Site icon IMLebanon

هل أطلق باسيل صفارة تأجيل الانتخابات وتصفية الحسابات الرئاسية؟

كتب المحرر السياسي في IMLebanon:

تتابع مصادر سياسية مسؤولة بقلق بالغ مسار التوترات المتنقلة التي تضرب الساحة اللبنانية من الجنوب بعد حادثة إطلاق الصاروخين بالأمس من الأراضي اللبنانية والرد الإسرائيلي مروراً بحادثة الصرفند، وصولاً إلى تطورات طرابلس المقلقة بعد فاجعة غرق زورق الموت وما تلاه من تطورات وإطلاق نار واعتداءات على الجيش اللبناني، من دون أن ننسى ترددات هذه الحوادث في بيروت التي شهدت تطورات أمنية ومقتل شخص في عائشة بكار وليس انتهاء بقطع عدد من الطرقات.

والمفارقة أن هذا المسار المتفجر ليس يتيماً إذ على جدول الأعمال عدد من التحركات والاعتصامات والتظاهرات، سواء المرتبطة منها الثلثاء بالاعتراض على الإصرار على استكمال مناقشة مشروع قانون “الكابيتال كونترول” أو ما ينتظرنا مع موعد عيد العمال في الأول من أيار المقبل من تحركات احتجاجية يمكن كلها ان تشكل ذريعة خصبة لتطيير الانتخابات.

وتلفت المصادر إلى تناغم بين ما ورد في تغريدة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الاثنين بالفيديو وتحذيره “من خلق الفتنة وتأجيل الانتخابات” موجهاً اتهامات للمنظومة المرتبطة بالغرب، مع ما كان سبق للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن أعلنه من وجود سعي أميركي لتأجيل الانتخابات، ما يؤشر إلى وجود رغبة ضمنية لدى هذا الثنائي البرتقالي والأصفر للعبث وتمهيد الأجواء لتطيير الانتخابات واتهام الآخرين بما يحضران له.

وتشرح المصار بأنه ولو اختلفت الأجندات بين الطرفين إلا أن النتيجة التي تجمعها تؤكد على تطيير الانتخابات كل لحساباته الخاصة. فمن جهة “حزب الله” هو يفضل إبقاء الورقة اللبنانية ممسوكة في انتظار جلاء صورة ما يجري في فيينا المرتبطة بدورها بنتائج الحرب الروسية على أوكرانيا، والحزب في الوقت عينه يسعى إلى جر لبنان إلى مؤتمر تأسيسي وهذا ما يتطلب الفراغ وليس انتظام عمل المؤسسات. أما من جهة “التيار الوطني الحر” فهو يريد إبعاد كأس الانتخابات المرة عنه وخصوصا مع ارتفاع أسهم معركة إسقاط رئيس جبران باسيل في البترون، إضافة إلى تفضيل التيار أن تبقى المعادلات القائمة في المجلس الحالي حتى إتمام الانتخابات الرئاسية لإبقاء حظوظ باسيل قائمة. ولذلك لم يكن خافياً على أحد استهداف باسيل في تغريدته المصورة لقائد الجيش اللبناني وللجيش ككل في مأساة غرق زورق الموت في طرابلس وتأكيده بأن ثمة من كان يعلم بإبحار الزورق ولم يتخذ الإجراءات اللازمة، واستعادته لحادثة التليل وانفجار مرفأ بيروت من بوابة الاتهام الضمني للجيش والمطالبة بمحاسبة المسؤولين فيه، في ما يبدو أنه محاولة لتصفية الحسابات السياسية مع العماد جوزف عون.

عند هذا الحد تتخوّف المصادر السياسية من عمل الطرفين المذكورين لتهيئة الأجواء لتطيير الانتخابات في اللحظات الأخيرة من خلال تحضير سيناريوهات يتم تنفيذها في الأيام المقبلة لفرض أمر واقع عرقلة إجراء الانتخابات واتهام الآخرين بتعطيلها.