Site icon IMLebanon

طرابلس تكمل إنتفاضتها على البؤس والحرمان

كتب أنطوان عامرية في “الجمهورية”:

 

لليوم التاسع تثبت مدينة طرابلس أنّها رائدة الثورة على مختلف الصعد، وأنّها مدينة الوطنية الحقّة التي يتوق أهلها الى حياة كريمة تبعد عنهم مخالب البؤس والحرمان والفقر.
يؤكّد المحتجون أنّهم ثوار حقيقيون يتطلعون الى بناء دولة قادرة بعيداً عن كل الاصطفافات الحزبية، وكما في كلّ يوم يتوافد الشبان والشابات الى ساحة النور لمساعدة عمال التنظيفات في البلدية على رفع النفايات من الساحة وكنسها تمهيداً لاستقبال الجماهير المشاركة في اليوم التاسع من الحراك، حيث بكّروا في الوصول غير مهتمين ببعض الشائعات التي روّجت عن افتعال مشاكل اثناء خطاب السيد حسن نصرالله، وبعد ورود معلومات كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن سحب مكبرات الصوت تمهيداً لوقف التحرك. رفعت اللافتات على طول واجهة بناية غندور المطلة على الساحة كتب عليها «من أهل طرابلس ثورتنا الى كلّ لبنان»،»تحية للجيش اللبناني حامي الثورة والوطن»،»نطالب بدولة مدنية ذات عدالة اجتماعية «، «كلّ أحزاب السلطة بالتكافل والتضامن والتحاصص مسؤولة عن وصول البلد الى كلّ هذا الخراب «،»المطلوب حكومة اختصاص مشهود لوزرائها بالكفاءة والنزاهة لإنقاذ البلد»،»اسقاط كل سلطة الفساد واجراء انتخابات مبكرة»،»ما بدنا محسوبية والطائفية تكون معيار، بدنا الكفاءة تكون لها وحدا القرار».

وقد شارك أمس في الاعتصام حشد كبير من الاساتذة والمعلمين والمعلمات والطلاب الذين لبوا دعوة نقابة المعلمين في الشمال.

اعتبرت نقيبة موظفي المصارف مهى المقدّم أنّ موضوع إقفال المصارف قرار صائب، لأنه يحدّ من ازدياد تدهور الوضع الاقتصادي والمالي وارتفاع الدولار»، وأشارت الى أنّ المصارف «توافقت مع وزارة المال على تعزيز الأموال يومياً في الصرّافات الآلية وتأمين رواتب الموظفين، لذا ما من خوف على الرواتب، كما يروّج البعض».

ووجّه الناشط المهندس فادي عبيد تحية الى الصحافيين الذين يواكبون الحراك، معتبراً أنهم عيون هذه الثورة، وقال: ما نراه اليوم هو انتاج عمل متواصل منذ سنوات، لقد ناضلنا كثيراً وكنا ندعو الى تجمعات كانت تزداد كلّ مرة، وهو نتاج عمل دؤوب من شرائح المجتمع والجمعيات، لم أتفاجأ بما أراه اليوم، بل كنت اتوقعه منذ فترة طويلة»، واستغرب «كيف تفاجأ البعض بما يحصل في طرابلس، وكنا دائما نقول هذه هي طرابلس ليست كما كانوا يصورونها، الشعب الطرابلسي هو شعب وطني محب للجيش ولكلّ اللبنانيين، كان ولا يزال يتضامن مع أبناء الجنوب وبيروت والجبل» .

وقالت الدكتورة هند الصوفي» طرابلس لم تعد مدينة محرومة والجميع صار يعمل لها حساباً، ولن يتراجع أهلها إلا بعد إسقاط الحكومة».

ودعا أحد العسكرين المتقاعدين الى العصيان المدني، فيما قال الفنان عمران ياسين: «سنستمرّ ما دام السياسيون غير مهتمين ويغضّون الطرف عن مليوني شخص نزلوا الى الساحات والشوارع مطالبين بإسقاط النظام ومؤكدين «كلّن يعني كلّن»، واذا لم يشاهدوا هذا الحراك فليشاهدوا الناس تثور ضدّهم»، ولفت الى أنّ خطاب رئيس الجمهورية «لا معنى له ولا يمكن القبول به، لذا سنستمرّ في حراكنا متّكلين على أنفسنا فقط».

تجدر الإشارة الى انّ منظّمي الحراك نصبوا خيمة كتب عليها «انتخب مطلبك» وُضع داخلها صندوق الشعب، حيث وضع فيها الشباب والشابات مطالبهم.