Site icon IMLebanon

اردوغان ينتظر موقفا أوروبيا رافضا لعملية دمشق

لم يهدّئ اعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس، عن عقد قمة رباعية في 5 آذار المقبل -دون تحديد مكانها- مع قادة روسيا وفرنسا وألمانيا، لبحث الوضع في محافظة إدلب السورية، من وتيرة التصعيد على الارض في هذه المنطقة.

فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان ضربات جوية نفذتها طائرات النظام السوري على محيط النقطة التركية في منطقة كنصفرة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، قبل أن ترد القوات التركية بقصف صاروخي مكثف. وقال المرصد إنه لم ترد حتى اللحظة أي معلومات عن خسائر بشرية وقعت جراء القصف الجوي. وأضاف أن القوات التركية نفذت قصفا صاروخيا مكثفا على مواقع قوات النظام بريفي إدلب الشرقي والجنوبي.

على صعيد متصل، وثّق المرصد السوري مقتل 5 مدنيين جراء قصف جوي روسي على كل من كوكبة والفطيرة بجبل الزاوية، وسط استمرار القصف الجوي المكثف من قبل طائرات الروس والنظام الحربية على بلدات وقرى جبل الزاوية وكفرنبل. وأوضح المرصد أن عدد المناطق التي سيطرت عليها القوات السورية خلال الساعات الماضية ارتفع إلى 9، وهي: الشيخ دامس وحنتوتين والركايا وتل النار وكفرسجنة والشيخ مصطفى والنقير وسطوح الدير وأرينبة.

وكان أردوغان تباحث هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن الوضع في إدلب، ودعاهما إلى “اتخاذ خطوات ملموسة من أجل منع كارثة إنسانية”. كما حض نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي ثان على “كبح” قوات النظام، مؤكدا أن الحل يكمن في العودة إلى اتفاق سوتشي الموقع عام 2018 والذي أتاح لتركيا إقامة نقاط مراقبة عسكرية في إدلب بهدف ردع أي هجوم للنظام السوري على المنطقة.

وفي وقت اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا وتركيا تعدان سلسلة مشاورات بشأن تطورات الوضع في إدلب، مشيرا الى ان الاتفاقات الخاصة بإدلب تتضمن سحب الأسلحة الثقيلة التي تستهدف الجيش السوري، تلفت مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” الى ان المشاورات المرتقبة بين الدول الاربع، على قدر كبير من الاهمية. وتوضح ان اردوغان يعوّل عليها في شكل خاص، لعلمه ان موقف كل من باريس وبرلين، من المستجدات في الشمال السوري، قد تصبّ لصالح أنقرة.

فالاخيرة، وفي معرض تحذيرها من تداعيات استمرار عمليات النظام السوري وحليفته موسكو في المنطقة، تركّز بقوة على موجات النزوح التي ستخلّفها المعارك الدائرة، حيث سيتدفق مئات الآلاف من السوريين نحو الاراضي التركية. والحال ان الرئيس التركي لا ينفك يهدد الأوروبيين، عند كل استحقاق او تحدّ “دولي”، بانتقال محتمل لهؤلاء السوريين الهاربين من الحرب، من تركيا الى القارة العجوز، عبر البحر، إن لم ترق له مواقفها. وعليه، يراهن “السلطان” اليوم على ضغط يمارسه في القمة العتيدة، ماكرون وميركل على روسيا، لوقف توسّع الجيش السوري نحو الشمال. فإذا أحجما، قد يكون بلداهما وجهة لنازحين اضافيين في المرحلة المقبلة…

وللتذكير، يواصل الجيش التركي تحضيراته لعملية عسكرية محتملة في إدلب، حيث توعدت أنقرة في أكثر من مناسبة بشن هجوم “وشيك”، بعد تعرض قواتها لهجمات شنها الجيش السوري، علما ان القوات السورية قتلت 17 جنديا تركيا منذ بداية شباط، ما تسبب بتوتر شديد بين أنقرة وموسكو.