Site icon IMLebanon

كلفة حشر لبنان في المحور الإيراني!

كتب طوني أبي نجم في “نداء الوطن”:

بين تأكيد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تكراراً على انضمام لبنان إلى محور الممانعة بقيادة إيران، وبين إعلان المرشد الأعلى السيد علي خامنئي أن التظاهرات في لبنان والعراق شغب ويجب “معالجته”، واعتبار نائب قائد الوحدات الخاصة في الشرطة الإيرانية العميد حبيب الله جان نثاري أن “الاضطرابات الحالية في العراق ولبنان تهدف إلى إضعاف جبهة المقاومة في المنطقة”، يتّضح بما لا يقبل الشك الإصرار الإيراني على ربط الساحتين اللبنانية والعراقية لتسخيرهما في المواجهة التي تخوضها إيران مع واشنطن.

ولن تنفع بطبيعة الحال أي تطمينات من رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين مفادها أن الحزب لا يربط بين ما يجري في لبنان وما يجري في العراق، لأن كلام “قائده” السيد خامنئي سبقه.

هكذا يسخّر “الحزب” لبنان وحكومته العتيدة ووضعيه المالي والاقتصادي كرهائن في المواجهة المفتوحة في المنطقة. ولذلك، وبحسب كل المعلومات المتقاطعة، فإن “حزب الله” يرفض حتى الساعة تشكيل حكومة كاملة من التكنوقراط برئاسة من يسمّيه الرئيس سعد الحريري، وذلك رغم أن رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل بادر في لقائه مع الحريري إلى طرح هذا الاقتراح بهدف خلق الصدمة الإيجابية المطلوبة للشارع وللأسواق المالية.

لكن باسيل يبدو عاجزاً حتى اللحظة عن إقناع “الحزب” بطرحه حكومة تكنوقراط، والذي يتضمّن أن تسمّي القوى السياسية، ومن ضمنها “حزب الله”، الوزراء التكنوقراطيين في الحكومة الجديدة، وبالتالي تبقى التوازنات الحكومية على حالها، مع إصرار باسيل على استثناء “القوات” من المشاركة في التسمية!

فبالنسبة إلى “حزب الله” لا صوت يعلو على صوت المواجهة الإيرانية – الأميركية، والتي في سبيلها كان أعلن “الحزب” استعداده لإشعال المنطقة كلها وليس الاقتصاد اللبناني فحسب، خصوصاً أن المواجهة من لبنان والعراق بات يخوضها المرشد الأعلى مباشرة من طهران. هكذا يبدو أن إقناع “الحزب” يحتاج إلى أكثر من مجهود داخلي، وربما يحتاج تحديداً إلى اتصالات مباشرة مع طهران، وهو ما لا يبدو أنه متاح في الوقت الحالي نظراً إلى أن لا أحد يملك ما يقدمه لإيران مع اشتداد المواجهة والعقوبات، ما يدفع “حزب الله” إلى التشدد أكثر داخلياً ولو أدّى ذلك إلى الانفجار الكبير.

هل هذا يعني أن الأفق مسدود بالكامل؟ ليس بالضرورة. فإذا كان الفرنسيون عاجزين عن تقديم شيء ما للإيرانيين مقابل الإفراج عن الحكومة اللبنانية الجديدة، ربما يكون حكّام طهران راغبين بأن تلقى الدعوة إلى الحوار التي وجّهوها آذاناً صاغية في الرياض.

في الانتظار يترنّح تصنيف لبنان الائتماني ووضعه المالي بشكل كارثي وإلى مستوى غير مسبوق في التاريخ، ويترقب المتابعون لحظة الانفجار الكبير في حال إصرار “حزب الله” على الاستمرار في حشر لبنان في محور الممانعة، ما يرتّب كلفة لا طاقة للبنانيين على تحمّلها، فهل يفرج “حزب الله” عن لبنان وحكومته العتيدة قبل فوات الأوان؟!