Site icon IMLebanon

الحريري يأخذ على عاتقه معالجة مسألة النازحين في بروكسل

كتب أنطوان غطاس صعب في صحيفة “اللواء”:

 

تجري اتصالات بعيداً عن الأضواء بين المرجعيات السياسية بغية عدم انعكاس  الخلافات السياسية والانقسامات بين القوى والتيارات السياسية والحزبية على الحكومة التي تضم غالبية المكونات ومن كافة الأطراف، وخصوصاً أن ملفات خلافية بدأت تترك آثاراً سلبية على العمل الحكومي، ولا سيّما ملف النازحين وتحديداً بعد استبعاد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب عن الوفد اللبناني الرسمي الذي غادر برئاسة الرئيس سعد الحريري الى بروكسل للمشاركة في مؤتمر الدولي للدول المانحة والداعمة للنازحين على كافة المستويات وهذا الإستبعاد أدى الى اتساع رقعة الانقسامات السياسية وما بيان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، إلاً دليلً على مدى التباعد ووصول البلد الى مرحلة شبيهة بتلك التي خيّمت عليه ما بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري.

من هنا علم أنّ رئيس الحريري وقبيل سفره تقصد زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لوضعه في صورة التحضيرات وما سيقدم عليه كرئيس لوفد في بروكسل لا سيما وأن هناك توافقاً وتشاوراً دائمين بين رئيسي الجمهورية والحكومة ما يظهر في معظم المحطات والمناسبات السياسية في سياق التنسيق بينهما، كما تشير الأوساط السياسية المتابعة لما يحصل في هذه المرحلة الى أن رئيس الحكومة كانت له أيضاً مشاورات مع رئيس مجلس النيابي نبيه بري في إطار التنسيق القائم بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وينقل عن المقربين من الحريري بأن استبعاد الغريب ليس انتقاصاً او انتقاماً من أحد كما يصور البعض، ولكن رئيس الحكومة هو رئيس الوفد ومن يمثل الدولة اللبنانية ويعبر عن سياسية الحكومة دون إغفال أن وزير النازحين تخطى الحكومة ورئيسها قبل نيلها الثقة وذهب الى سوريا وهذا من الطبيعي استباق لتحديد آلية وطبيعة العلاقة بين الحكومتين اللبنانية والسورية وما قام به الغريب انما هو عمل سياسي من خلال انتمائه لمحور متحالف مع النظام وكان يجب التضامن الوزاري.

وبالعودة الى تضعضع الحكومة وعدم تجانسها ولا سيما حول ملفات أساسية بدءاً من العلاقة مع سوريا وصولاً الى ملف النازحين وهاتين المسألتين دونهما صعوبات في ظل عدم عودة سوريا الى الجامعة العربية واستباق الخارجية اللبنانية الى حلفاء سوريا في لبنان لموقف الجامعة العربية والمجتمع الدولي ومن ثم ملف النازحين فهذه العوامل تعتبر بمثابة مواد خلافية قد تصل الى حصول مشاكسات وانقسامات داخل الحكومة على غرار ما كان يحصل في حكومات سابقة مما أدى حينها وفي تلك المرحلة الى انعكاس هذه المشاكسات بين المكونات المشاركة في الحكومة الى غياب حل القضايا الاقتصادية والاجتماعية بمعنى فرملة العمل الحكومي وهذا ما يبعث اليوم على القلق إذ ثمة أجواء غير مريحة على الساحة الداخلية ربطاً بالتطورات السورية الى ملف النازحين وعودة التناحر بين فريقي 14 و 8 آذار وكل ذلك بدأ يرخي بظلاله على الحكومة ودورها وهي التي حملت شعار «هيا الى العمل».

وأخيراً هناك ترقب لما سيحمله الوفد اللبناني من مؤتمر بروكسل وارتداداته على الساحة الداخلية وخصوصاً من قبل فريق الثامن من آذار حيث بات هناك وجهتي نظر متباعدتين ومختلفتين ومتناقضتين بين الفريقين اللبنانيين المذكورين وعلى هذا الأساس يأتي القلق لا سيما وأن ملف النازحين يتعدى إطاره الإنساني الى الواقع السياسي المأزوم في البلد.