Site icon IMLebanon

الملف الحكومي يتحرك على وقع مباحثات باسيل في موسكو

كتبت أنديرا مطر في “القبس::

في خضم التأزم السياسي الذي يتحكم بكل مفاصل لبنان ويفاقم الأوضاع الاجتماعية التي ترخي بثقلها على يوميات الناس، سجلت الساعات الأخيرة تطوران من شأنهما أن يخرجا البلاد من حال المراوحة القاتلة.

فقد أعلنت وكالة رويترز أن المحادثات الحدودية البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني والمتوقفة منذ نوفمبر الماضي قد تُستأنف الأسبوع المقبل. ويأتي الإعلان عن استئناف المفاوضات بعد البلبلة التي أثارها مرسوم التعديل الذي يوسع المنطقة الاقتصادية الخالصة؛ لتصبح المساحة المتنازع عليها مع الكيان العبري نحو 2300 كيلومتر مربع.

أما في الشأن الحكومي، فترقب لنتائج زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى موسكو التي تستقبل وفوداً لبنانية في محاولة منها لفهم وجهات نظر الأفرقاء من تشكيل الحكومة، ومقاربة الأفكار لإيجاد مخرج للأزمة السياسية.

وفي حين اعتبرت أوساط معارضة أن زيارة باسيل لموسكو هي محاولة لفك العزلة الغربية المفروضة عليه خصوصاً بعد إفشال لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واستثنائه من لقاءات الموفدين الغربيين والعرب في بيروت، قالت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر إن «هذه الزيارة مهمّة جدًّا، لأن الجانب الروسي يرغب في أن يسمع وجهة نظر باسيل في هذا الموضوع الحكومي الشائك».

البطريرك وصيغة تسوية

على خط موازٍ، علمت القبس أن اتصالات جرت في الأيام الأخيرة أعادت تحريك الملف الحكومي خصوصاً في ظل الأزمات المتلاحقة التي شهدتها الساحة اللبنانية أخيراً، من المشهد القضائي الغريب للقاضية غادة عون، إلى القرار السعودي الأخير بوقف استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية وانعكاساته الكارثية على الاقتصاد، وصولاً إلى الواقع المعيشي الآخذ في التدهور نتيجة الأزمات المالية والاقتصادية المستمرة.

وبحسب المعلومات، يواصل البطريرك الماروني بشارة الراعي العمل على تقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

علماً بأن الراعي كان التقى عون قبل أيام وهو سيلتقي الحريري خلال ساعات.

وكشفت مصادر لـ القبس أن المسعى البطريركي ينطلق من صيغة حكومية من 24 وزيراً من الاختصاصيين من دون ثلث معطل لأي تيار سياسي، يسمي فيها عون وزير الداخلية مقابل أن يسمي الحريري وزير العدل. وهي شبيهة بطرح كان تقدم به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع استثناء تنازل الحريري عن «الداخلية» شرط حصول حكومة الحريري على ثقة كتلة التيار الوطني الحر.

وفي الإطار، أوضح القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش أن «الهوامش التي يتحرّك الحريري ضمنها ثابتة وأبرزها عدم توافر ثلث معطّل».

وحول سبب عدم زيارة الحريري الرياض، أشار علوش إلى أن «الوقت لم يحن بعد، وأنها ستكون محطته الأولى بعد تشكيل الحكومة».

فهمي يشكر المملكة

وفي شأن متصل، بتداعيات القرار السعودي بوقف دخول الخضر والفواكه إلى أراضيها، أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، العميد محمد فهمي، أنّ المملكة العربية السعودية سمحت للبضائع اللبنانية التي كانت عالقة عند الحدود السعودية وفي ميناء جدة بالدخول الى المملكة.

وتوجه فهمي بالشكر والامتنان إلى جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ونظيره صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف على المبادرة الإنسانية الطيبة بالسماح للبضائع اللبنانية التي كانت عالقة عند الحدود السعودية وفي ميناء جدة بالدخول إلى المملكة.