Site icon IMLebanon

مقال في صحف عالمية لخطيبة خاشقجي.. وهذا ما جاء فيه

نشرت خديجة جنكير، خطيبة الصحافي السعودي جمال خاشقجي مقالا في عدة صحف عالمية هي “الغارديان” البريطانية، و”واشنطن بوست” الأميركية، و”لوموند” الفرنسية، و”بوبليكو” الإسبانية، و”عربي21″. وطالبت جنكيز في مقالها العالم بـ”الاتحاد وتقديم قتلة خطيبها جمال خاشقجي إلى العدالة”.

وذكرت في مقالها: “قتل جمال الوحشي هزّ العالم، لأننا خسرنا صوتا عالميا مهما. وفوق كل هذا، فقد دافع عن الخير والأخلاق. وساعدنا على فهم العلاقة المعقدة مع الشرق الأوسط، ولكنه وضع حياة وحقوق الناس أولا. وفي مماته، أضاءت المبادئ التي قاتل من أجلها طوال حياته: الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والإيمان الأساسي بأن كل شخص يجب أن يختار من يحكمه عبر صندوق الاقتراع. وكما رأينا من الغضب العالمي على مقتله، فعلى القتلة أن يعرفوا أنهم لن يمحوا أبدا رؤيته التي حملها من أجل بلده الذي أحبه، بل على العكس شجعوها”.

وأضافت: “أصبح الأمر الآن متروكا للمجتمع الدولي لجلب القتلة إلى العدالة. ومن بين كل الدول على الولايات المتحدة أن تقود، فهي الدولة التي قامت على مُثل الحرية والعدالة للجميع. والبند الأول من الدستور يعبر عن المُثل التي جسّدها جمال. ومع هذه المأساة اتخذت إدارة ترامب موقفا يخلو من الأسس الأخلاقية، وتعامل البعض مع القضية من خلال المصالح التي تخدم الذات، وتم تأطير البيانات بناء على الخوف والجبن؛ الخوف من التأثير على الصفقات بين الدول أو العلاقات الاقتصادية. ويأمل البعض في واشنطن بنسيان هذا الموضوع من خلال الأساليب التي تعمل على تأخيره، ولكننا سنواصل دفع إدارة ترامب للمساعدة في تحقيق العدالة لجمال، ولن يكون هناك تستر على القتلة وعلى الجريمة. واليوم أدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية وجدية والكشف عن الحقيقة ومحاكمة المتورطين أمام المحكمة، وتسليم جثة جمال التي لا تزال مفقودة لأحبائه”.

وقالت: “أنا لست ساذجة وأعرف أن الحكومات لا تعمل بناء على المشاعر، بل على المصالح المتبادلة. ولكن عليها أن تسأل نفسها السؤال الأساسي: لو لم تقم الديمقراطيات باتخاذ الخطوات الحقيقية لتقديم المتورطين إلى العدالة بسبب هذا العمل الوقح والقاسي، الذي أدى إلى غضب بين كل مواطني العالم، فكم يبقى من السلطة الأخلاقية؟ ومن الذي سيواصل الدفاع عن حريته وحقوقه؟”.

وواصلت: “نحن الآن نتعرض لامتحان الإنسانية، ونحتاج إلى قيادة. وتقع المسؤولية الكبرى على رؤوس قادة الحكومات. ويقوم رئيسي رجب طيب أردوغان وكل مؤسسة سياسية وقضائية تركية بالتعامل مع هذه القضية بقدر ما يستطيعو و”لكنني أدعو أيضا قادة الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى النجاح في هذا الامتحان، ويجب أن تأخذ العدالة مجراها. وأطالب بجلب من قاموا بهذا الاغتيال المقصود والوحشي إلى العدالة، ويجب محاكمة من أمروا بهذه الجريمة حتى لو كانوا في مناصب عالية. وأطالب بالعدالة لحبيبي جمال، ويجب أن نرسل رسالة واضحة لكل الأنظمة الديكتاتورية، مفادها أنهم لن يستطيعوا قتل الصحفيين مرة أخرى”.

وختمت قائلة: “اشترى جمال بيتا وكان يحلم ببناء عائلة، وكان يختار أدوات المنزل بفرح، وكان قد أرسل قمصانه إلى “الدراي كلين” بعد عودته من لندن، ولكنني تُركت أمام الباب وحيدة. وأنا القصة الوحيدة التي لم يكملها جمال. والآن على الجميع أن يساعد في كتابة نهاية لهذه القصة وحمل لمسة روح جمال حتى يتحقق حلمه”.

 

للاطلاع على المقال في صحيفة “غارديان” البريطانية