Site icon IMLebanon

انطلاق منتدى مسك للإعلام.. والحضور يتجاوز 3 آلاف

عقد منتدى مسك للإعلام الذي ينظمه مركز المبادرات في مؤسسة مسك الخيرية في فندق الريتز كارلتون – الرياض وقد افتتح أولى جلساته التفاعلية باستعراض أحد أنجح الحملات الرقمية خلال 2018 والتي أطلقتها وزارة التجارة والاستثمار وواكبت فيها التوجهات الحديثة في استهداف الجمهور بشكل غير مسبوق على مستوى الجهات الحكومية.

وسخّرت الوزارة القنوات الرقمية لإحداث أثر اجتماعي يصب في تحقيق أهدافها التوعوية، حيث لاقت حملة استدعاء المنتجات المعيبة سلمني واسلم انتشاراً كاسحاً تخطى حدود الـ 250 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط جمهور مؤيد ومعارض للأسلوب اللامعهود من جهة حكومية يتسم خطابها عادة بالرسمية والجدية.

كانت هذه التجربة السباقة محور نقاش أولى ورش العمل التي ناقشها المشرف العام على الإدارة العامة للتسويق والاتصال في وزارة التجارة والاستثمار الأستاذ عبد الرحمن الحسين.

واستهل صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية، الجلسات في حديث عن “توظيف الاعلام.. التصدي للفوضى وتعزيز الاستقرار”، فيما قدم وزير الإعلام البحريني علي الرميحي بالإضافة إلى مؤسس شركة جود نيوز ميديا عماد الدين أديب، جلسة بعنوان “من يصنع الرأي العام.. الحقيقة أمام وهج الدعاية”.

وأخذ المنتدى على عاتقه تشخيص حالة انتقال الإعلام من الحالة التقليدية إلى الحالة الحديثة التي تتطلب مواكبة العصر مع ضرورة خلق مفاهيم تتوافق مع اخلاقيات وأدبيات المجتمعات العربية.

وقدم نائب رئيس مجلس إدارة صن جروب شيف فيكرام كامكا عرض تقديمي بعنوان “ثورة الإعلام الرقمي الجديد.. فرص وتحديات”، كما شاركت صانعة المحتوى إيمي لاندينو بعرض تقديمي عنوانه “دليلك إلى صناعة أعمالك في عالم الإبهار المرئي”، والذي أشارت فيه إلى أن المحتوى المرئي خصوصاً الفيديو سيستحوذ على 80% من المحتوى في وسائل الإعلام بحلول عام 2020.

ودعا الفيصل إلى وضع أطر وقوانين، تحكم وسائل التواصل الاجتماعي؛ بما لا يقيد حرية التعبير؛ ووضع حدٍ لما سماه فوضى الانترنت، والأخبار الزائفة.

واعتبر سمو الأمير تركي في جلسة “توظيف الاعلام.. التصدي للفوضى وتعزيز الاستقرار”، خلال منتدى “مسك” للإعلام، الذي يقيمه مركز المبادرات بمؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية”، اليوم في الرياض، أن تلك الضوابط من شأنها الحفاظ على الأخلاق والقيم المجتمعية، لتحمي المجتمعات نفسها من شرور الأخبار الزائفة.

واستذكر الأمير تركي الفيصل بيانات للملك المؤسس كان يرد فيها “طيب الله ثراه” على ما ينشر عنه وعن المملكة في وسائل الإعلام، مبيناً أن مثل هذه الممارسات يعمل بها الغريم ضد غريمه عبر التزييف للنيل منه، وعد وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الوقت أنها ليست لنشر الأخبار الزائفة فقط؛ بل لنشر ما هو مفيد وصحيح.

وأكد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أن الحروب السيبرانية قد تؤدي إلى التدمير والهدم، والدليل على ذلك استخدام التنظيمات الإرهابية لوسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد وبث افكارها المتطرفة على حد سواء.

واستعرض الأمير تركي ما كان عليه الوضع في السابق من تولي مسؤولية وسائل الإعلام نشر المعلومات والأخبار، وما عليه الوضع الحالي الذي تقوم فيه وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الدور، وقال في هذا الصدد: “وسائل الإعلام الغربي في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لا تهمها الحقيقة بقدر الإثارة فمنذ أن نشأت المملكة وهي تتعرض للحملات الإعلامية التي وصفها بالشعواء ضد المملكة”.

وأضاف الفيصل أنه “في السابق كان اليسار الذي يعبر عنه الشيوعيون يريد أن ينال من المملكة ثم كان هناك التوجه المناهض للإسلام، مشيراً إلى أنه بطبيعة الإعلام البحث عن الإثارة خصوصاً الإعلام الغربي، منوهاً بأن الطريقة الوحيدة لإيقاف ذلك هو بالتصدي لتلك الوسائل التي تعتمد على الإثارة.

وأوضح الفيصل أن المملكة اليوم تمتلك الأدوات ومفاتيح كل شيء، بعكس السابق الذي كان الوصول إلى المعلومة حينه يعتبر تحدي يواجه الجميع، بينما اليوم فبهذه الأدوات يستطيع الباحث عن المعلومة أن يجدها، داعياً الحكومات إلى تسهيل الوصول إلى المعلومة.

