Site icon IMLebanon

صيدا: إشتبه بحالته وتأكد من عدم إصابته بـ”كورونا”… ومنسوب القلق يرتفع

كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:

تحول فيروس “كورونا” الصيني الى حديث الساعة في لبنان، بات على كل شفة ولسان، بين الطلاب في المدارس والجامعات، بين الاطباء والممرضين في المستشفيات والمستوصفات، وفي المنازل والمقاهي والاسواق ومختلف نواحي الحياة، وسط اجماع على انه همّ ثقيل، يضاف الى هموم اللبنانيين، التي لا تنتهي أزمات متلاحقة اقتصادية ومالية واجتماعية.

وأكدت مصادر طبية لـ “نداء الوطن”، أن حالة من “الارباك الموقت” سادت مدينة صيدا على خلفية التعامل مع اول حالة اشتباه بالاصابة بفيروس “الكورونا”، فتحول الى اختبار ميداني للطاقم الطبي والتمريضي في مستشفى صيدا الحكومي، الذي استقبل المريض (ع. ز)، بعدما ظهرت عليه عوارض مشابهة لأعراض “الكورونا”، وبعدما بادر هو بالاتصال على “الخط الساخن” في “وزارة الصحة” التي أوكلت المهمة الى المستشفى الذي سارع الى اعلان التأهب، فقام بفحصه وتبين انه مصاب بـ “الانفلونزا” الطبيعي، ولكن لانه قادم من “ايطاليا” حيث يتفشى “الفيروس”، ادخل الى غرفة الحجر الصحي، قبل ان يتم تحويله عبر الصليب الاحمر اللبناني الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، لاجراء فحص “الكورونا” الخاص والتأكد من حالته.

وفيما استبعدت مصادر طبية، ان يكون المريض مصاباً بفيروس “الكورونا” كونه مضى على عودته من ايطاليا نحو شهر (25كانون الثاني)، أي أكثر من فترة حضانة المرض التي تمهد لظهور أعراضه وهي 15يوماً، لكن تم نقل المريض الى بيروت للإطمئنان أكثر، وليلاً اكدت مصادر طبية في مستشفى صيدا الحكومي الجامعي ان المريض “ع. ز.” عاد الى منزله بعدما تبين أن الأعراض التي ظهرت عليه لا تنطبق على مرض الكورونا، وبالتالي لم يتم تصنيف هذه الحالة ضمن المشتبه باصابتهم بهذا المرض وانما تبين أنها اعراض رشح عادي، وأنه تم وتحت اشراف ومتابعة وزارة الصحة اعطاؤه العلاج المناسب الذي سيتابعه في منزله.

قلق وتوعية

في المقابل، كشفت حالة “الاشتباه” عن مدى القلق والخوف الذي يساور أبناء المدينة ومنطقتها من انتشار فيروس “الكورونا”، خصوصاً في الاماكن العامة وفي المدارس والجامعات والمنازل والمقاهي والاسواق، رغم كل التطمينات الطبية الرسمية من جهة وعدم ظهور اي اصابة مؤكدة في صيدا وكل الجنوب من جهة أخرى.

وقالت الطالبة فاتن نحولي لـ “نداء الوطن”، ان المسؤولية الآن تقع على عاتق كل فرد في المجتمع، فالمشتبه بالاصابة يجب عليه ان يعزل نفسه لمدة اسبوعين للحصول على النتيجة سلباً او ايجاباً، وباقي الناس عليها اتخاذ إجراءات وقائية كما فعلت في المدرسة، اذ قمت بشراء “كمامة” و”كفوف عازلة” ونصحت زميلاتي باتباع نفس الطريقة.

بينما أكد الطالب علي بسيوني، أهمية التوعية للحد من انتشار “الفيروس”، وابرزها عدم المصافحة، واستخدام مواد التعقيم، وعدم الانخراط في التجمعات العامة”، في وقت نظمت فيه بلدية صيدا لقاء طارئاً لممثلي هيئات ومؤسسات المجتمع المدني والجهات المعنية حول تداعيات ومخاطر “فيروس الكورونا” وسبل الوقاية منه، تحدث فيه رئيس لجنة الصحة والبيئة في المجلس البلدي الدكتور حازم بديع ورئيس البلدية المهندس محمد السعودي وعضو اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية والإختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري، اضافة الى عرض من شركة بويكر المتخصصة في مجال المبيدات والتعقيم، على ان تنظم “الشبكة المدرسية لصيدا والجوار” محاضرة توعية وارشادات حول سبل الوقاية مع الأخصائية بالأمراض الداخلية والأمراض الجرثومية والمعدية الدكتورة غنوة الدقدوقي العاشرة من قبل ظهر اليوم نفسه الخميس في قاعة بلدية صيدا.

وفي إجراء وقائي استباقي في الدوائر الرسمية، قام الصليب الأحمر اللبناني بتثبيت عبوات تعقيم للأيدي عند مداخل الوحدات الادارية والمؤسسات العامة الرسمية والأمنية في سراي صيدا الحكومي بناء لطلب محافظ لبنان الجنوبي منصور ضو، بينما اتخذ بعض موظفي الدوائر تدابير احترازية عبر ارتدائهم “كمامات” ضمن الدوام الرسمي، كما فعل بعض المواطنين الذين ترددوا على السراي لإنجاز معاملاتهم، على ان تنظم محافظة لبنان الجنوبي بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، حلقة توعية حول “فيروس كورونا” لجميع رؤساء وموظفي الوحدات الإدارية في المحافظة ضمن اطار الوقاية والاستعداد وذلك عند التاسعة من صباح الخميس المقبل في قاعة الرئيس رفيق الحريري في سراي صيدا الحكومي.

فلسطينياً، لم تسلم المخيمات من حالة الهلع والخوف من انتشار فيروس “الكورونا”، وسط تساؤلات عن مدى استعداد وكالة “الأونروا” للتعامل مع هذه الأزمة الطارئة، حيث أكدت مصادر فلسطينية لــ “نداء الوطن”، بان هناك تنسيقاً دائماً ومتواصلاً بين قسم الصحة في وكالة “الاونروا” ووزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية، بعدما جرى تشكيل “غرفة طوارئ” بين جميع أقسام الوكالة.

وأوضح مدير قسم الصحة في وكالة “الاونروا” في لبنان، الدكتور عبد الحكيم شناعة، أن الوكالة شرعت بحملة توعوية واسعة في جميع المراكز التابعة لها واستهدف فيها جميع الموظفين التابعين لها، كي يكونوا قادرين على توعية الآخرين، مؤكداً “أن أي حالة يشتبه بإصابتها بالفيروس سيجري نقلها إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي”، مطالباً أي مريض، حتى بالزكام أو الانفلونزا، بالبقاء في منزله، حرصاً على السلامة العامة ولعدم التسبب بالذعر في صفوف الباقين.