Site icon IMLebanon

نادين ضاهر: هكذا تُظهر المرأة مهنيّتها بحسب الإتيكيت

كتبت فانيسا الهبر في صحيفة “الجمهورية”:

قفي مستقيمة، مرفوعة الرأس، تصرّفي بلياقة وأظهري ثقتكِ بنفسكِ. هذه ليست أوامر أكثر مما هي قواعد الإتيكيت أو آداب السلوك التي أصبحت ضرورية معرفتها، لتجنّب أيّ مواقف مُحرِجة. قد يكون بعضها مبالغاً به لكن لا يمكن إنكار أنّ الإتيكيت في العمل أصبحت أمراً ملحّاً للمحافظة على مهنية عالية داخل الشركة.

تكشف لنا خبيرة الإتيكيت نادين ضاهر عن بعض القواعد والحقائق في الإتيكيت المهني بالشق المتعلّق بالمرأة.

الإتيكيت المهني هو أسلوب حياة في مكان العمل، حيث يتعيّن على الموظفين معرفة حقوقهم وواجباتهم، يكون استُحدث بعد حصول تقارب بين الأشخاص الذين يعملون في شركة واحدة، أي داخل مكاتب مشتركة والعلاقات التي تنشأ بينهم. وبالتالي، وبالتالي تكون قد دعت الحاجة لوضع قوانين مُلزمة حول كيفية التصرف بشكل لائق لتحسين أداء الشركة. عندما تُدرّب الشركة موظفيها على الإتيكيت المهني تشهد تحسّناً في أدائها بنسبة 20 في المئة.

أمّا الإتيكيت الإجتماعي فهو القواعد التي تحكم المجتمع والإنسان من كل النواحي، أي أنه سلوك لطيف لائق ومطلوب لكنه لا يُفرض، عكس الإتيكيت المهني.

في الإتيكيت الإجتماعي، تتمتع السيدة بالأفضلية. مثلاً يحرص الرجل، كونه مصدراً للقوة، على تسهيل حياة المرأة. لكن في الإتيكيت المهني، تسقط الجندرية فلا فرق بين رجل وامرأة. ويبقى الفرق في المناصب فقط. وهذا مهم خصوصاً أنّ المرأة اليوم أصبحت قادرة على إثبات نفسها في مجال العمل ونأمل في أن تتولى المزيد من المراكز القيادية.

الأنوثة هي صفة على المرأة أن تتحلّى بها، لكن ليس في المجال المهني. لكن بالمقابل، لا داعي للمرأة أن تتشبّه بالرجل لإظهار ثقتها بنفسها، بل التحلّي بشخصيتها الفريدة كامرأة مع إظهار مهنيّتها العالية لتعطي صورة أجمل لأنوثتها.

1 – الإنصات الجيّد هو أساس نجاح أيّ شخص مهني. سأتخطى كلمتيْ إمرأة ورجل لأن لا فرق بينهما في الإتيكيت المهني. يجب الإصغاء أكثر من التكلّم. وعند التكلّم، لا تجوز مقاطعة الآخرين.

2 – طرح الأسئلة المناسبة للاستيضاح. طرح الأسئلة دليل على الذكاء. لكن من المهم معرفة متى وماذا نسأل، وكيف نطرح السؤال.

3 – مقاربة الأمور بهدوء والتصرف بلباقة. كلّما كنا هادئين، ثابتين وساكنين في التصرّف كلّما أظهرنا الثقة بالنفس. قد يعرف الجميع المعلومة نفسها، لكن طريقة وأسلوب إيصالها تجعلنا مميَّزين ومختلفين، فتتبلور الشخصيات.

في الإتيكيت الإجتماعي، قد يُسمح للمرأة ألّا تنهض لمصافحة الرجل. لكن في الإتيكيت المهني، فعليها أن تنهض وأن تبادر إلى السلام على زميل أو عميل أو مدير. لذلك، عند دخول أيِّ عميل، يجب على الشخص، رجلاً كان أو امرأة، النهوض والخروج من مكتبه لإلقاء التحية عليه، والسلام باليد خطوة ضرورية.

وعلى التصرّف أن يكون لائقاً خالياً من أيّ تمييز بين رجل وامرأة وحتى لذوي الإحتياجات الخاصة، لأنهم أشخاص مثلنا لكن لديهم احتياجات خاصة فقط. من الضروري إعطاء الأولوية لهؤلاء الأشخاص لأنّ الأفضلية تعود إليهم، بحسب الإتيكيت.

كلّما تقدّم موظف في منصبه (حصل على ترقية) كلّما طُلب منه أن يكون متواضعاً أكثرَ ولائقاً وحليماً أكثر. عند تولّي منصب قيادي، ينبغي معرفة كيفية إدارة الموظفين وتوجيههم وتزويدهم بالنصائح المناسبة. لذلك، يتطلّب من الموظّف الأعلى رتبةً أن يتحلّى بالإتيكيت لا بل أن يكون متمرّساً بها أكثر من الموظّف العادي، ولا سيما المبتدئ.

فكلّما أصبح المرء متمرّساً في الحياة المهنية كلّما احتاج أن يوحي بهذه المهنية ويدرك كيفية التعبير عنها والتفسير للآخرين أسس الآداب والسلوك الصحيح في العمل. على القياديين أن يكونوا مثالاً يحتذي به الموظّف العادي. إذ عندما يكون القائد على قدر عالٍ من اللياقة، يمشي الجميع على خُطاه.

لا تحلّ المرأة مكان الرجل بل تتبوّأ منصباً معيّناً. في إطار العمل، أصبحت المرأة قادرة على إثبات قدراتها ولو بخطى بسيطة، كما شهدنا أخيراً في مجلس الوزراء.

بحسب الإتيكيت لا وجود للجندرية، فعلى السيدة أن تتصرّف بشكل مهني وليس كسيدة. مثلاً، يجب أن تكون لائقة ومُحتشمة، فالإحتشام سيّد الموقف. إن ظهرت بملابس «فاضحة» مثلاً فهي تضع أنوثتها قبل مهنيتها. ننصح ونشجّع السيدة دائماً على أن تكون أكثر احتشاماً لأنه لا يُقلل من أنوثتها، لا بل يزيد من رقيِّها. وبالتالي، تثبت أنها تولّت منصب القيادة ليس لكونها امرأة بل لقيمتها المهنية العالية.

تقول الإتيكيت إنه عليك الدفاع عن وجهة نظرك بلياقة وباحترام. أمّا إذا قلّل الآخر من احترامك وتوجّه اليك بالشتائم، فلا يجوز أن تقوم بالمثل. فالاختلاف لا يجب أن يولّد خلافاً. وبالتالي، يتعيّن عليك توضيح وجهة نظرك من دون التخلّي عن احترامك لنفسك ولمهنيّتك. وفي هذه الحال، تظهر الشخصيات على حقيقتها، إذ إنّ الشخصية المتماسكة والجميلة تظهر عند وقوع خلاف أو صعوبة ما.