Site icon IMLebanon

إجعلوا الشعير “نجم” الحِمية الغذائية

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

عند التفكير في أنواع الحبوب الكاملة الجيّدة للصحّة، فإنّ أوّل ما يخطر في بالكم هو على الأرجح القمح أو الشوفان. لكن هل فكّرتم في أنّ الشعير ينتمي بدوره إلى هذه الفئة الغذائية، وبالتالي يمكن إدخاله إلى وصفات عدة لمنحها مغذّيات أساسية وفوائد صحّية ذهبية؟

«من المعلوم أنّ الشعير يُستخدم لتغذية الحيوانات وصنع بعض المشروبات كالبيرة والويسكي. غير أنّ شعبيّته اتّسعت بشكل ملحوظ خلال الأعوام الأخيرة، بما أنه متعدّد وسهل الاستعمال، ويملك قيمة غذائية عالية وفوائد صحّية واعِدة جداً»، علّقت إختصاصية التغذية، راشيل معوّض، بداية حديثها لـ»الجمهورية».

         راشيل معوّض

وتابعت قائلةً إنّ «الشعير يضمّ عناصر غذائية كثيرة أبرزها البروتينات، والكربوهيدرات، والفيتامينات B1 وB2 وB3 وB6 وB9، ومعادن مثل الزنك، والبوتاسيوم، والمنغانيز، والسلينيوم، والكروميوم، والفوسفور، والماغنيزيوم، والحديد. ناهيك عن أنه يحتوي على نسبة ألياف عالية جداً توازي الجرعة الموجودة في الحبوب الأخرى والفاكهة والخضار وأحياناً تتخطّاها. الـ«Beta-glucan» هو نوع الألياف المتوافر في الشعير، وقد بيّنت الدراسات أنه يساعد على خفض خطر الإصابة بالبدانة وتعقيداتها مثل السكتة الدماغية، والسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية. كل نصف كوب من الشعير المطبوخ (نحو 100 غ) يؤمّن 3 غ من الألياف، وأقلّ من 0,5 غ من الدهون، وفقط نحو 100 كالوري».

لكن ماذا عن خصائص الشعير الصحّية؟ في ما يلي أبرز المنافع التي سلّطت معوّض الضوء عليها:

ضغط الدم

الحرص على خفض جرعة الصوديوم المستهلكة هو أساسي لتقليص ضغط الدم العالي، غير أنّ زيادة كمية البوتاسيوم قد تكون بنفس القدر من الأهمّية. كذلك ثبُت أنّ البوتاسيوم، والكالسيوم، والماغنيزيوم، الموجودة كلها في الشعير، تقلّل من معدل ضغط الدم طبيعياً.

خلُصت دراسة نُشرت في «Journal of the American Dietetic Association» عام 2006 إلى أنّ الغذاء الصحّي، وزيادة الحبوب الكاملة سواء كانت تحتوي على ألياف قابلة أو غير قابلة للذوبان، يستطيعان خفض ضغط الدم والسيطرة على الوزن.

صحّة العظام

الحديد، والفوسفور، والكالسيوم، والماغنيزيوم، والزنك المتوافرة في الشعير تساهم في بناء العظام والحفاظ على قوّتها. تحقيق التوازن بين الفوسفات والكالسيوم ضروري لتمعدن العظام السليم.

إستهلاك الكثير من الفوسفور في مقابل القليل من الكالسيوم قد يسبّب خسارة العظام. تشكُّل العظام يعتمد أيضاً على المنغانيز، كما أنّ الحديد والزنك يؤدّيان دوراً مهمّاً في إنتاج الكولاجين.

… والقلب

بما أنّ الشعير يتضمّن الألياف، والبوتاسيوم، والفيتامينين B6 وB9، وفي الوقت ذاته يخلو من الكولسترول، يعني إذاً أنه يستطيع دعم صحّة القلب. إنه مصدر ممتاز للألياف التي تساعد على خفض مجموع الكولسترول في الدم، وبالتالي خفض خطر أمراض القلب.

أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يحصلون على 4,069 ملغ من البوتاسيوم في اليوم ينخفض لديهم احتمال الوفاة من مرض نقص تروية القلب مقارنةً بالذين يستهلكون نحو 1000 ملغ فقط.

 

وفي ما يخصّ الـB6 وB9، فهما يقيان من تراكم الهوموسيستين في الجسم الذي يدمّر الأوعية الدموية ويؤدي إلى مشكلات في القلب.

السرطان

السلينيوم عبارة عن معدن غير موجود في غالبية المأكولات، ولكنه حاضر في الشعير. إنه يلعب دوراً في وظيفة إنزيم الكبد، ويساعد على التخلّص من المركّبات المُسبِّبة للسرطان والمتمركزة في الجسم. إضافةً إلى ذلك، فإنّ الحصول على السلينيوم من مصادره الغذائية قد يساعد على الوقاية من الالتهاب وخفض معدلات نموّ الأورام.

أمّا بالنسبة إلى الألياف فقد رُبطت بخفض خطر الإصابة بسرطان القولون. اقترحت مجموعة أبحاث أنّ الـ«Beta-glucan» قد تحفّز الجهاز المناعي، وبالتالي تساعد على محاربة الخلايا السرطانية ومنع تشكّل الأورام.

الالتهاب وحركة الأمعاء

مادة «Choline» الموجودة في الشعير مهمّة جداً بما أنها تؤدي دوراً إيجابياً في النوم، وحركة العضلات، والتعلّم، والذاكرة. كذلك تبيّن أنها تساهم في الحفاظ على هيكل الأغشية الخلوية، وتساعد على نقل النبضات العصبية، وتشارك في امتصاص الدهون، وتخفّض الالتهاب المُزمن.

من جهة أخرى، فإنّ محتوى الشعير العالي بالألياف يمكّنه من تفادي الإمساك وضمان حركة أمعاء سليمة ومنتظمة.

الوزن والشبع

إستهلاك كمية كافية من الألياف يُعتبر عاملاً مهمّاً جداً للتخلّص من الكيلوغرامات الإضافية بما أنّ هذه المواد تقمع الجوع وتضمن الشبع لوقت أطول.

الأشخاص الذين يريدون خسارة الوزن عليهم عدم التركيز فقط على البروتينات التي تؤدي كثرتها إلى إلحاق الضرر بالكِلى. فالجسم بحاجة أيضاً إلى النشويات، والمطلوب معرفة اختيار النوع الصحيح منها.

مياه الشعير

وللحفاظ على جودة الشعير، لفتت خبيرة التغذية إلى أنه «يبقى صالحاً لمدّة 6 أشهر في الثلّاجة عندما يكون نيّئاً. أمّا عند طبخه، فيجب الانتظار حتى يبلغ درجة حرارة الغرفة قبل وضعه في الثلّاجة لمدّة لا تتخطّى الأسبوع».

وأوضحت أنه «يمكن استخدام الشعير بدل الكُسكُس، والمعكرونة، والأرزّ لأنه يحتوي على ألياف ومغذيات أكثر منها. كذلك يمكن إضافته إلى السَلطات، والشوربة، وتناوله كرقائق على الفطور. ولكن هذا ليس كلّ شيء! إذ يُشاع الحديث أخيراً عن منافع مياه الشعير وقدرتها على دعم خسارة الوزن، وإزالة السموم من الجسم، والمساعدة على الهضم ومعالجة الإمساك.

ولكن لا بدّ من لفت الانتباه إلى أنّ المواد الممزوجة بها تؤثر كثيراً. فعند إضافة إليها مكوّنات عديدة، سترتفع سعراتها الحرارية وبالتالي فإنّ تناول حصّتين أو أكثر منها سيؤدي إلى تخطّي 1500 كالوري في اليوم».

و«تبيّن أيضاً أنّ مياه الشعير تسيطر على معدل السكر في الدم، شرط ألّا تكون محلّاة. العديد من الأشخاص يُضيفون إليها السكر الأمر الذي قد يسبّب نتائج عكسية.

كذلك يبدو أنّ شرب مياه الشعير يخفض مستوى الكولسترول لأنها تخفّف الـ«LDL» وتضمن استقرار معدل ضغط الدم. تحضيرها سهل جداً ويستلزم الشعير المطبوخ مع ثمرتين من عصير الحامض وقشرتهما، ونصف كوب من العسل، و6 أكواب من المياه. بعد ذلك تُستخرج المياه وتوضع في زجاجات يتمّ تبريدها في الثلّاجة قبل الاستمتاع بها».

للحذر!

وخِتاماً حذّرت معوّض من أنّ «شرب مياه الشعير بطريقة خاطئة سيؤدي إلى إدرار مكثّف للبول وبالتالي خسارة المعادن، لذلك يجب استهلاكها باعتدال.

من جهة أخرى، فإنّ الشعير يحتوي على مادة الغلوتين، وبالتالي فإنّ الأشخاص الذين يشكون من الحساسية على بروتين القمح عليهم الابتعاد منه تفادياً للأعراض غير المرغوبة. كذلك يجب الامتناع عنه في حال معاناة الغثيان، وتشنّجات المعدة، والتقيّؤ، والإسهال».