واعتبر رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية كل من يزور المملكة للمرة الأولى فإن الدهشة التي تنعكس عليه تبدو واضحة بعد عودته إلى بلاده حيث يهم بإبلاغ الأخرين بأن ما سمعوه عن المملكة لم يكن حقيقاً، مضيفاً “سعدت ببرنامج شتاء طنطورة فالكل يثني على نتائجه المباركة، وبهذا النهج سنشكل الصورة الحقيقة للمملكة”.

وبين الفيصل أنه يتابع محتوى موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” لمعرفة الأخبار العاجلة، لكنه لا يبدأ يومه قبل أن يقرأ الصحف ويقلب صفحاتها، مشيراً إلى أنه يملك حساباً على “تويتر” فضل عدم الإفصاح عنه.

كما حضرت شابة سعودية برسومها ولوحتها ضمن آلاف الحضور في الجلسة الأولى لمنتدى مسك للإعلام، لتفتتح هي بدورها هوايتها خلال الجلسة في بالبدء في رسم صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، على الهواء مباشرة لتنهي تفاصيل اللوحة قبل أن ينهي حديثه.

وما أن أنهى سمو الأمير تركي الفيصل حديثه، حتى تقدمت الفنانة التشكيلية نورة الشايع بلوحتها الفنية الشخصية، لتفاجئه بإهدائها هذه اللوحة، وهو ما رسم على ملامح الفيصل التعجب والإعجاب، بعد حديثه الشيق للشباب عن هموم وتحديات الإعلام وما ينبغي أن يكون عليه الواقع الإعلامي بحسب رؤيته التي استقبلها الجمهور بالحماس.

وفي جلسة بعنوان “تقفي الأثر.. بيئة المعلومات الجديدة” اعتبر الأحمري أن سقوط النخبة في العالم العربي أسهم في ظهور نخبة أخرى تعزز النزعة الغريزية الاستهلاكية ما يعتبر أزمةً يجب مواجهتها لمنع انجراف المجتمعات العربية خلفها. فيما، حمّل وزير الإعلام البحريني علي الرميحي الجهات الحكومية في العالم العربي مسؤولية عدم وجود مراكز محلية لقياس مؤشرات الرأي العام، معتبراً لجوئها إلى شركات قياس خارجية خطأ فادح يجب تغييره.

من جانبه نبه مؤسس شركة “جود نيوز ميديا” عماد الدين أديب من الفراغ الذي قد يحدث في الإعلام ووسائل التواصل الذي قد تتسابق جهات معادية لملئه والاستفادة منه، مشيراً إلى أن “هناك قوة تعمل على منصات متصلة ببعضها لا نعلم ولاؤها وهذا يشكل توجهاً عاماً يركض وراء هذه القوة ويجب التصدي لها”.

من جهة أخرى، وضمن اضطلاع مركز المبادرات بمؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية” بمسؤوليته الاجتماعية، وإيماناً من المركز بضرورة التواصل المباشر، افتتح الثلاثاء، في الرياض منتدى مسك للإعلام في نسخته الأولى، وسط حضور محلي وإقليمي وعالمي كثيف تجاوز خلال الساعات الأربعة الأولى 3200 شخص، حيث شهد أكثر من 30 فقرة تنوعت بين جلسات نقاش وورش عمل وحلقات حوارية.

وفيما أعلنت هيئة الاستثمار خلال المنتدى عن مسابقة لصناعة محتوى مرئي ستعلن عن تفاصيله بشكل أكثر خلال الفترة المقبلة، شهد المنتدى جلسة حوارية بعنوان “هندسة الهوس الرقمي ليست مجرد مصادفة”، بمشاركة عبد الله القاسم المؤسس والمدير التنفيذي لشركة وايز للحلول التسويقية، وريمي عبدو رئيس الاستراتيجية تي بي دبليو ايه رعد، وأريح الوابل الباحثة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.

وكان المنتدى قد شهد جلسة حوارية بعنوان “تسخير شبكات التواصل الاجتماعي لخدمة المجتمعات”، بمشاركة خالد أبو شيبة المشرف على الإعلام الرقمي بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وعبدالله الخريف صانع المحتوى المترجم، ومشعل القاسم الرئيس التنفيذي لشركة مشاريع السعودية، بالإضافة إلى جلسة عن المحتوى وكونه أساساً للتفاعل بمشاركة عمر الجريسي صانع محتوى على مواقع التواصل، وعبدالله البندر مقدم برامج بقناة سكاي نيوز، كما قدم الخبير الاستراتيجي في مجال الابتكار اندريس سورمان نيلسون عرضاً عن مستقبل تجربة المستخدم في شبكات التواصل الاجتماعي، فيما قدمت الكاتبة لبنى الخميس عرضاً صوتيا بعنوان “للصوت حكاية”.

