Site icon IMLebanon

العيد وما بعده.. “راحت السكرة وإجت الفكرة”؟

كتبت ماريا منصور في صحيفة “الجمهورية”:

 

المحال التجارية والشركات تنتظر مواسم الاعياد وتتحضّر لها كلّ سنة لتجني ارباحاً توازي ثلث أرباحها طوال العام. وموسم الاعياد من المواسم التي تتهافت فيه الناس لشراء الهدايا والالعاب. ولكن، كيف انعكست الظروف الاقتصادية الصعبة على الموسم هذا العام؟

موسم الاعياد الذي ينتهي خلال يومين، تنتظره الشركات والمحال التجارية اكثر من الاطفال الذين ينتظرون هداياهم. ولكن العيد في ظل الأزمة الراهنة لا يشبه العيد في زمن البحبوحة والطمأنينة.

القدرة الشرائية في هذا العيد تأثرت بالأزمة الاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون. فالموظفون الذين طُردوا من عملهم لن تكون قدرتهم الشرائية كما كانت عليه سابقاً. والعديد من المحال التجارية والمطاعم التي اقفلت ابوابها، تبحث عن طريقة تفي فيها الديون المتراكمة عليها بدلاً من ان تكون في مرحلة الجهوزية للعيد.

وفي ظلّ السقوف المالية المحدّدة التي وضعتها المصارف، تأثرت عملية الشراء والبيع، ولاسيما في المحال الصغيرة التي لا تتوافر فيها تقنية الدفع بالـ«credit card». ويقول صاحب محل صغير: «زبونة المحل التي كانت تشتري بـ300 دولار لم تعد تشتري غير الضروري». والمحال الصغيرة التي كانت تتنافس في الاعياد وتضع على واجهاتها ما استوردته من الخارج، لا تلاحظ تغييراً في معظم واجهاتها. ويقول صاحب محل صغير: «أن ابيع ما لديّ نعمة في هذه الظروف الاستثنائية».

وبحسب أحد العاملين في متجر كبير، «الإقبال على البيع كان اكثر من الاشهر الماضية، ربما لأنّ الناس مجبرون على شراء الهدايا. ولاحظنا انّ عدداً كبيراً كان يستخدم «credit card» اثناء الدفع، وهذا طبعاً نتيجة السقوف المالية على السحوبات».

انّ القدرة الشرائية تأثرت بالهلع والخوف الذي يعيشه المواطنون. فبعضهم لم يعد يشتري غير الضروري، ويبحث قدر المستطاع عن السعر والعروضات المناسبة. والبعض الآخر بالغ في شراء السلع عبر الـ«credit card» خوفاً من «المصارف» .

وبالنسبة للمحال التجارية الكبرى التي تبيع الاساسيات كالأكل والمشروبات، فحققت أرقاماً مهمة واكبر من الارقام التي كانت تحققها في الأشهر الماضية. لكن اذا أردنا مقارنتها بالسنوات الماضية يجب أن نضع نصب أعيننا غلاء الاسعار الذي طاول العديد من المواد الغذائية.

في مثل هذه المناسبات، الاعلانات تحتلّ الشاشات قبل شهر من الاعياد، ولكن لا داعي للشرح ماذا حلّ مكانها. فالاعلانات التي تُعرض حالياً خجولة، وجزء منها لحفلات خارج البلاد. وشركات الاعلانات تزرع منشوراتها عادة على الطرقات التي احتلتها شعارات الثورة. والكثير من المطاعم ينتظر رأس السنة ليدرس اوضاعه وكيفية استمراريته.

هذه عينة من حال الاعياد في بعض المحال التجارية. لقد صرف اللبنانيون ما صرفوه، وهو ليس بالكثير. ولكن الايام التي تنتظرهم بعد الاعياد قد تكون اسوأ من سابقتها، على طريقة «راحت السكرة وجاءت الفكرة».