Site icon IMLebanon

تنسيق اميركي – اسرائيلي عسكري: لجم ايران اولوية!

جاء في “المركزية”:

أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان أفيف كوخافي، سيتوجه اليوم السبت إلى واشنطن للاجتماع مع مسؤولين أميركيين وبحث ملفات غزة والبرنامج النووي الإيراني و”حزب الله”. وبحسب موقع “إسرائيل 24″، فإن كوخافي سيناقش مع نظرائه التحديات الأمنية المشتركة الحالية، بما في ذلك “القضايا المتعلقة بالتهديد النووي الإيراني، وجهود إيران للتوسع عسكريا في الشرق الأوسط، وجهود حزب الله لإعادة التسلح، وعواقب تهديد الصواريخ الموجهة بدقة، وتعزيز القوات المشتركة”.  وقال الجيش الإسرائيلي إن قائد أركانه “سيطلع المسؤولين الأميركيين على تقييمات الجيش للصراع الذي دام 11 يوما مع حركة حماس في قطاع غزة في أيار الماضي، لا سيما بشأن كيفية تنفيذ بعض استراتيجياته القتالية الجديدة”. ومن المقرر أن يجتمع كوخافي والوفد العسكري المرافق، مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الدفاع لويد أوستن ومسؤولين عسكريين أميركيين آخرين، كما سيلتقي بقادة يهود وقادة المجتمع في الولايات المتحدة.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن التنسيق العسكري الاسرائيلي – الاميركي، امر طبيعي وغير مستغرب ابدا، الا ان ما يلفت الانتباه في زيارة كوخافي الى واشنطن اليوم، هي انها الزيارة الاولى بعد رحيل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن السلطة في الكيان العبري (وقد امسك بمقاليدها منذ 12 عاما) وهي تاليا الزيارة الاولى في “عهد” نفتالي بينيت، الذي تسلّم منصبه رسميا عصر الاحد الماضي كرئيس للوزراء. وإن دل هذا التواصل “السريع” بين العاصمتين، الى شيء، فالى ان التعاون مستمرّ بينهما وهو ثابتة من الثوابت المشتركة في السياسة الخارجية للبلدين، ايا تكن طبيعة او هوية “المتربّعين” على عرش السلطة فيهما.

على اي حال، يلتقي الطرفان على نقاط كثيرة، وما يجمعهما اكبر بكثير مما يفرّقهما، تتابع المصادر. والاجندة التي يحملها القائد العسكري الى واشنطن، تؤكّد ذلك. فهما سيناقشان ضرورة وضع حد لتوسّع ايران واذرعها العسكرية في الشرق الاوسط، وتحديدا على الحدود الشمالية لاسرائيل في سوريا ولبنان. وهنا، المقاربة الاميركية – العبريّة واحدة: تقليم اظافر طهران وأدواتها، وابرزها الحرس الثوري وحزب الله، له الاولوية المطلقة. كما ان تطوير ايران السلاح النووي والصواريخ البالستية يُعتبر خطا احمر في منظار تل ابيب وواشنطن. وبينما سيبلغ كوخافي مضيفيه ان دولته لن تسكت عن حيازة ايران اسلحة كهذه، ستطمئنه الادارة الاميركية في المقابل، الى انها واعية تماما لهذه النقطة، وان اي اتفاق نووي جديد لن يبصر النور اذا لم يكن يراعي مقتضيات السلام في الشرق الاوسط ومصالح واشنطن وحليفتها الاولى اسرائيل، خاصة في ظل الانتخابات الايرانية التي بات شبه مؤكد انها ستوصل رئيسا محافظا متشددا الى السلطة… اما حماس، تتابع المصادر، فبدورها مُطالبة اميركيا واسرائيليا، بالتهدئة وباحترام الهدنة التي تم التوصل اليها في غزة منذ اسابيع. الا انه وفيما تلوّح تل ابيب بتشغيل آلة الحرب مجددا في حال لم تلتزم الحركة (المقرّبة جدا من ايران)، فإن واشنطن لا تحبّذ اي تصعيد عسكري امني وتفضّل التوصل الى الحلول عبر الدبلوماسية والقنوات السياسية.

هذه الملفات التي تضاف اليها مسألة الاستيطان الذي تفضّل ادارة جو بايدن ان تتم فرملته، ستخضع لدرس معمّق بين كوخافي والمسؤولين الاميركيين، وسيتمّ البحث في المقاربات الموضوعة لها بحيث تصبح صالحة لتتماشى ومتطلبات المرحلة المقبلة. وقد حتّمت التطوراتُ الميدانية والتبدلاتُ السياسية في اسرائيل، عمليّةَ التحديث هذه بين الحليفين، تختم المصادر.