Site icon IMLebanon

بعد فيديو جنبلاط… هذه حقيقة “صهاريج التهريب” إلى سوريا

مع أن قضية تهريب المازوت اللبناني المدعوم الى سوريا استوفت حقها في المواقف السياسية والاجراءات العملانية من دون ان تبلغ الخواتيم المرجوة، اي وقف هذا المسلسل الذي يرهق لبنان وخزينته، ما زالت الاصوات المطالبة بوضع حد لتجفيف عروق لبنان لمصلحة انعاش الجسد السوري تعلو باستمرار، ولا ييأس المطالبون بوقف التهريب، بل يعمدون الى توثيق مواقفهم بمقاطع فيديو تظهر بأم العين عشرات الصهاريج التي يؤكدون انها تهرب المازوت المدعوم عبر الحدود اللبنانية- السورية.

فيديوهات تكتسح مواقع التواصل الاجتماعي، نشر آخرها رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر “تويتر” وأرفقه بالتعليق الآتي: “طريق اللبوة نحو سوريا خمسون شاحنة مازوت في النهار مع مواد غذائية. أين أصبح ترشيد الدعم؟”،  تبقى كلها غير مؤكدة، ولو انها صادرة عن مراجع سياسية في البلاد، بحسب ما تؤكد مصادر امنية لـ”المركزية”، ذلك ان البعض يعمد الى نشر مقاطع فيديو على انها شاحنات تهرب الى سوريا ليتبين لاحقا انها ليست كذلك، او هي تنقل مواد اخرى بموجب بيانات ترانزيت قانونية.

اما بالنسبة الى ما نشره جنبلاط فأوضحت ان ما ظهر في الفيديو هو عبارة عن شاحنات تقل مازوتا على حاجز حربتا حيث حدد الجيش اللبناني ثلاثة ايام في الاسبوع لمرورها الى القرى اللبنانية الواقعة خلف هذه المنطقة  هي الاثنين والاربعاء والجمعة، بهدف التأكد من اوراقها والفواتير الواجب توافرها واحترام الاجراءات القانونية والتقنية كافة في اطار مكافحة التهريب. وتبعا لذلك، فإن الشاحنات الكثيرة الظاهرة في الفيديو لا تتجه الى سوريا كما اورد جنبلاط انما الى قرى لبنانية وهي تجمعت بكثرة لتنطلق دفعة واحدة بسبب وصولها في الايام غير المسموح فيها العبور على الحاجز واضطرارها للانتظار لليوم التالي لتخضع للتفتيش والتأكد من استيفائها الشروط المطلوبة.

وتشير المصادر الى ان اعتبارا من حاجز حربتا، يتم التأكد من كل شاحنة تمر ووجهتها، نظرا للخشية من امكان ان تهرّب ما تنقل من مواد الى الداخل السوري، الامر الذي فرض التشدد في الاجراءات، لافتة الى ان القوى الامنية والعسكرية المولجة ضبط الحدود تبذل اقصى الجهود المتاحة لمنع التهريب وضبط المعابر، بيد ان الجميع يعرف ان الحدود بين دول العالم قاطبة تشهد عمليات تهريب غير شرعية.

في المقابل، تسأل اوساط سياسية معارضة عبر “المركزية” عن اسباب عدم اعتماد اجهزة المراقبة GPS على كل الشاحنات التي تتوجه نحو الحدود مع سوريا شرقا وشمالا بحيث يتم رصد وجهتها وما اذا كانت تبقى في لبنان ام تدخل الى سوريا.