اختُتمت في طرابلس أعمال تأهيل السوق القديمة بمساهمة من السفارة البريطانية والـ undp، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبلدية طرابلس، بحضور وزير الشؤون الاجتماعية ريشارد قيوموجيان ومشاركة وزيرة الداخلية ريا الحسن وسفيري بريطانيا كريس رامبلنغ وألمانيا جورج برغلين، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ورئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين وحشد من أبناء المدينة.
وشكر قمر الدين “السفارة البريطانية الداعم الأول للمشروع الذي وصل إلى نهايته والهدف منه توفير فرص عمل خلال التنفيذ، وهذا ما حصل فعلا، إضافة إلى أن هذا المشروع ضروري ونحن نرحب به وبالتنمية التي يتوخاها. وقد طلبنا من الـ undpمتابعة الاهتمام إلى جانبنا في طرابلس بهدف التنمية الدائمة”.
ثم ألقى برغلين كلمة قال فيها: “التعاون مع البلديات في لبنان ومواجهة الاستحقاقات الإنمائية الكبيرة هو أمر عظيم. وبالنسبة الينا، اخترنا أن ندعم دائما برامج التعاون مع المجتمع اللبناني، وصرفت ألمانيا قرابة الخمسين مليون دولار في هذا المجال. ونحن من جهتنا نتابع باهتمام استقبال لبنان نحو مليون نازح سوري، وقد خلق ذلك ضغوطا كثيرة على لبنان وأملنا أن يتابع لبنان التزاماته على هذا الصعيد، وهو معروف دوليا بالتزاماته وأعماله الإنسانية، وألمانيا جاهزة لمتابعة المساعدة التي بلغت العام 2018 نسبة 1,5 مليون دولار”.
وأضاف: “المشروع هنا في طرابلس والسوق القديمة مثال على الإنجاز الكبير، نظرا إلى ما يتمتع به من قيمة تراثية وتاريخية وهو المركز الاقتصادي للمدينة، وأنا مسرور بتنفيذ هذا المشروع الذي يموله أصدقاؤنا في المملكة المتحدة، وقد قدمنا إلى جانب الاهتمام البريطاني التزاما ألمانيا قيمة مليوني أورو لقسم آخر من السوق”.
أما رامبلنغ فأشار مستهلا إلى أنه “يزور طرابلس للمرة الثالثة وأنه أكثر من مسرور للعودة اليها لمشاركة وزارة الشؤون الاجتماعية والبلدية والـundp والسلطات والجمعيات المحلية هذا العمل الهام”.
وقدم التعازي بالعسكريين الذين سقطوا جراء الاعتداء الأخير الذي طاول المدينة. وقال: “من خلال زيارتنا نعبر عن التزامنا ليس فقط مع لبنان بل مع طرابلس أيضا التي هي جزء من هذا البلد. وتركيزنا الآن على الحاضر والمستقبل. وأنا أزور السوق ليس للمرة الأولى، وما رأيناه من نهوض ونشاط هو مدعاة إعجاب، ونحن نرحب بهذا التحول ونشجعه ونأمل أن يحمل هذا المشروع الخير للأسواق والتجار ونتعاون مع السلطات المحلية لما فيه الخير والأمن لهذا البلد”.
وأعربت الوزيرة الحسن عن سرورها البالغ لوجودها في طرابلس والمشاركة في اختتام الأعمال في هذا المشروع، وقالت: “صحيح أن المشروع نفذ ويحتفل بانتهاء أعماله برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية، إلا أنني رغبت بإلحاح ورغبة أن آتي للمشاركة معكم انطلاقا من شعوري العميق بالرغبة والحرص بالوقوف إلى جانب أي عمل حيوي أو عمل يعود بالنفع على مدينة طرابلس، ليس لأنني طرابلسية بل لأن طرابلس بحاجة إلى الإنماء والاستثمارات وتقليص الفجوة بين المدينة وبقية المدن الأخرى”.
وتابعت: “أنا سعيدة أيضا لأن المجتمع الدولي شريك فاعل في إتمام هذا العمل الهام ونرى أن تقديماتهم لم تعد محصورة بالسوريين بل نرى الاهتمام المباشر بالمجتمعات المضيفة، لذلك نشد على أيديهم لتمويل المزيد من المشاريع وقد استمعنا إلى رغبة السفير البريطاني بتقديم المزيد من العمل ونشد أيضا على يد وزير الشؤون الاجتماعية لكل ما يقدمه”.
ثم قال قيوموجيان في كلمته: “كنا منذ بعض الوقت نطلق مشروعا وبرنامجا لطرابلس لدعم المزيد من الإنماء لطرابلس والشمال وأطلقنا أعمالا مختلفة ثقافية واجتماعية وبيئية، والآن نحن وسط مدينة طرابلس، وليست زيارتي الأولى لطرابلس ولن تكون الأخيرة، لكن سعادتي لأننا في هذه الأسواق وأنا شخصيا يعنيني الحفاظ على تراثنا وتاريخنا”.
واشار إلى أن “العملية ليست فقط عملية إنماء محلي. إن الإنماء المحلي والتنمية المستدامة جزء أساسي من مشاريع الوزارة وهي تساهم في تخفيف التشنج الاجتماعي بين شرائح المجتمع وتقدم فرص عمل أكثر وتنمي المناطق وتقوي الاقتصاد المحلي وتؤدي إلى المزيد من المزيد من التفاعل وتوفير فرص عمل للشباب، كل ذلك جيد، إلى جانب الحفاظ على بيئتنا وعلى تراثنا، وأنا سعيد لما طرأ هنا من تطور وتحسن ونمو ونتطلع إلى مشاريع مقبلة. وكما رأينا، فإنه إلى جانب بريطانيا هناك ألمانيا المستعدة بدورها لدعم هذه الأسواق العريقة، وللأسف في بيروت فقدناها، ولكن في طرابلس هي لا تزال موجودة ولا تمثل طرابلس فحسب بل تمثل كل تراثنا اللبناني والإنساني الذي يجب أن نحافظ عليه”.
وختم: “مرة أخرى أود أن أشكر الاتحاد الأوروبي والدول المانحة وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا والدانمارك وبلغاريا وكل الدول الأوروبية المساهمة في هذا المشروع، متمنيا لكم التوفيق، على أمل أن نؤمن صيانة دائمة لما بنيناه”.
