Site icon IMLebanon

هل يُطيَّر البيطار ويبقى قرداحي؟

ليست صدفة ان تتحرك التطورات القضائية على خط ازاحة المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، أمس. فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ما جرى امس على هذا الصعيد يبدو مرتبطا بالحل الشامل الذي يعمل على نسجه لمحاولة فكّ أسر الثنائي الشيعي للحكومة الميقاتية.

ساعات قليلة بعيد لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، أفادت قناة ان بي ان، التابعة لحركة امل، عن صدور قرار عن محكمة الاستئناف في بيروت بكف يد البيطار عن متابعة التحقيق في ملف المرفأ استجابة لدعوى تقدم بها الوزير السابق يوسف فنيانوس. لاحقا، تتابع المصادر، تبين ان هذا القرار “موقت”، رغم ذلك، فإن خلفياته لجهة توقيت صدوره والجانب الذي اصدره (…) لافتة للانتباه وتحمل رسائل ودلائل.

فقد تم إبلاغ المحقق العدلي أمس، من جانب محكمة الاستئناف برئاسة القاضي حبيب مزهر بالإنابة، المعروف بقربه من الثنائي الشيعي، مضمون الدعوى الجديدة التي تقدم بها الوزير السابق المدعى عليه فنيانوس طلباً لردّه عن الملف، ما استدعى تالياً تعليق كافة التحقيقات والإجراءات المتعلقة بهذا الملف الى حين صدور قرار المحكمة إزاء هذه الدعوى، الأمر الذي سيشمل تلقائياً إرجاء جلسة استجواب النائب المدعى عليه غازي زعيتر التي كانت مقررة في التاسع من الجاري.

وفق المصادر، ما يتم طبخه على ما يبدو، هو التخلّص أولا من همّ البيطار الذي يصرّ حزب الله على “قبعه”، بما يتيح انعقاد جلسات مجلس الوزراء من جديد. وهذا “القبع”، على ما يبدو ايضا، سيتم بالوسائل “القانونية” وسيتولاه القاضي مزهر، بما يرضي عون وميقاتي خاصة وأن الاخير جدّد في كلمته امس رفض تدخّل السلطة التنفيذية في عمل السلطة القضائية.

وفي مقابل هذه “الهدية” التي ستُقدّم للحزب، تتابع المصادر، يراهن ميقاتي على ان تبدي الضاحية مرونة في مسألة استقالة او اقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، فتشكّل هذه الخطوة المدخل الى تهدئة التوتر غير المسبوق الذي يصيب العلاقات اللبنانية – الخليجية. ويعوّل في السياق، على ان يلعب بري دورا في تليين موقف الحزب من اقالة قرداحي.

يبدو اذا ان ثمة مقايضة مطروحة في الكواليس، جاري انضاج مكوّناتها على نار هادئة. لكن لا شيء يضمن حتى الساعة، تتابع المصادر، ان يقابل الحزب مسألة “قبع” البيطار، بتنازلٍ في مسألة قرداحي، خاصة اذا باتت بالنسبة اليه ذات ابعاد اقليمية مرتبطة بالصراع بين المحورين الايراني والسعودي. فهل يعطي ميقاتي مرة جديدة، هدايا مجّانية للحزب، ستشوّه صورته وحكومته، سنيا ووطنيا واقليميا ودوليا؟ لننتظر ونر تختم المصادر.