Site icon IMLebanon

ما بعد الإصابة بكورونا… هواجس وتساؤلات

بعد أن أصبح الوضع الصحي كارثيًا، عقب فترة الأعياد حيث اتّكل المسؤولون على حس الوعي لدى المواطنين لتفادي خطر تفشي وباء “كورونا”، وهو رهان خاسر حكما في أي بلد حول العالم، لأن المستهترين كثر لا يأبهون لصحتهم ولا لمبادئ واجراءات الحفاظ على الصحة العامة، اتُّخذ القرار بإقفال البلد  ثلاثة أسابيع ابتداءً من بعد غد الخميس، على امل ان يفضي هذا الاجراء الى وقف التصاعد الجنوني في عدّاد الاصابات اليومية .

تعليقاً على هذا الأجراء، قال نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف لـ “المركزية” “النقابة طالبت بالإقفال ما قبل الأعياد، تجنّباً لتفاقم الأمور بالشكل الذي نراه، وتوقّعنا وصول الوضع الوبائي إلى ما هو عليه، لكن للأسف سُمع صوت أصحاب الشأن الاقتصادي أكثر من صوتنا. اليوم المشكلة حصلت وأن يأتي القرار متأخراً خيرٌ من ألا يأتي. وبهذه الطريقة يمكن فرملة الازدياد في الإصابات وتخفيف الضغط في المقابل عن كاهل الطاقم الطبي وكذلك التجهيز أكثر للموجة المقبلة حيث أتوقّع أن ترتفع الأعداد في الفترة القريبة المقبلة على أمل أن يتمكن القطاع الصحي من استيعابها وسط الوضع المأزوم للمستشفيات. من هنا جاءت ضرورة اتخاذ قرار الإقفال والمطلوب من المواطنين التجاوب كي نتمكن من تخطّي هذه المرحلة بأقلّ ضرر ممكن”.

واضاف “كي يكون الإقفال مجدياً، نطالب بتوعية المواطنين من جهة حيث قلة قليلة غير ملتزمة يمكنها أن تضرّ المجتمع بأكمله، ومن جهة أخرى شددنا على ضرورة تشدد الأجهزة الأمنية والجهات الرسمية في تطبيق القرارات”.

في الشق الصحي البحت ووسط التداول بمعلومات عن تضرر الجسم بعد التقاطه عدوى “كورونا” وعدم عودته إلى طبيعته بعد الشفاء الا بعد مدة طويلة، أوضح أبو شرف أن “ذلك يتفاوت بين شخص وآخر، والأمر مرتبط بالمناعة والأمراض المزمنة. الفيروسات قادرة إجمالاً على خلق مشاكل صحية مزمنة وضرب أعضاء معيّنة، لكنّها قد تمر أيضاً وكأن شيئاً لم يكن. قسم من المصابين بـ “كورونا” يعود بشكل سريع إلى طبيعته في حين أن تداعيات الإصابة تبقى ظاهرة على الصحة الجسدية لقسم آخر مثل فقدان حاستي الشم والذوق والإرهاق الممكن أن تدوم لأشهر، ومن لا يتعرّض لمضاعفات سلبية قوية يكمل حياته بشكل طبيعي بشكل عام، إلا أن الفترة الزمنية منذ انتشار الوباء غير كافية للحكم والخروج باستنتاجات يمكن تعميمها”.

أما بالنسبة إلى المناعة، فأشار إلى أن “في الإجمال يمكن أن يحصّن الجسد نفسه تماماً كما يمكن ألا يخلق أي مناعة على الفيروس. لذلك، هناك فحوصات تبيّن نسبة المناعة بعد الإصابة. ومتوسّط الفترة الممكن أن يتحصّن خلالها الجسم غير محسومة بعد وتتراوح تقريباً بين الستة أشهر والسنة، لذلك حتى اللقاح يعطى بجرعتين اذ بعد تناول الأولى تصل نسبة المناعة إلى 50% وبحاجة إلى جرعة أخرى لرفعها إلى الـ 90%. وما زالت الدراسات قائمة وغير محسومة حول التساؤلات كافة”.

وفي ما خصّ اتخاذ المضادات الحيوية، شرح أبو شرف أنها “لا تفيد الفيروسات مثل “كورونا” التي تحتاج مواجهتها إلى بناء الجسم للمناعة أو مساعدته على ذلك من خلال اللقاح. ويمكن وصف الـ antibiotic في حال حصول مضاعفات لكن تحت إشراف الطبيب، وتناولها سلفاً غير مجدٍ لا بل يضرّ لأن يمكن خلق مناعة ضدّ الدواء أو مضاعفات سلبية جانبية”.