Site icon IMLebanon

لمصلحة من حرب البيانات المسيحية- المسيحية؟

كما مع كل تشكيل حكومة منذ انطلاق عهد الرئيس العماد ميشال عون على الأقل، استعرت مجددا حرب البيانات والخطابات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، في توقيت ملتبس ويحمل كثيرا من الرسائل السياسية .

ففيما كان من المفترض أن تسير المبادرة الفرنسية بسهولة بفضل الاجماع الذي نجح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في انتزاعه من القادة السياسيين لجهة تشكيل الحكومة في مهلة لا تتجاوز 15 يوما، على أن ينكب الفريق العتيد على الاصلاحات التي بات الجميع على دراية بها، تكهربت الجبهة المسيحية مجددا.

ففي خطابه عقب قداس شهداء المقاومة المسيحية، شن الزعيم القواتي سمير جعجع هجوما عنيفا على غريمه العوني جبران باسيل، غامزا من قناة تمشيط الذقن لأسباب رئاسية مبكرة، ليكمل “حربه” ببيان عنيف قصف فيه الجبهة الحكومية تحت ستار مطالب باسيل ومعارضات الثنائي الشيعي، مطلقا في الوقت نفسه إشارات ايجابية في اتجاه الرئيس المكلف مصطفى أديب، المصر على موقفه الحكومي حتى اللحظة على الأقل.

قد يكون هذا المشهد بات مألوفا في المجتمع المسيحي الذي طبع مع فشل تفاهم معراب الذي لم يصمد أكثر من بضعة شهور حتى الانتخابات الرئاسية.

ولكن، وفي وقت يتغنى البعض بما يسمى التنوع المسيحي، تتساءل مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” عن الهدف من العودة بالمجتمع المسيحي الذي ما كاد يبلسم جراحات الحرب الأهلية ، حتى أعاده زعماؤه إليها في وقت قياسي لأسباب وطموحات سياسية وحكومية ورئاسية بعيدة المدى لدى الطرفين.

وتنبه المصادر إلى أن أخطر ما في الأمر يكمن في أن الطرفين المسيحيين الأقويين يبدوان غارقين في حروبهما المعتادة متجاوزين معطى أساسيا ومهما: الشارع المسيحي بات في مكان آخر رسمته الثورة بوضوح، وهو يبدو مصرا على التمسك بشعار “كلن يعني كلن”، مذكرة بأن الثورة إنطلقت من المعاقل المسيحية الكبرى للتيار الوطني الحر كما القوات اللبنانية، وهي حال مناطق المتن وكسروان وجبيل، ما يوجب إعادة النظر في الاستراتيجية السياسية المتبعة، وإن كان عمل لجنة متابعة تفاهم معراب لترطيب الأجواء بين الجانبين مطلوبا ومشكورا… قبل فوات الأوان.