Site icon IMLebanon

انفجار “البرج” امتحان: هل تُظهر المنظومة بعض السيادة؟!

جاء في المركزية:

في تشرين الأول الماضي، زعم تقرير لمركز أبحاث إسرائيلي “أن حركة حماس زادت من نشاطاتها خاصةً العسكرية في لبنان، بهدف تهديد الأمن الإسرائيلي من جبهتين في وقت واحد”. وبحسب مركز أبحاث “ألما”- كما ورد في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية- “فإن النشاط العسكري لحماس في لبنان يتم بإدارة حماس في غزة، وتم تجنيد المئات من النشطاء التابعين للحركة لقيادة وإدارة ما أسمته “مكتب البناء” والعمل فيه، والذي تتركز مهمته على بناء وتطوير القدرات العسكرية لحماس على الحدود الشمالية مع إسرائيل”. ويشير التقرير الى أن قوة حماس العسكرية متمركزة داخل مخيمات اللاجئين وهي بعيدة عن أعين السلطات اللبنانية”.

ووفق التقرير ذاته، تعمل وحدة الشمالي في خمس مناطق جغرافية رئيسية في لبنان، وهي بيروت وطرابلس والبقاع وصيدا وصور ويرأسها ويليام أبو شنب، الذي خضع لتدريب احترافي على الطائرات بدون طيار في إيران وإندونيسيا، ونائبه براء فرحات وهو ضابط استخبارات الوحدة إلى جانب خليل عزام، في حين يقود وحدة خالد علي، محمد جبارة. وادعى التقرير أن “الوحدتين تقومان بتطوير وتصنيع أسلحة في لبنان بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة والغواصات الصغيرة التي يتم التحكم فيها عن بعد، كما أنهما تشاركان في التجنيد والتدريب ودورات التأهيل المتخصصة مثل القنص وتشغيل قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات ومشغلي الطائرات بدون طيار وحرب المدن والطيران والغوص البحري وجمع المعلومات الاستخبارية التكتيكية”.

أعادت الانفجارات الاخيرة التي هزّت مخيم البرج الشمالي نهاية الاسبوع الماضي، هذه المعطيات الى الواجهة، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية”. ففي وقت اعلنت الحركة ان الانفجار نجم عن تماس كهربائي في مخزن مستلزمات وقاية من فيروس كورونا، قائلة في بيان “بعد الوقوف على ملابسات الحادث، والاستماع لشهود العيان، تبيّن لنا أنه ناتج عن تماس كهربائي في مخزن يحوي كمية من أسطوانات الأوكسجين والغاز المخصصة لمرضى كورونا، وكمية من المنظّفات والمطهّرات”، تعتبر المصادر ان هذه الرواية غير مقنعة، مرجّحة فرضيةَ ان الانفجار طال مستودعات اسلحة وذخيرة لـ”حركة المقاومة الاسلامية”، وهو قد يكون ناجما عن عطل في الكهرباء، او نتاج عمل أمنيّ اسرائيلي.. لما لا، في ضوء التقرير المذكور اعلاه؟!

أمام هذا الغموض، تؤكد المصادر الا جواب شافيا سيأتي إلا من خلال التحقيقات الرسمية حيث يتعيّن على الدولة اللبنانية وأجهزتها كشفُ ملابسات ما جرى “على اراضيها”، وعرض الحقيقة كاملة للرأي العام المحلي والدولي.. فهل هي في هذا الصدد، علما ان اكثر من 4 ايام مرّت على الانفجار الذي حصل مساء الجمعة الماضي؟ وايضا، هل ستسأل رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج خالد مشعل الذي يصل الى لبنان اليوم، عن خلفيات ما جرى وعن تفلّت السلاح في يد الحركة وعن اشتباكاتها مع فتح؟

وفق المصادر، اي تراخٍ في هذا الشأن سيكون مضرا لما تبقّى من هيكل “الدولة” اللبنانية المنهار، خاصة في ظل الدعوات الآخذة في الارتفاع عربيا وخليجيا وغربيا، لها، لتنفيذ القرارات الدولية، وعلى رأسها تلك التي تنصّ على ضرورة حصر السلاح بيد القوى الشرعية، فقط لا غير. واذا كان الخارج بالكاد يهضم امتلاك حزب الله ترسانة عسكرية، فكيف سيهضم وجود جيش “لحماس” ايضا، الحركة المصنّفة ارهابية في اكبر العواصم، على الاراضي اللبنانية ؟

إظهار جدّية في هذه التحقيقات واتخاذُ موقف حازم من السلاح العشوائي، قد يفيدان لبنان الرسمي، في هذا التوقيت الدقيق والحرج، فهل تغتنم المنظومة هذه الفرصة وتنجح في الامتحان الجديد، فتُبدي بعضَ المسؤولية و”السيادة”؟!