Site icon IMLebanon

هوك: إمّا جلوس إيران على طاولة المفاوضات أو مشاهدة انهيار إقتصادها

كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:

وسط التوترات الأمنية التي تهزّ منطقة الخليج، جالَ المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك في الكويت وسلطنة عمان والبحرين، وكذلك في السعودية والإمارات عشيّة استقبالهما وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو. وبينما تهدف واشنطن لحشد الدعم ضدّ إيران، وبناء تحالف لمراقبة حركة الملاحة في الخليج، وتأمين الأمن البحري أكّد هوك في مكالمة هاتفية مع صحافيين من مسقط حضرتها «الجمهورية»، ضرورة أن تقابل إيران الديبلوماسية بالديبلوماسية.

شدّد هوك على أنّ إيران مسؤولة عن الهجوم على السفن التجارية قبالة سواحل الفجيرة، وعن الهجوم على ناقلتي النفط قبالة خليج عمان، لافتاً إلى أنّ هذا التقييم يرتكز الى معلومات استخباراتية بالإضافة إلى التكتيكات والاسلحة التي تم استخدامها، وهي موجودة فقط في ايران.

وأشار إلى أنه شارك المعلومات الاستخباراتية المتعلّقة بالتهديدات الإيرانية خلال لقاءاته بالزعماء الخليجيين، في حين تُطلع واشنطن مجلس الأمن على ما تمّ التوصّل إليه من حقائق في شأن الهجمات الإيرانية.

وأضاف هوك أنه بحث مع الأطراف الخليجية ضمان الملاحة في مضيق هرمز، معتبراً أنّ “تهديد إيران للشحن البحري هو تهديد للعالم برمّته، خصوصاً أنها تهدّد السفن الأوروبية والآسيوية وإمدادات النفط وصادراته التي تمرّ بمضيق هرمز إلى الأسواق الآسيوية”. وقال: “هذا التحدّي هو تحدّ عالمي، ويتطلّب استجابة عالمية”، مؤكداً وجود “اهتمام كبير في التوصّل إلى مبادرة دولية جديدة من شأنها أن تعزز الأمن البحري”.

الديبلوماسية
إلى ذلك ركّز هوك على “أهمية التوصل إلى اتفاق شامل مع ايران عندما يكون الوقت مناسباً”. وأضاف: “إيران رفضت مراراً وتكراراً الديبلوماسية، وردّت عليها من خلال العنف. وقد حان الوقت لتقابل الديبلوماسية بالديبلوماسية”. وتابع: “أي دولة تريد أن تعزّز الأمن الإقليمي يجب أن توضح لإيران أنّ تهديداتها وعنفها غير مقبولَين، وعلى البلدان أن تلجأ إلى الديبلوماسية لتشجيع إيران على استخدامها أيضاً”.

وأكد المسؤول الأميركي أنّ “الديبلوماسية هي الطريقة الوحيدة للتعاطي مع إيران”. وقال: “عندما تثبت ايران أنها مستعدة للحوار نحن مستعدون لذلك. وفي غضون ذلك سنواصل الضغط الاقتصادي عليها”.

وذكّر بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمكّن من الجلوس مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وهو أيضاً مستعد للحوار مع إيران. وتساءل: “لماذا تواصل ايران رفض الديبلوماسية وتستمر بالهجمات العنيفة مقابل المبادرات الديبلوماسية؟”.

العقوبات
وبالنسبة للهدف من العقوبات لفتَ هوك إلى أنّ صحيفتي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” نشرتا مقالات كثيرة، أكدت أنّ “وكلاء إيران يعانون الأمرّين لأنها لا تملك التمويل الكافي نتيجة العقوبات”. ورأى أنّ “هناك ظروفاً معينة في ايران تجعلها لا تملك المال الكافي للانفاق على “حزب الله” وحماس والميليشيات الأخرى الموجودة في العراق، وسوريا واليمن وغيرها”. وذكّر بأنّ هذا لا يعني أنّ واشنطن قضَت على قدرات طهران على شَنّ هجمات، لكنها تعرف أنّ “وكلاء ايران في المنطقة يعانون الأمرّين، وكذلك النظام”.

