Site icon IMLebanon

ما موقف الأطراف السياسية تجاه كلمة عون؟

كتبت أنديرا مطر في “القبس الكويتية”:

صعّد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون تجاه حليفه «حزب الله»، دون أن يرفع سقف المواجهة معه إلى الحدود القصوى، حيث اعتبر في كلمة الإثنين أن المسؤولية الأساسية في الدفاع عن الوطن هي للدولة وحدها، وهي من تضع الإستراتيجية الدفاعية وتسهر على تنفيذها، وكذلك، اتهم الثنائي الشيعي – من دون تسميته – بتعطيل المؤسسات.

ودعا عون إلى أفضل العلاقات مع دول الخليج، متسائلاً عن مبرر توترها أخيراً والتدخل في شؤون لا تعني اللبنانيين.القبس رصدت مواقف القوى واستقرأت آراء سياسيين بكلمة الرئيس وأصدائها، وكان لافتاً في البداية التزام «حزب الله» وحركة أمل الصمت، في حين أوضحت مصادر إعلامية مقربة من الثنائي الشيعي أن مواقف عون «تندرج في إطار حق الاختلاف»، موضحة أن «المسائل التي طرحها تُناقَش ثنائياً ولا مبرر للتصعيد مع رئاسة الجمهورية».

من جهته، أشار النائب عن الحزب التقدمي الاشتراكي بلال عبدالله إلى أن كلمة الرئيس اللبناني جاءت متأخرة جداً بالشكل والمضمون.

وفي اتصال مع القبس، رأى عبد الله أن «كلام عون أعاد البلاد إلى الدوامة نفسها (كنا نود الإصلاح والتغيير وما خلّونا)، ناسياً أنه وتياره يحوزان مشاركة وازنة في السلطة التنفيذية أكبر كتلة في المجلس النيابي، وقد عقدا اتفاقيات وتفاهمات سهلت لهما الحصول على حصة كاملة من التعيينات في كل المراكز الأمنية والقضائية والإدارية». وأضاف: «بالتالي عجزه عن تحقيق إنجاز ما يعني أن هناك خللاً في الأداء السياسي وفي الحسابات».

كما أوضح النائب أنه «عندما يرتبط الأداء السياسي بحسابات السلطة أو مع قوى سياسية أخرى تكون النتيجة ما شوهد أخيراً».

أما في ما يتعلق بشعار اللامركزية المالية الموسعة، فكر عبدالله أن «اتفاق الطائف نص على اللامركزية الإدارية، ولم يتطرق إلى المالية الموسعة. كلام عون شعبوي يستهدف الجمهور الناخب، ويحمل في طياته الكثير من الخطورة، في ظل كلام يتداول عن مشاريع فدرالية وتقسيم وسواها».

متأخر جداً

حزب القوات اللبنانية بدوره، ورغم طرح عون مسائل لطالما نادى بها، مثل الإستراتيجية الدفاعية واللامركزية الموسعة، رأى أن طرحها متأخر جداً. وأفاد: «من لم يلتفت لهذه المسائل في السنوات السابقة فلن يحقق شيئاً منها في الأشهر المتبقية من عهده».

وأشار النائب عماد واكيم لـ القبس إلى أن «عناوين الكلمة لا تقرأ خارج شد الحبال بين التيار الوطني وحزب الله، إنما دون فك ارتباط بينهما. وجاءت عشية الانتخابات النيابية لشد عصب جمهوره المسيحي. أما مضمون الكلمة فهو الشعار العوني (ما خلونا) وابحثوا عن التعطيل عند الآخرين».

وحسب واكيم، فإن «الملفات التي استفاق عليها الرئيس يحتاج كل واحد منها أشهراً وسنين لمعالجته، وقد يكون من المفيد التذكير هنا أنه حين سئل الرئيس عن الإستراتيجية الدفاعية في 2019 كان جوابه: تخطّاها الزمن. فما الذي أحياها اليوم؟».

وحول عدم تعليق الثنائي الشيعي على كلمة عون، لفت واكيم إلى تسريب خبر اجتماع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، قبيل الإطلالة التلفزيونية لعون، قارئاً في ذلك إصراراً من قبل الحزب على عدم التفريط بالغطاء المسيحي «والأخير- عكس ما يوحي – ليس بأفضل حال لا محلياً ولا إقليمياً».

وتابع أن «الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية، تستعيد دورها، وايران متعثرة على طاولة المفاوضات، والوضع الدولي غير مؤاتٍ».

لا نفوذ خارجياً

أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقد سارع غداة الخطاب الرئاسي إلى عقد مؤتمر صحافي، جدد فيه مواقفه السابقة. وأكد أنه لا استقالة ولا دعوة لمجلس الوزراء طالما أن مكوّناً أساسياً لا يشارك.

وجدد ميقاتي رفضه مقايضة موضوع عقد جلسات لمجلس الوزراء بأي تسوية غير مقبولة من غالبية اللبنانيين ومن المجتمع الدولي.

وعن النفوذ الإيراني في لبنان من خلال «حزب الله»، أكد ميقاتي أنه «ليس إلا حزب سياسي على الساحة اللبنانية كبقية الأحزاب. لا أسمح لنفسي أن أقول أو أعترف بأي نفوذ لأي دولة خارجية على الساحة اللبنانية».

وعما إذا كان لا يزال يثق بحاكم البنك المركزي رياض سلامة، أوضح ميقاتي أنه «خلال الحرب لا يمكن الإقدام على تغيير الضباط».

https://alqabas.com/article/5872032 :إقرأ المزيد