Site icon IMLebanon

“الحزب” عن عمالة الفاخوري: مسيّرات من نوع آخر

كان لافتا غياب “حزب الله” عن قضية العميل عامر الفاخوري لجهة عدم إصداره بيانا رسميا يُحدد فيه موقفه من مسألة العمالة التي لا يختلف اثنان على انها من “الخطوط الحمر” التي يجتمع حولها اللبنانيون جميعا، مهما اختلفوا سياسيا ومذهبيا.

ولم يصدر موقف رسمي من الحزب الى الآن، باستثناء ما قاله رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين في حفل تكريمي منذ ايام إن “الإجرام وارتكاب المجازر وتعذيب الأسرى من المقاومين والرجال والنساء لا يمكن ان يمحى بتقادم السنين كما يتم الحديث على المستوى القانوني اليوم، او يتم محو كل هذا الإجرام بأساليب مغطاة بنفوذ من هنا او بمواد قانونية من هناك، وبالتالي، إذا فتح الباب لهذا السلوك، فإنه سيؤدي إلى مخاطر كبيرة لا يمكن للبلد ان يتحملها”، مطالبا بـ”محاكمة هؤلاء المجرمين وإنزال اشدّ العقوبات بهم، خصوصا ممن ما زالوا مرتبطين بالعدو الإسرائيلي”.

ومع ان “الصمت الرسمي” الثقيل لـ”حزب الله” قد يخرقه الامين العام السيد حسن نصرالله في اطلالاته المتوقّعة الجمعة المقبل فيضع النقاط على حروف هذه المسألة التي لا تزال تتصدّر الساحة السياسية، غير ان قضية الفاخوري كعميل اسرائيلي من الطراز الرفيع لا تُقرأ في ميزان الحزب فقط من ناحية العمالة وإنما أيضا لكَونه اميركيا، وهو ما يُعد بالنسبة لمصادر الحزب، لاسيما لجهة التوقيت، “غطاء وضمانةً” لعودته في وقت يزداد تضييق الخناق الاميركي حول عنق “حزب الله” مع اتّساع رقعة العقوبات لتشمل حلفاء (افراد وكيانات) على صلة بتمويل نشاطات الحزب داخل لبنان وخارجه.

ولم تشأ مصادر “حزب الله”، ردا على سؤال لـ”المركزية”، إضافة المزيد الى موقف الشيخ صفي الدين “لأنه كفّى ووفّى” على حدّ تعبيرها، الا انها اكتفت بالقول إن “العميل الفاخوري وغيره من العملاء مسيّرات من نوع آخر”.

وأضافت: “لو لم يتلقَّ وعودا من اعلى المستويات الخارجية (الادارة الاميركية) جعلته مطمئنا، لما تجرّأ على العودة الى لبنان وفي “رقبته” ملف عمالة دسم”، مشيرةً إلى أن “هناك اسئلة كبيرة حول القضية ينتظر اللبنانيون الاجابة عنها منها مثلا “هل يُعقل لعميد في الجيش اللبناني ان يرافقه فقط لان هناك صلة قربى مع زوجته؟””. وأكدت “أننا سنتصدّى لأي محاولة لترتيب ملفات عملاء آخرين تحت اي مُسمّى”.

من جهة ثانية، رفضت مصادر “حزب الله” التعليق على القرار الاتّهامي الصادر عن المحكمة الدولية الاثنين في شأن قضايا (المر-حماده- حاوي) الذي اتّهم فيه سليم عيّاش الذي يُقال إنه قيادي في “حزب الله”، مكتفيةً بالقول “الموضوع لا يعنينا”.

الى ذلك، وتعليقا على ملف العقوبات الاميركية على “حزب الله” المتوقّع ان تزداد وتيرتها لتطال كما يُرَوّج حلفاء الحزب من افراد وكيانات، شددت مصادر الحزب على “ضرورة ان تتحمّل الدولة مسؤولياتها في موضوع العقوبات، لأنها المُستهدفة الاولى، وإلا سيكون لنا موقف آخر كما قال الامين العام السيد حسن نصرالله في اطلالاته الاخيرة. اذ يبدو ان الاميركيين كما نقل عنهم الرئيس سعد الحريري اثناء زيارته واشنطن منذ مدة انهم مستمرون بسلوك نهج العقوبات الى اقصى حد”.