Site icon IMLebanon

عَلَم النظام السوري في بلدية طرابلس… ماذا حصل؟

كتب مايز عبيد في صحيفة “نداء الوطن”:

 

أثارت قضية تصوير مسلسل سوري في رِحاب بلدية طرابلس مساء أمس الأول، بلبلة في المدينة، بعد دخول مجموعات شبابية من باب التبانة مبنى البلدية الواقع في وسط ساحة التلّ على مقربة من منطقة التبانة، ومنع الفريق من مواصلة عملية التصوير. السبب، بحسب شباب التبانة “قيام الفريق التمثيلي السوري باستخدام العلم السوري وصور لشخصيات من النظام في سوريا في حرم البلدية وداخل مكاتبها، الأمر الذي أثار غضب أهالي التبانة وشبابها الذين استذكروا جرائم النظام السوري بحقّ طرابلس وباب التبانة بالتحديد”. وفي ذلك إشارة إلى المجازر التي ارتكبها الجيش السوري في الثمانينات من القرن الماضي إبان الحرب الأهلية، وراح ضحيتها مئات الشهداء بعدما حاصر طرابلس.

وأكد رئيس بلدية طرابلس رياض يمق أن “فريق التصوير السوري كان يملك موافقة وإذناً من وزارة الداخلية، وعلى هذا الأساس سمحت له البلدية بالتصوير”، وعندما علم بأنّ هناك استخداماً لأعلام دول أخرى داخل مبنى البلدية الذي يُعد مؤسسة لبنانية رسمية “حضرت شخصياً، وطلبت من شرطة البلدية منع الفريق من إكمال مهامه”.

كلام يمق هذا ردّ عليه عضو المجلس البلدي ابن التبانة توفيق العتر وقال لـ”نداء الوطن”: “من المؤسف أن يسمح رئيس البلدية بحصول هذا الأمر من الأساس، وأن يعطي الإذن للفريق السوري التابع للنظام، وهو يعرف ماذا ارتكب هذا النظام من مجازر بحقّ طرابلس وبحقّ باب التبانة وأهلها”.

وأضاف: “ليس رئيس البلدية من منعهم من إكمال مهامهم بل شباب باب التبانة الذين انتفضوا لكرامتهم وكرامة منطقتهم ومدينتهم، بعدما وصلت إليهم أخبار بأن هناك تصويراً في البلدية وتُستعمل صور لشخصيات من النظام وسارية للعلم السوري أيضاً”، محمّلاً يمق المسؤولية الكاملة عن كل ما حصل “فقد ارتكب خطأ كبيراً ولم يُراع حرمة المدينة وخصوصية التبانة والشهداء والأرامل بسبب إجرام هذا النظام”.

وأشارت المعلومات إلى أنّ فريق التمثيل السوري كان يقوم بتصوير مشاهد لمسلسل بعنوان “عالم كامل”؛ وصوّر مشاهد في الأسواق الداخلية، وأخرى في حرم المبنى البلدي. ويضمّ الفريق أكثر من 60 شخصاً بين ممثّل ومصّور وفني. وبينما قيل إن صوراً لبشّار الأسد قد رفعت داخل مكاتب البلدية، رفض عضو في المجلس البلدي هذه الاتّهامات، ووضعها في سياق الحملة المُمنهجة التي يتعرّض لها رئيس البلدية أخيراً من بعض الأعضاء المناهضين له داخل المجلس البلدي.

ومن المرجّح أن يثير هذا الموضوع بلبلة أيضاً في أروقة المجلس البلدي في الجلسات المقبلة، خصوصاً وأنّ رائحة الخلافات بدأت تعصف داخل هذا المجلس منذ مدّة.