Site icon IMLebanon

فواتير مولّدات الاشتراك تُلهب جيوب المواطنين

كتب رمال جوني في صحيفة “نداء الوطن”:

ثورة غضب عارمة شهدتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اعتراضاً على فاتورة المولد الكهربائي التي تخطت الـ130 الف ليرة للـ5 امبير في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بيوميات اللبنانيين. اذ استيقظ أبناء منطقة النبطية يوم أمس على “صاعقة” فواتير المولدات التي تخطت بمعظمها الـ180 الف ليرة، اي حوالى “نصف معاش”، وهي الفاتورة الذي وصفها أحدهم بـ”قسط شقة” فيما أكّد البعض الآخر أنّه ما كانت هذه الأزمات لتحصل لو أنّ الناس تجرؤ على الاعتراض.

وتأتي الفواتير المرتفعة في خضم حرب التقنين القاسية للتيار الكهربائي وانقطاع المازوت وارتفاع سعره وغياب الرقابة على أكثر القطاعات على تماس مع الناس كونه محمي بغطاء مباشر من الدولة التي شرّعته وحولته حاجة ماسة بسبب سياسة التقنين.

وفق الأهالي فإنّ “الفواتير تتجاوز قدرتهم على تسديدها، وهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من قطع الاشتراك، ولكن ما من بديل”.

برأي البعض، يعود السبب المباشر لهذه الأزمة إلى الدولة التي تتواطأ مع أصحاب المولدات، في وقت يفترض بها تأمين التيار الكهربائي 24/24، فيما العتب الأكبر يلقيه المواطن على نفسه كونه يرضى بأن يكون “ورقة التوت” التي يتم التلاعب بها لتمرير الصفقات.

أحد أصحاب محال الأحذية على مرج حاروف يتحدث عن صدمته من ارتفاع الفاتورة ويقول “تفاجأت بقيمتها وقد بلغت190 الف ليرة بينما بلغت نهاية الشهر الماضي 60 الف ليرة. ألا يسمى هذا الأمر تلاعباً مكشوفاً؟ أين رقابة جمعية حماية المستهلك ووزارة الاقتصاد؟” بدورها معلمة المدرسة فاطمة التي تقطن في بلدة تول تشكو من ارتفاع فاتورة اشتراك منزلها متهمة أصحاب المولدات بالتلاعب بالفواتير. تقول: “إننا نواجه تقنين الاشتراك القاسي، وللاسف لا يمكن الاعتراض لأنّ صاحب المولد يهدد بالقطع ولا بديل. نحن نعيش في جمهورية الاشتراك الاقطاعية”.

يحاول اللحام ابو يوسف التخفيف من وطأة فواتير الاشتراك التي يسددها لملحمته ومنزله والتي تتجاوز الـ600 الف ليرة، وهو مبلغ ضخم لم يعد بمقدوره تأمينه بسبب تراجع الحركة في ملحمته، يقول “نعمل اليوم لنبقى صامدين ولكن الفواتير أرهقتنا، إن بقي الحال هكذا حتماً سنقفل المصلحة”.

ينعكس الحال على فاطمة صاحبة دكان في بلدة تول النبطية، تتحدث عن معاناتها بحرقة، وتؤكد “لم ينتفض الاهالي، ولم يخرجوا عن صمتهم، لوضع حد للتلاعب بالفواتير التي قضت مضاجعهم، ارتضوا بها على مضض”.في بلدة ميفدون سجلت نقمة عارمة على قرار البلدية رفع الفاتورة من 90 الى 120 الف ليرة، بحجة ارتفاع ساعات التقنين وغلاء مادة المازوت، الامر الذي قابله الاهالي بالرفض.

وهذا ما يؤكده ابو علي الذي امتنع عن دفع فاتورته التي تخطت الـ115 الف ليرة. حاله حال كثر هذه الأيام الذين يطالبون بوضع حد لمافيات الاشتراك التي تشرعها الدولة، عبر اتباعها سياسة تقنين حادة، والمرجح أن تزداد حدتها سيما مع عجز شركة الكهرباء على دفع ثمن الفيول بالدولار، ما سيؤدي الى ارتفاع مضاعف لفاتورة الاشتراك.

يعيد صاحب أحد المولدات في النبطية ارتفاع الفواتير لزيادة ساعات التقنين مشيراً إلى أنّ كلفة الـ5 امبير تخطت الـ150 الف ليرة، ولكن مراعاة لظروف الناس تمّ خفضها الى الـ140 الف ليرة ولكن من المرجح ارتفاع الكلفة اذا زادت ساعات التقنين.الحراك وصفقة القرن

على صعيد الحراك الشعبي، كانت فلسطين بوصلة التحرك الشعبي في خيمتي كفررمان والنبطية حيث غنّى “الثوار” للقدس ولزهرة المدائن مؤكدين رفضهم لصفقة بيع فلسطين، ولسياسة التطبيع العربية التي اجازت عملية البيع من دون اعتراض، واعتبر المعتصمون في تحركهم ان “الثورة اللبنانية مرتبطة بالانتفاضة الفلسطينية فكلاهما يحاربان العدو، في لبنان يحاربون عدو الفساد وفي فلسطين العدو الاسرائيلي”.وقد حمل المعتصمون الاعلام الفلسطينية واليافطات المنددة بعملية صفقة القرن مؤكدين أنّ “فلسطين عربية وستبقى عربية”.

وكانت الفنانة هناء شرانق قد حلت ضيفة على خيمة النبكية وغنت للقدس وللثورة وللقضية. وأكد المعتصمون أنّ الاغنية لا تقل أهمية عن مقاومة المحتل بالرصاصة والبندقية.