذه التغيرات الصغيرة في العادات سيكون لها أثر كبير.

وقد آلت الصحيفة على نفسها ان تبدأ بنفسها من خلال توزيع اعدادها على المشتركين موضبة بأكياس ورق بدل أكياس البلاستيك، باستثاء ايام الشتاء، اضافة الى توعية موظفيها وحثهم على مكافحة البلاستيك.

وعن هذه الخطوة، تقول مسؤولة الاعلام في «غرينبيس» دانيا شري مثنية: «نحتاج في لبنان الى مثل هذه المبادرات ليس فقط للإضاءة على المشكلة، بل ايضا للإضاءة على الحل، وهو التخفيف من استعمال البلاستيك.

وكانت غرينبيس قد قامت بأكثر من نشاط في لبنان وفي المنطقة للإضاءة على هذه المشكلة، واخيرا كنا قد كشفنا عن اسماء الشركات العشر المسؤولة عن التلوث البلاستيكي في العالم، كما وقد عمل متطوعو غرينبيس في لبنان ضمن حملة #plastacna على اقناع عدد من المقاهي والمطاعم اللبناني الالتزام بوقف استخدام البلاستيك الأحادي الاستعمال».