Site icon IMLebanon

موسكو ترفض الثلث المعطل!

كتبت لينا الحصري زيلع في “اللواء”:

في ظل استمرار الارتفاع الجنوني والصاروخي غير المحدود لسعر صرف الدولار مقابل سعر صرف الليرة اللبنانية، تبقى جميع المعالجات معدومة من قبل المسؤولين التي انعدمت لديهم ادنى المسؤولية مع التدني غير المسبوق للمستوى الاجتماعي والاقتصادي للشعب اللبناني من جراء تداعيات الازمة المالية والاقتصادية الخانقة، حيث اصبح المواطن فاقدا لاي امل بحاضره ومستقبله متحسرا على ماضيه الذي كان مجرد كذبة كبيرة مارسها بعض السياسيين بانانية، وهم لا يزالون يركضون وراء مصالحهم الشخصية الضيقة دون الالتفاف الى المصلحة الوطنية، التي يجب ان تكون هي لاولوية لديهم في ظروف اكثر من استثنائية والعمل بأقصى طاقتهم من اجل الاسراع بانقاذ ما تبقى من اشلاء الوطن. والمعيب انهم ورغم كل ما حصل ويحصل لا يزالون يلهون بجنس الملائكة وعدد الوزراء وحقوق الطوائف ونيل الثلث المعطل والدوران في دوامة الفراغ البارد متناسين ان الوقت قد نفُذ، والخراب وقع،والجوع لم يعد  يطرق الابواب بل دخلها بالفعل، في ظل انسداد لاي افق او اي مؤشر ايجابي بتشكيل حكومة، ولا حتى مجرد حدوث اي خرق في جدار الازمة المستفحلة. بالتزامن تتصاعد التحذيرات الخارجية من استمرار الفراغ في السلطة التنفيذية، وبالتالي تدهور الاوضاع الاقتصادية، وكان اللافت دوليا في الايام الاخيرة التحرك الروسي تجاه لبنان والمواقف الصريحة بشأن تشكيل الحكومة ومستجدات الازمة.

فبعد اللقاء البارز الذي جمع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الاسبوع الماضي بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ابو ظبي والذي حضره مبعوث الرئيس الروسي وشمال افريقيا ميخائيل بوغدانوف جاءت زيارة وفد «حزب الله» الى موسكو بداية الاسبوع برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، بناءً على دعوة روسية تلقاها الحزب، مع الاشارة الى انها الزيارة الاولى التي يقوم بها رعد الى العاصمة الروسية منذ العام 2011، وكان اللافت في بيان الخارجية الروسية الذي صدر بعد اللقاء تأكيد لافروف على تمسك موسكو بدعم سيادة ووحدة وسلامة لبنان، وتشديده على اهمية تشكيل حكومة جديدة بقيادة الرئيس الحريري تكون كفيلة باخراج لبنان من ازمته، مع العلم ان الموقف الروسي ليس بالجديد، وهو كان اكد على أهمية تشكيل حكومة مهمة قادرة من التكنوقراط برئاسة الرئيس الحريري للإسراع في اجتياز الازمة الاجتماعية والاقتصادي بعد لقاء الاخير مع لافروف الاسبوع الماضي.

مصادر سياسية متابعة للمواقف الروسية تؤكد «للواء» انه على الرغم من ان المبادرة الفرنسية لا زالت الوحيدة الجدية دوليا، فإن هناك اهتماما توليه بعض الدول بالوضع في لبنان، وتعمل لدعمه ومساعدته، ومن هذه الدول وبحسب المصادر روسيا التي تبذل جهود كبيرة من خلال الاتصالات والمشاورات التي تجريها مع حلفائها واصدقائها من اجل الاسراع في تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس الحريري وهي تبدي دعمها المطلق له، وتؤكد المصادر الى ان موسكو تؤيد المبادرة الفرنسية بكافة بنودها لا سيما المتعلقة بشكل الحكومة، و تحث جميع المسؤولين اللبنانيين من اجل العمل لتسهيل ولادتها، خصوصا انها على معرفة تامة بصعوبة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، وبحسب المصادر فإن موسكو تشدد على ان لا حل الا بتشكيل حكومة مهمة قادرة من تكنوقراط في اسرع وقت ممكن كما يسعى الرئيس المكلف، وتكشف المصادر الى ان المسؤولين الروس ابلغوا وفد «حزب الله» رفضهم حصول اي فريق على الثلث المعطل ، مشيرة الى ان الاجواء كانت ايجابية، وتلفت المصادر الى ان المسؤولين في موسكو طلبوا من وفد الحزب ممارسة الضغوطات على حلفائهم في لبنان لتسهيل تشكيل الحكومة في اسرع وقت،وتعتبر المصادر ان مواقف النائب رعد التي اطلقها من العاصمة الروسية  جيدة ويمكن البناء عليها، ولكن تعود هذه المصادر وتعتبر ان الكلمة الفصل بالنسبة لـ«حزب الله» تعود الى ايران التي قد تشجع على تشكيل الحكومة خصوصا ان هناك معلومات تشير الى ان موسكو ستفتح قنوات اتصالاتها مع طهران للطلب منها تسهيل الامور في لبنان بما في ذلك تأليف الحكومة.

وتؤكد المصادر عزم روسيا الاستمرار في مواصلة اتصالاتها مع الجميع للمساعدة في تشكيل الحكومة رغم ان لا مبادرة خاصة لها تجاه لبنان لكن الاتصالات التي تجريها تعتبر مكملة للمبادرة الاساسية اي المبادرة الفرنسية.

وتنقل هذه المصادر ارتياح الرئيس المكلف للتحرك وللموقف الروسي الداعم له في هذه الظروف، ولكن ترى المصادر بان الامور لا زالت معقدة طالما مواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على حالها من التعنت ورفضه التعاون والتسهيل.

وحول امكانية الوصول الى حل في سوريا وانعكاس هذا الامر ايجابا على الوضع الداخلي اللبناني تقول المصادر :»الامر مرتبط بالموقف الاميركي الذي لا يزال ضبابيا وغير واضح من مستقبل الوضع في سوريا، كذلك بالنسبة للعلاقاته مع ايران».

وحول المواضيع الاخرى التي  تطرق اليها المسؤولين الروس مع وفد «حزب الله» ، لفتت المصادر الى ان موسكو كررت موقفها بالنسبة لحق السوريين في تقرير مصيرهم، وتكثيف جهود المجتمع الدولي من أجل حل الازمة السورية على قاعدة قرار مجلس الامن رقم ٢٢٤٥، لا سيما مسألة عودة اللاجئين السوريين الى ديارهم، اضافة الى تمسك روسيا باحلال السلام  الشامل في الشرق الاوسط، ومساعدة روسيا لبنان في مكافحة جائحة كورونا.