وأوضح أنّ شهر آذار الماضي شهد “وضع الموازنة الإيرانية لعام 2019 وتراجع فيها الانفاق بنسبة 29 في المئة فيما يتعلق بالدفاع”، مشيراً إلى أنّ ذلك “يعني أنّ عقوباتنا تؤدي إلى تراجع تمويل الميليشيات الايرانية والانفاق العسكري”. وأضاف: “كنّا نتحدث عن 14 مليار دولار في السابق. وهذا يعني أننا أضعفنا الانفاق العسكري الايراني وأيضاً القدرة على دعم الوكلاء. وكذلك إنّ ايران معزولة أكثر ديبلوماسياً”.

ورأى أنه “في نهاية المطاف سوف تجلس ايران على طاولة المفاوضات”. وقال: “إمّا أن تجلس على هذه الطاولة أو تشاهد الاقتصاد الايراني ينهار تدريجاً”.

ورأى أنّ “على النظام الايراني ان يتخذ هذا الخيار. وهو حالياً اتخذ قرارَ أن يكون خارجاً عن القانون ويقوم بسياسة ثورية توسّعية في هذا الشرق الاوسط”. وأكد هوك أن “ليس هناك قناة مفتوحة حالياً بين الحكومتين الأميركية والايرانية”.

الإتفاق النووي
وبينما يتوجّه هوك إلى باريس للقاء مسؤولين فرنسيين وبريطانيين وألمان من أجل بحث الملف الإيراني، أعلن أنّ “ايران تستخدم الابتزاز النووي مع الأفرقاء الذين ما زالوا جزءاً من الاتفاق” النووي، قائلاً: “كانت هناك تهديدات من قبل الايرانيين”.

وحول خروج الولايات المتحدة من هذا الاتفاق، أفاد بأنّ بلاده تعتقد أنها “خارج الاتفاق ستكون في وضع أفضل، وفي موقف أفضل، مساعدةً في إبعاد ايران عن القنبلة النووية”.

وذكّر بأنّ “هذا الاتفاق لم يحلّ التحدّي النووي الذي تشكّله ايران”.

إتفاق جديد مع إيران
في السياق عينه، أوضح المبعوث الأميركي الخاص لإيران أنّ الاتفاق النووي الذي وقّعته الدول الكبرى مع طهران عام 2015 اقتصر على برنامجها النووي ولا يشمل الهجمات الايرانية في المنطقة وغير ذلك.

واعتبر أنّ ايران بموجبه “تمتّعت برفع العقوبات عن وكلائها واستفادت من ذلك في الانفاق العسكري”. وبالتالي رأى أنّ “هذا الاتفاق جاء على حساب الاستقرار الاقليمي والهجمات في المنطقة وانتهاكات حقوق الانسان”.

وشرح أنّ الولايات المتحدة تبحث “عن اتفاق شامل بالفعل يعالج سلسلة التهديدات على الامن والسلم الدوليين، التي تشكلها ايران من خلال هجماتها وسلوكها”.

وذكّر بكلام بومبيو منذ عام بأنّ “الولايات المتحدة الاميركية مستعدة لرفع كل العقوبات لإعادة العلاقات الدبلوماسية التي تمّ قطعها مع ايران منذ 40 عاماً والترحيب بالايرانيين في الأسرة الدولية”. وأضاف: “لكن دعونا نتوصّل الى الاتفاق أولاً”.

وكلاء إيران
كذلك شدّد هوك على أنّ “ايران تستخدم وكلائها للقيام بعمليات عسكرية وإنكارها، وقد حاولت على مدى 10 سنوات أن تخبّئ ما تقوم به”. وأكد أنّ “إيران تريد أن تحافظ على التوتر في هذه المنطقة”، ناشرةً “وكلائها في سوريا ولبنان والعراق واليمن والبحرين…”.

ولفت إلى أنّ “70 في المئة من موازنة “حزب الله” تأتي من ايران”. كما أنّ “ايران أرسلت جنوداً إلى سوريا ومليارات الدولارات لدعم الحرب هناك”.

وشدّد على أنّ “الولايات المتحدة تحاول يومياً أن تنشر التوعية في هذا الموضوع”، وأضاف: “عندما يكون هناك هجوم لـ”حزب الله” أو الحوثي يجب أن نقول انّ هناك هجوماً لأذرع ايران من خلال وكلائها، وبالتالي ايران مسؤولة عن هذه العمليات”. وأكد أنّ في البيت الأبيض لا تفريق “بين الحكومة الايرانية ووكلاء ايران الذين تدعمهم بالمساعدة والتمويل والتدريب”.