Site icon IMLebanon

الحريري يُكلَّف الخميس.. إذا لم تُطيَّر الاستشارات

كتبت أنديرا مطر في صحيفة القبس :

السؤال الذي يختصر المشهد السياسي اللبناني هو: هل ستجرى الاستشارات النيابية لتكليف رئيس للوزراء في موعدها الخميس المقبل، فيتم تكليف سعد الحريري، لينطلق بعدها مسار تأليفها، أم تُطيّر وتُؤجّل مرة أخرى ويدخل البلد في مراوحة سياسية اقتصادية مكلفة.

مصادر القصر الجمهوري تقول إن الاستشارات قائمة، لكن هذا التأكيد لا يلغي احتمال التأجيل الذي يتقرر عادة في ربع الساعة الأخير، وليس قبل أيام من الاستحقاق. مصادر بعيدة عن الرئاسة لكنها مطلعة كشفت أن «الرئيس ميشال عون لديه ما يقوله وقد يصار إلى التأجيل»، مع إقرارها بأن عون بات يواجه موقفاً حرجاً بعد تصاعد التداعيات داخلياً وخارجياً عقب إرجاء الاستشارات الأسبوع الماضي.

فالمجتمع الدولي لا سيما الأوروبيون والأميركيون يطالبون بتأليف حكومة بأقصى سرعة، وهذا منطلق المبادرة الفرنسية وهدفها. أما واشنطن فينقل عنها زوارها اللبنانيون أن كل ما يعنيها هو تأليف حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وهذا هو أيضا موقف الدول الخليجية.

محلياً، اختلاط الأوراق هو سيد الموقف. فالتحالفات التي كانت تحكم اللعبة في السابق طرأت عليها تغييرات جذرية. ففي حال أُجريت الاستشارات سيتم تكليف الحريري بأصوات، تتراوح بين 68 و70 صوتاً، تتوزّع على كتل «المردة» والقومي والطاشناق الذي سيتمايز عن «تكتل لبنان القوي»، إضافة الى كتلتي «المستقبل» و«حركة أمل».

في حين حسم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية قرارهما بعدم تسمية الحريري ولأسباب متعارضة. ورغم كل المساعي التي نشطت في الساعات الماضية، بهدف تبديد الخلاف بين التيارين «الأزرق» و«البرتقالي»، فإن شيئا لم يتغيّر في موقف التيارين، ولا تزال العقدة الباسيلية على حالها. علما بأن نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي والوزير السابق جريصاتي دخلا على خط الوساطة، ولكن لم يتوصّلا الى إقناع اي من الطرفين بملاقاة الآخر.

فهل يمرر التيار الوطني الحر التكليف، وينتظر الحريري عند «كوع» التأليف؟ هذا السؤال يطرح بقوة، لا سيما في ظل ما تتداول به قيادات التيار الوطني بأن رئيس الجمهورية «لن يكسر باسيل في عملية تشكيل الحكومة إذا ما انكسر في التأليف»، وأن طريق الحريري الى التأليف لن تكون نزهة، ورئيس الجمهورية يمتلك ورقة قوية تسمح له بعدم التوقيع على أي تركيبة حكومية لا ترضيه.

من جانبها، تلتزم قيادات المستقبل الصمت الكليّ. غير أن مصدراً نيابياً لفت في اتصال مع القبس إلى أن أولوية الحريري اليوم هي تطبيق المبادرة الفرنسية، مؤكداً أن كتلة المستقبل النيابية ستوجه الخميس المقبل الى القصر الجمهوري وتسمي الحريري.

نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي المتمايز موقفه عن التيار الوطني الحر، أكد أنه أن لا بديل من الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة في هذه المرحلة لكونه يحظى بدعم محلي وفرنسي وحتى أميركي. ونفى الفرزلي اي دور له في تقريب وجهات النظر بين الحريري وباسيل، لافتا إلى ان التباعد بين الرجلين سيبقى الى ما بعد الاستشارات لتنطلق بعدها الوساطات، انطلاقا من حاجة الجميع الى الحل، لا سيما أن أفق المرحلة المقبلة سوداوي، يتطلب التنازل.

واستغرب الفرزلي القول إن «حزب الله» يعارض ترؤس الحريري للحكومة المقبلة، ويعرقل تكليفه بحزمة شروط، وسأل: هل يعقل أن يقف الحزب اليوم في موقف المعارض للإرادة السنية والفرنسية؟

وينتظر كُثُر من اللبنانيين تشكيل حكومة، لعلها تسهم في انفراج اقتصادي بعد مرحلة من الإطباق على كل المستويات. في هذا السياق، قال الاقتصادي نسيب غبريل ان اللبنانيين، يشعرون بأن المسؤولين استقالوا من مسؤوليتهم. ويشير غبريل الى السلطات المتعاقبة منذ اندلاع الازمة المالية قبل اكثر من عام، لم تقدم على اي قرار إصلاحي يعزز ثقة المواطن ويشكل خريطة خروج الأزمة. وكل يوم تأخير في تشكيل الحكومة وبدء الإجراءات الإصلاحية سيفاقم الكلفة على الاقتصاد اللبناني.

وعن تأثير تشكيل حكومة على سعر صرف الدولار في السوق السوداء، قال غبريل: «نحن بأزمة ثقة عميقة، تشكيل الحكومة هو الخطوة الأولى في مسار طويل لاستعادة الثقة».