Site icon IMLebanon

“فلت الملقّ” في عكار: انتشار “كوروني واسع” وتراخٍ أمني

كتب مايز عبيد في صحيفة “نداء الوطن”:

 

ينتشر وباء “كورونا” في عكار ومناطقها كما تنتشر النار في الهشيم في ما يمكن تسميته بالإجتياح الكوروني لهذه المنطقة على نطاق واسع، وما زالت سمات المرحلة: إستهتار، لامبالاة وتقاعس لا سيما على الصعيدين الرسمي والشعبي.

وفي اليوم الرابع على دخول قرار الإقفال العام حيّز التنفيذ، ومع أن يوم الأحد هو يوم حظر تجول شامل يستثنى منه بطبيعة الحال القوى الأمنية، إلا أن أقل ما أمكن مشاهدته على الطرقات يوم أمس هي القوى الأمنية ودورياتها وحواجزها المطلوبة في مثل هذه الظروف، لتطبيق قرار الإقفال العام هذا حتى يكون له مفعوله. فحركة القوى الأمنية حواجز سريعة والتقاط صور وتوزيعها على وسائل التواصل الاجتماعي والسلام.. يوم أمس الأحد في عكار كان كباقي أيام الآحاد العادية. المحلات التي تفتح أبوابها كعادتها كل أحد افتتحتها، وحركة الناس والسيارات سجلت اكتظاظاً ملحوظاً، في كل المناطق تقريباً من دون استثناء. واعتَبر العديد من العائلات هذا اليوم بمثابة يوم عطلة عادي فقامت باستغلاله في تنظيم الرحلات المناطقية الداخلية لتناول طعام الغداء في الطبيعة، لكون الطقس كان مناسباً لهذا النوع من المشاوير. ولا يقتصر الأمر على الأحد فقط، فمنذ تطبيق قرار الإقفال العام يوم الخميس الماضي، اعتبرت عكار الأقل التزاماً فيه شمالاً، تليها مناطق المنية، الضنية، زغرتا، طرابلس والكورة.

وفي حين يعاني الجسم الطبي في عكار من الإنهاك، ووسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما زال يسجّل في عكار العديد من حالات الإصابة بـ”كورونا”، هذا من ضمن الحالات التي خضعت إلى فحص PCR وسلكت بذلك السبل المعروفة حتى يتم تسجيلها واحتسابها كحالة. لكن هذا لا يمنع أن أعداد الإصابات أكثر بكثير مما يتم الإعلان عنه، خصوصاً وأن هناك الكثير من الحالات في المنازل وهي ترفض القيام بفحص الـ PCR أو حتى حجر نفسها في أماكن الحجر المعروفة، إنما تفضّل معالجة نفسها بنفسها في المنازل مع ما قد يسببه ذلك من إصابة لكل أفراد الأسرة وهو ما بتنا نسمع عنه يومياً. وإذا ما كان البعض ينظر إلى كورونا في البدايات على اعتبارها كذبة فإن دخول هذا الوباء إلى كل بيت، قد وضع الأمر في دائرة التصديق، مع دخول وصف جديد هو “كورونا تهمة”؛ وكل من يدخل إلى مركز حجر أو مستشفى بهذا السبب، ينظر إليه كمن يدخل إلى “عصفورية” أو ما شابه. على أنه ما يثير الدهشة إلى اليوم أن الأمور تسير بشكل طبيعي والمحال مفتوحة والمقاهي الصغيرة “الحوانيت” مفتوحة ضمن القرى والبلدات، والشباب يدخنون النرجيلة ومنهم من يدخنها على الطريق العام ولا كأن هناك “كورونا” في الدنيا أو من “يكورنون”.

في عكار هناك مراكز حجر اعتُمدت في أكثر من منطقة كمركز العزيز في فنيدق ومركز في فندق غراسياس ومركز في تلحياة – السهل. نسبة الإقفال في تلك المراكز قد تكون صفراً، والسبب في ذلك مرده إلى اعتبار الناس بأن الأمر تهمة والسبب الأهم هو التراخي الذي تعاطت به الجهات المعنية عن الملف، وعدم إجبار من هم بحاجة إلى حجر على دخول تلك المراكز التي صُرف على تجهيزها مئات الملايين عبر المنظمات الدولية.

في عكار خلية أزمة أنشأها نواب المنطقة وهيئة إدارة كوارث في المحافظة ولكل قرية وبلدة خليتها، وكل هؤلاء غير قادرين على إقفال مقهى أو حانوت صغير في إحدى القرى؛ أو على إجبار شخص ما على حجر نفسه في مراكز الحجر بدل أن يحجر نفسه في منزله. بتنا نسمع يومياً من أشخاص مقولة “صرلي شي أسبوع ما عم شم” وهذه حالات “كورونا” موقوتة تتنقل بين الناس وتنقل العدوى.

على مواقع التواصل الإجتماعي نُقل بيان لرئيس اتحاد بلديات في عكار يطالب الناس بالإلتزام، فكان رد أحدهم عليه: “اهم شي ابناء بلدتك يسمعوا منك لأن ناكرين الكورونا من أصلها”. هذا التعليق بحد ذاته يؤكد أن عكار باتت في مكان “كوروني” خطير لم تعد معه للبيانات أي قيمة تذكر، وأن المطلوب الآن تطبيق القوانين والأنظمة بسرعة وإلا “فلت الملق”.

يرى الشيخ حسن الأكومي من جهته أن “أداء القوى الأمنية في عكار يشوبه الكثير من الخلل. فلا نجد لها أي حركة في ضبط الأمن وتحقيق السلامة العامة. هناك سرقات يومية مستمرة على طريق الحويش ومناطق أخرى من عكار لأسلاك الكهرباء ولا من يتحرك. هناك تهديد أمني وإطلاق رصاص وحمل سلاح بشكل يومي ولا من يتحرك رغم التبليغ والنداء. “كورونا” تنتشر بسرعة وما من تحرك جدي للقوى الأمنية لتطبيق قرار الإقفال.. لا تجد القوى الأمنية مجتمعة إلا في حال كان هناك بناء لسقف بيت أو دكان صغير وقتها كل هيبة الدولة تتحرك”.