Site icon IMLebanon

زيارة عسكرية قيادية ثلاثية الأبعاد إلى السفارة السعودية

ليست زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون الى السفير السعودي في لبنان وليد البخاري معزولة عن رداءة الواقع اللبناني على المستويات كافة، حيث لا مجال لأي استثناء، غير انها حكما لا تتخذ طابعا سياسيا، يحلو للبعض ممن يقفون عادة خلف الحملات على الجيش وقائده لاهداف لم تعد خافية على أحد، ان يسبغها به ويذهب بعيدا في التحليل الى حيث تقوده مصالح التشويش على القائد ليصوّر الزيارة على انها تارة لتقديم اوراق اعتماد رئاسية للمملكة واخرى لاستعطافها واستعادة حقبة معينة من الزمن الغابر.

في التوقيت، تمكن قراءتها من زاوية حصولها عقب الزيارة البارزة لفرنسا بكل ما تخللها من محطات، تبدأ بالاستقبال المميز للعماد عون في الأليزيه ولا تنتهي بالمؤتمر الذي تزمع باريس عقده لمساعدة الجيش وتبذل جهودا جبارة في اتجاه تأمين اوسع مشاركة دولية فيه، كما في ظل حديث عن زيارة يتم الاعداد لها الى واشنطن. اما في المضمون فتضعها اوساط مطّلعة في خانة ثلاثية الابعاد تتناول مسائل متشعبة ابرزها:

-الوضع الأمني اللبناني الذي يمسك الجيش بناصيته بقوة باعتباره آخر مداميك بنيان الدولة اللبنانية المنهارة، حيث كان تأكيد على الاهمية التي تعيرها المملكة لاستقرار لبنان ورهانها على الجيش لتحصينه ومنع استغلاله من اي طرف او طابور خامس قد يوظف الظرف الدقيق والازمات التي تعصف بالبلاد لتنفيذ مخططات خبيثة، وهو ما تسهر المؤسسة العسكرية على منعه، على رغم الظروف البالغة الصعوبة التي يعمل في ظلها عناصرها وضباطها لا سيما المالية والاجتماعية، والمهام الجسام الملقاة على عاتقهم من ضبط الحدود الى توزيع المساعدات، وهي طبعا ليست من اختصاصهم، غير ان الجيش يضطلع بها كونه ما زال يملك من المصداقية والشفافية والثقة بين اللبنانيين ما يكفي ويفيض في زمن انعدامها بالسياسة واهلها والاحزاب والمسؤولين في البلاد.

-أزمة تهريب المخدرات الى السعودية وما ترتب جراءها من تداعيات كارثية على لبنان وقطاعه الزراعي ودور الجيش في مجال ضبط التهريب والمهربين ومداهمة معامل تصنيع وتخزين المخدرات، حيث اثبت قدرة فائقة في هذا المجال اخيرا، علما ان زيارة قائد الجيش الى اليرزة وتناوله الغداء الى مائدة السفير، تزامنت مع الاجتماع الذي عقدته نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر في شأن ما آلت اليه الاوضاع على مستوى معالجة ازمة شحنة رمّان الكبتاغون، وقد تبين انها لم تحرز تقدما ملموسا بدليل ما صدر من مقررات هي مثابة اعلان نيات اكثر منها اجراءات عملية تعالج ما جرى وتضع حدا له وتعيد الثقة التي تطلبها المملكة كشرط للرجوع عن قرار منع دخول المنتجات اللبنانية الى اراضيها.

– مؤتمر باريس لمساعدة الجيش المفترض ان يعقد في النصف الثاني من حزيران الجاري في فرنسا والذي تشير مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية” الى ان ايا من الدول العربية لم تؤكد مشاركتها فيه حتى اليوم، علما ان الرهان معقود في شكل خاص على هذه الدول الى جانب فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وسائر الدول الاوروبية التي اعتادت دعم لبنان وجيشه.

في هذا السياق، تقول الاوساط ان قائد الجيش قد يسعى الى الاسهام في الجهد الفرنسي من خلال محاولة حث المملكة على المساعدة وهي التي قدمت هبة المليارات الثلاثة الشهيرة منذ سنوات ثم تراجعت عنها لاسباب لم تعد خافية على أحد، علّها تشارك على الاقل في المؤتمر المخصص حصرا لدعم الجيش وليس السلطة السياسية التي تأخذ عليها المملكة الكثير الكثير والتي ادت ممارساتها الجانحة نحو المحور المعادي لها الى اقفال حنفية الدعم الخليجي عن لبنان، وإيصال البلاد الى قعر الهاوية.

زيارة قيادية عسكرية الى مقر الدبلوماسية السعودية حققت نجاحاً لا بدّ سيتظهر في مرحلة غير بعيدة تختم الاوساط، والايام المقبلة كفيلة بكشف النقاب عن تفاصيله.