Site icon IMLebanon

على هامش مفاوضات فيينا… اجتماع أميركي-إيراني؟

جاء في “المركزية”:

بالتزامن مع اجتماعات فيينا النووية، تشير معلومات غربية إلى إمكان عقد اجتماع أمني في جنيف بين الولايات المتّحدة وإيران، بهدف بحث مواضيع عدة انطلاقاً من النّفوذ الإيراني مروراً بالصواريخ البالستية وصولاً إلى سلامة الملاحة في بحر عمان والمضائق، إلى جانب ملفات أخرى. فما مدى صوابية هذه المعطيات؟

السياسي اللبناني الدكتور توفيق الهندي يرى عبر “المركزية” أن “إذا كان الاجتماع الأمني العسكري يبحث هذه المواضيع المذكورة آنفاً لا سيما الصواريخ، فالأكيد أن إيران غير مستعدّة للتطرّق إليها ومن غير الممكن أن يكون وارد لديها أصلاً”، مستبعداً “دقّة هذه المعلومات. فطهران غير مضطرة  لذلك لأن لديها خططا أخرى وتوجّهاتها مختلفة تماماً”، مضيفاً “عندما انتخب ابراهيم رئيسي رئيساً في إيران، أوضح أن بلاده تفاوض فقط في الملف النووي وأن قضية الصواريخ والتمدّد الإيراني في المنطقة خارج إطار البحث. قد يأمل البعض بانعقاد اجتماع مماثل، لكنه حسب المعطيات الواقعية مستبعد إلى حدّ كبير”.

وعن المرحلة التي بلغتها المفاوضات النووية راهناً والطريق الممكن أن تسلكه، يشير الهندي إلى أن “ما تبغيه إيران في السياق ينطوي على ثلاث نقاط: أوّلاً، أن يتم الإفراج عن أموالها المجمّدة في النظام المصرفي العالمي وتقدّر قيمتها بعشرات مليارات الدولارات. ثانياً، بالنسبة إلى موضوع العقوبات، ولو أن طهران تعلّي مستوى المطالبة بإزالتها، إنّما تقبل برفع التجارية منها لا سيما لبيع النفط بالتزامن مع استخدام النظام المصرفي العالمي. ثالثاً، تصرّ إيران على الحصول على ضمانات من أميركا، تفادياً لأي انقلاب على الاتفاق النووي على غرار ما حدث في عهد الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب، هذه النقطة رغم أنها مهمّة جدّاً بالنسبة إليها، إلا أنها تعرف أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يمكن أن يمنح هذه الضمانات كونها تتطلّب معاهدة من مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية الثلثين وتحقيق ذلك مستحيل إذ نصف أعضاء المجلس من الجمهوريين وباقي الأعضاء الديمقراطيين يرفضون. من هنا، البديل عن الضمانات وهو ما تريد إيران الوصول إليه، متمثّل بعدم العودة إلى الوضع الذي كان سائداً في الـ 2015 بل تريد البقاء على التطوّر في التخصيب عند الحدّ الذي وصل إليه فتكون هذه الضمانة في حال أي إخلال من الجانب الأميركي، ولن تساوم إيران على أقل من ذلك”.

في المقابل، يعتبر أن “من الصعب أن توافق أميركا على الوصول إلى هذا المستوى، خصوصاً في ظلّ الضغط الداخلي الذي تعيشه واقتراب موعد الانتخابات النصفية بعد سنة، وأيضاً أوروبا بدأت تغيّر في موقفها وبرز ذلك من خلال رأي فرنسا في البيان المشترك الفرنسي-السعودي. بناءً عليه، حظوظ التوصل إلى نتيجة لا تزال بعيدة، ويمكن المماطلة في الانتخابات الأميركية، لكن من الصعب أن يقبل الغرب. أما إيران فغير مهتمّة بعد أن توجّهت نحو الشرق، ولديها حلف مع الصين وتصمم على إنشاء حلف استراتيجي أيضاً مع روسيا خلال شهرين، وأصبحت عضواً كاملاً في منظّمة شنغهاي، أي لديها بدائل وترفع مستوى المطالب، في حين أن الطرف الآخر غير قادر ربما على مجاراتها”.