وشارك محمد أبا الخيل مدير الشؤون الإعلامية بشركة الاتصالات السعودية، وتشاتري سيتيو دتونج الرئيس التنفيذي لمؤسسة وان تشامبيونتشيب ، وديفيد تومشاك رئيس التحرير الرقمي لايفينينق ستاندر، في جلسة حوارية بعنوان “اقتناص الفرص”، إلى جانب جلسة أخرى قدمها المذيع هاني البدري ورئيس تحرير صحيفة الرؤية الاماراتية محمد الحمادي ورئيس تحرير صحيفة الحياة في السعودية والخليج سعود الريس بعنوان “تفاعل الحكومات في شبكات التواصل الاجتماعي”.

واستهدفت إحدى ورش العمل في منتدى مسك للإعلام، الذي انطلق الثلثاء، التركيز على الإعلانات المدفوعة في الحملات التسويقية على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تواجه المتلقين يومياً وبشكل متكرر في كثير من الأحيان، حيث تبنت كثير من المنظمات هذا الأسلوب لترويج أفكارها أو منتجاتها وتحقيق أهدافها التسويقية.

وعلى الرغم من تأثير هذه الإعلانات وفعاليتها في تحقيق الانتشار المطلوب أو تعزيز الوعي بالعلامة التجارية، يواجه العاملين في إدارات التسويق أو شركات الدعاية والإعلان عقبات عند تقرير الميزانيات الخاصة بالحملات التسويقية تتركز في إقناع الإدارة العليا بالميزانية، أو تدني الوعي لدى متخذي القرار بالمستهدفات الخاصة بالإعلانات الرقمية.

واستعرض الأستاذ خلدون زغير الرئيس الإقليمي لوسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى في (يونيفرسال ماكان) أهم منصات الإعلانات المدفوعة والمميزات الخاصة بكل منها، والأدوار التي تحققها كل منصة حسب أهداف المعلنين، وكيفية صياغة الرسائل لتتناسب مع طبيعة الوسيلة الرقمية. كما تطرق لآلية صياغة المستهدفات لتناسب مع أهداف المعلنين وتبرير الميزانيات المخصصة للإعلانات الرقمية، مشيراً إلى أهمية الأخذ بالاعتبار فعالية كل منصة في تحقيق أهداف اتصالية معينة، وتوظيف آليات الاستهداف بشكل دقيق، والخصائص المتجددة التي تتسارع الوسائل في إضافتها لاستقطاب شرائح أكبر من المستهدفين.

كما أطلق مركز المبادرات بمؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز “مسك الخيرية” بالتعاون مع مؤسسة المعارف العالمية التعليمية الخيرية، مسابقة “مسك القيم” لإتاحة المجال للشباب ومنتجي المحتوى والمفكرين والمبدعين العرب للمشاركة في إثراء المحتوى القيمي، في خطوة يسعى من خلالها المركز إلى تقوية المشهد الإعلامي والترفيهي والتربوي بالمواد المعززة والداعمة للقيم.

وتقوم المسابقة التي أعُلن عنها ضمن فعاليات منتدى مسك للإعلام، على تعزيز دور الإعلام والترفيه والتربية، للوصول إلى دعم القيم الهادفة، عبر تحفيز ما يمكن إنتاجه من مواد إعلامية، من أجل الوصول إلى التأثير النوعي في المواد والمشاركات، وزيادة تفعيل أدوار الأفراد ومؤسسات المجتمع بما يخدم أهداف المسابقة وتبويب المحتوى العربي بالقيم، وتصنيفه ضمن منصة القيم.

وحددت المسابقة عدة مجالات وفتحت الباب للتنافس فيها، حيث ترتكز تلك المجالات على الأمانة والاحترام والمسؤولية والثقة، واشترطت لكل واحدة منها إنتاج قصة، أو فكرة لعبة إلكترونية، أو مقطع فيديو أو رسم تعبيري.

وترمي المسابقة، من خلال هذه المحاور، إلى تعزيز تلك المبادئ التي يحث عليها دين الإسلام الحنيف، فيما من شأنها أن تسهم في نقل الفرد والمجتمع إلى أن يصبح عاملاً منتجاً وإيجابياً في مجتمعه ومحيطه الخاص.

وابتداءً من الثلثاء 26 شباط 2019، يستقبل مركز المبادرات متمثلاً في “مسك القيم” المشاركات، وتنتهي عملية استقبال المشاركات في الرابع من نيسان 2019، ليتم الإعلان عن الفائزين بالمسابقة في الخامسة والعشرين من ذات الشهر.

ووحدت المسابقة معاييراً لقبول المشاركات، بحيث يُشترط أن تكون المشاركات باللغة العربية، متضمنة القيم المطلوبة، ومطابقة للمعايير الفنية والتقنية، ولم يسبق نشرها ضمن أي مسابقة أخرى، وتتيح المسابقة المشاركة للأفراد والشركات على حدٍ سواء. فيما سيتم استقبال المشاركات على منصة متخصصة لذلك عبر منصة القيم values.sa، وأن يكون حق استخدام المشاركات ونشرها متاحاً لـ”مسك القيم”.

وخصصت المسابقة جائزة بمقدار 120 ألف ريال للمركز الأول لكل قيمة، و60 ألف ريال للمركز الثاني.