Site icon IMLebanon

الحزب في خدمة أميركا وإسرائيل! (بقلم رولا حداد)

يرفع “حزب الله” شعار أن الولايات المتحدة تعرقل مسار تشكيل الحكومة اللبنانية عبر الضغط لمنع مشاركته فيها. حسناً سنسلّم جدلاً بهذا الاتهام لضرورات النقاش، والاتهام صحيح والرغبة الأميركية بإبعاد الحزب عن الحكومة علنية ويعرفها الجميع، ولكن في هذا الإطار يصحّ السؤال: لماذا يصرّ الحزب على المشاركة في الحكومة طالما أن هذا الإصرار يمنع ولادتها؟ هل الولايات المتحدة في حال انهيار مالي واقتصادي أم لبنان؟ من يحتاج إلى تشكيل حكومة واشنطن أم بيروت؟ وهل الولايات المتحدة هي التي تحتاج إلى مساعدات مالية من الخارج أم لبنان؟ من الذي يستجدي صندوق النقد؟ وهل بمقدور “حزب الله” تأمين مليارات الدولارات التي يحتاجها الاقتصاد اللبناني من إيران على سبيل المثال لكي لا يكترث للشروط الأميركية والغربية والعربية؟

ثمة أسئلة في العمق أكثر: بماذا يتأثر “حزب الله”، وكل الأطراف السياسية، في حال أعلن كما أعلنت “القوات اللبنانية” عن قرار بالبقاء خارج الحكومة وتركها لمتخصصين مستقلين للقيام بمحاولة إنقاذية بالتعاون مع المؤسسات الدولية وفرنسا والولايات المتحدة والدول العربية؟

هل يدرك “حزب الله” أنه بكل يوم تأخير عن تشكيل الحكومة يتعمّق الانهيار اللبناني لمصلحة إسرائيل تحديداً؟ هل يقرأ كيف أنه بسبب ممارساته في الخارج وتعطيله لقيام الدولة في لبنان يهاجر اللبنانيون بشبابهم وكفاءاتهم، وتذهب الاستثمارات العربية إلى إسرائيل؟ وهل يعلم كيف أن تدمير مرفأ بيروت بسبب تخزين نيترات الأمونيوم المشبوهة أدى إلى ازدهار مرفأ حيفا وكل الموانئ الإسرائيلية؟ وهل يتّعظ من أن إعادة لبنان إلى العصر الحجري أو دفعه إلى جهنم بلا كهربا وانترنت وخدمات إنما يحجب عنه السواح ويوجّههم إلى إسرائيل التي ستشهد ازدهاراً غير مسبوق بسبب ممارسات “حزب الله” في لبنان؟!

لماذا لا يعتمد الحزب سياسة “الحق الكذاب إلى باب الدار” مع الأميركيين ويعلن أنه زاهد بأي مشاركة في الحكومة من أجل تأمين تسهيل حياة اللبنانيين، وخصوصاً أنه مطمئن إلى أنه وحلفاءه يمتلكون الأكثرية النيابية التي تستطيع أن تطيح بأي حكومة في حال “تآمرت” عليه كما يتذرّع؟ أم أن الحزب مضطر ليحمي فساده وفساد حلفائه من حلال الحفاظ على والحقائب والوزارات لتعويض الخسائر الناجمة عن العقوبات الأميركية؟ وهل يجب أن يجوع اللبنانيون وينهار البلد كرمى شعارات المواجهة مع الولايات المتحدة التي يرفعها الحزب، والتي يقدّم بنتيجتها أكبر الخدمات وأهمها لإسرائيل؟!

إن خلاصة ممارسات “حزب الله” وحلفائه في الأعوام الأخيرة تؤكد أنهم أفضل حليف موضوعي لإسرائيل ويقدمون لها الخدمات المجانية من خلال تدمير كل القدرات اللبنانية على المنافسة اقتصادياً ومالياً وسياحياً.

لذلك أقل ما يمكن أن نقوله: بئس شعارات مقاومة زائفة تصب كلها في خدمة العدو المفترض وتقود البلد إلى مصير بائس، لأن ليس بالسلاح وحده تحيا الدول وتُحفظ الكرامات بل أولاً بالاقتصاد والعلم والطاقات والخدمات والازدهار والرفاهية لأبناء الوطن!