Site icon IMLebanon

شائعات تستهدف المطران درويش في زحلة

كتب أسامة القادري في صحيفة “نداء الوطن”:

في وقت تستمر فيه الشائعات التي تطاول راعي مطرانية الملكيين الكاثوليك في زحلة المطران عصام يوحنا درويش ومستشفى تل شيحا العائد للمطرانية، تُجرى في الأخير أكبر ورشة أعمال وترميم وإعادة تأهيل بطريقة عصرية لم يشهدها من قبل، وبحسب المعلومات فإن هذه الورشة رصد لها نحو مليوني دولار جميعها إستطاع المطران أن يؤمنها كتبرعات.

إنشغال عروس البقاع بـ “الشائعات”، لم يشغل المطرانية عن اقامة مكتبة إلكترونية، أو عن اعتماد رسومات ولوحات جدارية تؤرخ المراحل التي مرت بها المدينة، على أيدي رسامين روس عمالقة. فالشائعات ما تركت “زقاقاً” أو حياً من أحياء المدينة، الا وصبغته بآثار سيئة، بدءاً من اتهام المطران بالتغطية على إداريين متهمين بالسرقة والهدر لأموال يُفترض أنها تعود للفقراء، وبحسب أحد فاعليات المدينة، فإن الناس لا تقبل أي تبرير للمطران في تغطية الهدر والسرقة، إذ قال: “لا دخان من دون نار، درويش إبتعد عن الناس والفقراء وساهم في تحويل الكنيسة فقط لخدمة الأغنياء والنافذين، أما الفقراء فلهم رب يرعاهم”. وتابع: “كل اللوم والمسؤولية على درويش أنه يرفض الكشف عن أسماء المتسببين في الهدر”.

وعند ملاحقة الشائعة ومعرفة مدى صحة ودقة الأرقام والهدر والسرقة، غابت الإثباتات وغابت الشواهد فيما الشائعات بقيت مجردة من ثوب اليقين.

على أثر المقال الذي نشرته “نداء الوطن” عن الحملة ضد المطران، دعا درويش عدداً من إعلاميي البقاع إلى لقاء دردشة، وأكد أنه يتعرض إلى العديد من المضايقات والتدخلات من بعض السياسيين والقيادات السياسية الزحلية، لأنه يرفض الرضوخ وتسليم القرار الديني لأي مرجع سياسي.

ورداً على حملة الشائعات التي طاولت المطران شخصياً واستقالته وحول مستشفى تل شيحا، لفت إلى أن “المستشفى هو مؤسسة عريقة وكبيرة وتاريخها قديم، لهذا السبب تتناولها الألسن بالشائعات، وهي مثل كل المؤسسات الإستشفائية في لبنان تمر بأزمة مالية لأن الدولة لا تسدد مستحقاتها للمستشفيات، اما بالنسبة إلى وضعه الحالي فقدرته الإستيعابية في حدها الأقصى، وأقسامه تتجدد باستمرار بواسطة المساعدات، ناهيك عن الطاقمين الطبي والتمريضي فهما ممتازان، وما تعرض له من نكسات اقتصادية هو نتيجة حالة اتّبعت سابقاً بسبب سوء الإدارة واعتباره مستشفى مجانياً”، ما أثر على وضعه الاقتصادي، وقال: “قمنا بعملية تجديد واعادة الثقة بهذه المؤسسة العريقة”.

لم يخف درويش أن كل القوى أرادت أن تتنازع المطرانية كمرجعية دينية لمصادرتها ومصادرة قرارها لمصلحة المرجعية السياسية، “ولأنني أرفض أن أكون لجهة من دون الأخرى لا يعجبهم”، وقال: “خلال السنوات الثماني الماضية حاولت أن أعيد الى الواجهة علاقاتي الدولية وذلك لمصلحة زحلة، وعملت جاهداً لأن أضع زحلة على الخريطة السياسية والإجتماعية العالمية”، ورداً على ما تم تداوله في مدينة زحلة أخيراً أن المطران بصدد تقديم استقالته، قال: “في قانون المطرانية والبطريركية، أنه عندما يبلغ المطران الـ 75 عاماً يقدم استقالته عن ادارة ابرشيته، وحينها إما أن يقبل البابا الاستقالة وإما أن يجدد له عمله لسنة واحدة، وأنا سأقدم إستقالتي”.

وأشارت مصادر في الأبرشية إلى أن المطران يحق له بعد أن يقدم إستقالته أن يتقدم برؤية خلال استشارته من قبل البابا لأن يقول أنه قادر على متابعة شؤون الرعية فيتم التمديد له سنة. وتابعت أن المطران درويش سيتطرق الى توضيح العديد من الأمور والشائعات خلال الإحتفالات بعيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد الى السماء، وعيد الأبرشية، وخلال الإحتفال العام المقبل بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير.

كما كشف أن المطرانية في 27 آب 2019، ستستضيف في مؤتمر “التعايش من أجل حياة افضل”، زواراً وهيئات السلم الأهلي من كل لبنان لكي “نرسخ في عقولنا السلم الأهلي، وسنبذل جهداً مضاعفاً لإنجاح هذا المؤتمر”، كما رددت إحدى القيادات السياسية الزحلية في صالونات مخملية، أن زحلة للمرة الأولى في تاريخها تنقسم بين مرجعيتين سياسية ودينية، ففي السابق كانت المطرانية مقيدة في القرار السياسي الذي يمثله الزعيم وتلتحق به حيث يذهب في ولاءاته، أما اليوم “يريد المطران أن يأخذنا حيث هو يريد وهذا مستحيل أن يستمر”.