Site icon IMLebanon

20 نائباً في اليوم الثاني لمناقشة الموازنة وسجال “عوني” – “قواتي”

كتب أكرم حمدان في صحيفة “نداء الوطن”:

بينما تابع مجلس النواب مناقشات الموازنة في يومها الثاني مسجلاً 20 مداخلة نيابية ليصبح عدد المتحدثين خلال يومين 37 نائباً، إرتفعت وتيرة المعترضين على الموازنة وشهدت مجريات يوم أمس سجالاً “عونياً” – “قواتياً” سرعان ما تدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري لوقفه، سيما أنه كان يتابع مع الرئيس سعد الحريري والوزيرين وائل أبو فاعور وسليم جريصاتي، مسار الإتصالات من أجل حل عقدة عودة الحكومة إلى الإجتماع حيث حضر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى ساحة النجمة لهذه الغاية وعقد اجتماعاً مع الحريري وجريصاتي مكتفياً بالقول لدى مغادرته “لا شيء سلبياً”، على الرغم من أن ما جرى بعد الإجتماع داخل قاعة مجلس النواب لا يوحي بأن الأمور سالكة نحو الحلحلة، كما كان أوحى الحريري في دردشة مع الصحافيين خلال النهار، مؤكداً أن قضية قبرشمون تتجه إلى الحلحلة إيجاباً وستكون هناك جلسة للحكومة الأسبوع المقبل.

لكن سجالاً وقع بين الوزيرين الياس بوصعب ووائل أبو فاعور بعد زيارة اللواء إبراهيم، وكذلك رفع بري للجلسة قبيل التاسعة مساء، أوحيا بأن خطباً ما أصاب الإتصالات، وعليه فإن الجلسة مرجحة للتمديد إلى يوم الجمعة في حال بقي عدد طالبي الكلام من النواب على حاله إذ بقي على اللائحة 19 طالباً للكلام.

الجولة الصباحية

وكانت الجولة الصباحية التي تحدث فيها 12 نائباً، بدأت بكلمة للنائبة بولا يعقوبيان التي دعت مَن في الحكومة وضد الموازنة إلى الإستقالة وإلا فهم مضلِّلون للرأي العام، وأعلنت أنها ستصوت ضد الموازنة. بدوره، النائب فريد البستاني قال إن “التصويت مع الموازنة ليس بالضرورة الموافقة على كل مضمونها إنما لأنها موازنة الضرورة”.

وكان ملفتاً توزع الملفات بين نواب تكتل “الجمهورية القوية”، الذين تحدث منهم أربعة نواب في الفترة الصباحية، اذ بدأ الكلام النائب جورج عقيص الذي استغرب عيب البعض على نواب “القوات” كيف سيصوتون ضد الموازنة وهم شركاء في الحكومة، وذكّر بهجاء البعض في انتقاد الموازنة ومن ثم التصويت معها. ولاقاه زميله وهبي قاطيشا بوصف الموازنة بأنها “دفتر دكنجي” وخالية من الرؤية الإقتصادية، فيما اعتبر النائب زياد حواط أن “الحكومة شبه مستقيلة”. أما عضو التكتل النائب انطوان حبشي فرأى أن “الجميع متفق على توصيف قطاعات الهدر وتحديد أماكنها، وبالتالي فما المانع من البحث الجدي في اتخاذ خطوات جريئة وإصلاحات حقيقية؟”.

وسجلت الفترة الصباحية صرخة نسائية من أجل حقوق المرأة عبر النائبة عناية عزالدين التي دعت إلى تشكيل هيئة خاصة لحماية الأسرة.

وبينما تساءل النائب مصطفى حسين عن الأسباب التي تمنع الحكومة من وضع خطة خمسية أو عشرية لمعالجة الأزمة الإقتصادية في البلد، إسترسل النائب شامل روكز في توصيف واقع البلد، منتقداً الموازنة ومطالباً بإسقاط كل المواد التي تطاول حقوق العسكريين والموظفين والمتقاعدين.

ودعا النائب إبراهيم الموسوي الجميع إلى التوحد حول كيفية معالجة الوضع المالي، ولاقاه زميله في الكتلة النائب إيهاب حمادة بمعلّقة شعرية هجائية، عطفاً على العقوبات الأميركية بحق زميليه النائبين محمد رعد وأمين شري ومسؤول وحدة الإرتباط في “حزب الله” وفيق صفا. وسبقهما النائب أسامة سعد الذي طالب برحيل الحكومة والموازنة معها إلى حيث يريدون.

الجولة المسائية

وتميزت الجولة المسائية التي تحدث فيها ثمانية نواب بأنها كانت “عونية”-“كتائبية” حيث بدأت مع النائب سامي الجميل الذي وصف الموازنة بأنها “موازنة الأشباح”، مستغرباً إنتقاد الجميع للموازنة ما عدا الرئيس الحريري ووزير المال، مستعرضاً ما أسماه العجائب السبع في الموازنة، معلناً التصويت ضد الموازنة، وطالب بإسقاط التسوية السياسية الرئاسية لأنها أثبتت فشلها وباستقالة الحكومة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وتبع الجميل النائب ألان عون الذي استغرب جدلية الحديث عن المواقف والمناقشات النيابية وكأن هناك من يريد برأيه إلغاء دور النواب. وعندما ذكر النائب جورج عقيص، دار سجال بينه وبين نواب “القوات” فتدخل بري وحسم الجدل لجهة حق النائب في تغيير رأيه بالتصويت ما بين مناقشات اللجان والهيئة العامة. وجاء هذا الموقف كرد على استشهاد عون بتصريحين مختلفين للنائب عقيص.

وبعدما استعرض النائبان ماريو عون وحكمت ديب مطالب مناطقية وموضوع التعذيب في السجون والتدخل في عمل القضاء، حصل سجال بين الوزيرين بوصعب وأبو فاعور على خلفية توضيح الأول لدور الجيش بضبط الحدود مستخدماً عبارة “يا ريت نوقف المسلحين الذين يقطعون الطرق ونريحه” فما كان من أبو فاعور إلا الرد بالقول: “يا ريت نوقف زج الجيش بالمواكب والجولات والخطابات الإستفزازية ويشتغل البعض شغلو بوزارة الدفاع ويوقف الكذب على الناس”، فتدخل الرئيس بري وأوقف السجال.

بعدها تحدث النائب الياس حنكش الذي كرر إنتقاد الموازنة واعلن النائب شوقي الدكاش الإمتناع عن التصويت. أما النائب بكر الحجيري فوصف الموازنة بـ”غير الشعبية”، بينما استغرب النائب علي درويش تهميش الطائفة العلوية، معلناً التصويت مع الموازنة. ورفع بري الجلسة إلى الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم.